كشف الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، عن بعض من صفات سيدنا رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون كقدوة في التعامل مع الآخرين، مستشهدا بحديث سيّدنا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: 'سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافاً عن حلية النبي ﷺ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئًا أتعلق به'."

وتابع الشيخ أحمد الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "سيدنا رسول الله ﷺ كان يدعو الصحابة الكرام إلى التواضع، وحسن المعاملة، وإحسان العمل مع الآخرين، وكان يقول لهم: 'إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرشدوه'، أي إذا رأيتم شخصًا يحتاج إلى المساعدة، فعليكم أن تعينوه وتساعدوه في الوصول إلى حاجته، وهذه دعوة عظيمة من رسول الله ﷺ لنكون امتدادًا لرحمته في الأرض، حيث كان ﷺ دائمًا يعين المحتاجين ويرشدهم إلى الحق."

وأضاف: "أما في ما يتعلق بالثناء، فقد كان ﷺ 'لا يقبل الثناء إلا من مكافئ'، أي أنه كان ﷺ لا يقبل المدح إلا من الذين يستحقونه، أولئك الذين يعلمون حقيقة فضل الله ورسوله، ولا من المنافقين الذين يمدحون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، كما أن سيدنا رسول الله ﷺ كان يتواضع فلا يحب أن يُثنى عليه من دون داعٍ، لكن عندما كان يمدح أحد الصحابة، كان ذلك على أساس الإحسان والمعاملة الطيبة."

وأشار الشيخ أحمد الطلحي إلى أن من أبرز صفات النبي ﷺ في التعامل مع الآخرين كانت "الاستماع الكامل" لحديث من يتحدث معه، دون مقاطعته، وكان ﷺ لا يقطع على أحد حديثه حتى يفرغ من كلامه، وإذا كان الكلام يتعدى حدود الأدب أو الحقيقة، كان ﷺ ينهى المتكلم أو يقوم من المجلس، وهذه من أعظم الصفات التي تعلمنا منها كيف نعامل الآخرين بحسن الاستماع والاحترام، وكيف نتحلى بالرفق والصبر.

وشدد على أن هذه الصفات هي جزء من نور جمال سيدنا رسول الله ﷺ، وتعتبر نموذجًا حيًا لجميع المسلمين في كيفية التعايش مع الناس برحمة، وتقدير لحقوقهم، فعلينا جميعًا أن نقتدي بهذه الأخلاق النبيلة في حياتنا اليومية، وأن نعيش كما عاش سيدنا ﷺ، محسنين إلى من حولنا، صادقين في تعاملنا، ومتواضعين في كل المواقف.