يناير 14, 2025 4:07 م
كاتب المقال : علي سعادة
أثبتت الأحداث الأخيرة بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بعد أقل من أسبوع ، جو بايدن، كان هو من يقف وراء قرار استمرار الحرب الوحشية والهمجية على قطاع غزة، وبأنه كان يدفع في اتجاه التصعيد، مدعوما بفريق وزاري صهيوني وعنصري ومتطرف على رأسه وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي أعلن صراحة بأنه يتحرك من خلال منصبة كيهودي واضعا شعار “إسرائيل أولا” على حساب المصالح الأمريكية وعلى حساب دافع الضرائب الأمريكي.
لم يحتج قرار إنهاء الحرب في غزة والاتفاق على صفقة تبادل تنهي الحرب على قطاع غزة من الرئيس الأمريكي المنتخب الذي يستلم مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني الحالي ، دونالد ترامب، سوى أن يبدى رغبته في إنهاء الحرب، وأن لا تكون هناك حرب عندما يستلم مهامه الرئاسية رسميا، وأن يجري اتصالا مع مجرم الحرب الفار من العدالة بنيامين نتنياهو بتقديم تنازلات من اجل إنجاح الصفقة.
طبعا كلنا يعرف بأن ترامب ليس قلقا على الدم الفلسطيني ولا على دمار قطاع غزة، وليس في نيته تخفيف المعاناة الفلسطينية، وإنما هو يريد أن يستلم موقعه للتفرغ لملفات أخرى هو يراها أكثر أهمية وإلحاحا بالنسبة له وبالنسبة لناخبيه مثل قضية الهجرة والصين وروسيا وحلف الناتو والمناخ وأوروبا وضم بنما وجرينلاند وكندا، وغيرها من ملفات تحظى باهتمامه أكثر من الشرق الأوسط الذي يصفه ترامب بأنه ساحة لحروب لا تنتهي.
نتنياهو ذهب لصفقة هو لا يردها ربما، لكنه كان أمام خيار غضب ترامب أو غضب شركائه في التحالف وفي الحكومة، وهذا ما ذهب إليه الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت بقوله: “مع كل الاحترام للأيديولوجيات والمبادئ، و”النصر الكامل”، وكل هذه الشعارات التي لا تخفي خلفها سوى الخوف من بن غفير، كل هذا يختفي ويموت في ثوان عندما تواجه ترامب، نتنياهو أجرى حساباته، سوف يتوافق مع بن غفير؛ لأن التوافق مع ترامب أمر أكثر صعوبة، إنه لا يريد أن ينتهي به الأمر مثل كندا، أو أن يقضي تقاعده في غرينلاند”.
إذن كل المؤشرات تقول نتنياهو انحنى أمام رغبة ترامب، ربما مقابل وعد بالضغط باتجاه التطبيع بين دولة الاحتلال وباقي الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي وضعت شروطها سابقا من بينها وقف الحرب على غزة والإعلان رسميا عن مسار لإقامة دولة فلسطينية.
وكان من الممكن أن ينحني نتنياهو أمام بايدن لو وجد بأنه يقف أمام شخصية متماسكة، لكن بايدن كان مهزوزا وخرفا ومترددا وقابلا للتطويع، وأقنع نفسه بتصديق جميع أكاذيب نتنياهو الذي كان يصر في كل مرة على إذلال بايدن وإدارته الرخوة الهزيلة التي أصبحت توصف بأنها “إدارة الإبادة الجماعية” في غزة.
بايدن سيذهب بعد أيام إلى دائرة النسيان واللعنات وفي رقبته دماء اكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني وفلسطينية، وتدمير غزة بشكل شبه كامل، وتعذيب واعتقال المئات دون ذنب.
عدم رغبته والصهيوني بلينكن دفع ثمنها الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يلعنهما وباقي أعضاء الإدارة لسنوات وسنوات.
0 تعليق