هل سيحمل مستشارو ترامب العلميون تحولات مهمة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قام الرئيس المنتخب دونالد ترامب بسرعة بترشيح المقربين منه الذين يركزون على الذكاء الاصطناعي، لكن توصياتهم بشأن بقية المجالات العلمية ما زالت غير واضحة.اضافة اعلان

 
وخلال ما يقرب من نصف فترة رئاسة ترامب الأولى التي امتدت من 2017 إلى 2021، لم يكن لديه مستشار علمي رسمي.


لكن فترته الرئاسية الثانية تبدو أنها ستكون مختلفة، إذ بينما يستعد لتولي منصبه للمرة الثانية في 20 يناير، قام ترامب بالفعل بترشيح ثلاثة أشخاص لشغل مناصب استشارية علمية رئيسية.

مايكل كراتسيوس


إذا تم تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الأميركي، سيقود كراتسيوس، الذي شغل منصب رئيس التكنولوجيا خلال فترة ترامب الأولى، مكتب السياسة العلمية والتكنولوجيا في البيت الأبيض (OSTP)، الذي ينسق السياسة العلمية عبر الحكومة الأميركية. كما سيكون مستشار الرئيس العلمي.


كراتسيوس كان المدير السابق بالإنابة للبحث والهندسة في وزارة الدفاع الأميركية. كان المسؤول عن التكنولوجيا في الوزارة وكان مسؤولًا عن الأنشطة البحثية والتطويرية وإعداد النماذج عبر كافة مؤسسات وزارة الدفاع، وكان مكلفًا بضمان التفوق التكنولوجي لوزارة الدفاع.


قدم المشورة للرئيس ترامب في الدورة الأولى بشأن مجموعة واسعة من قضايا سياسة التكنولوجيا ودفع أولويات التكنولوجيا والمبادرات الاستراتيجية للولايات المتحدة. وقاد تطوير وتنفيذ أجندة السياسة الوطنية للتكنولوجيا للإدارة منذ عام 2017.


تحت قيادته، أطلق البيت الأبيض مبادرات وطنية وخططا استراتيجية هامة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والاتصالات عبر شبكات الجيل الخامس والإنترنت عالي السرعة، والمركبات الذاتية القيادة، والطائرات التجارية بدون طيار، والتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتصنيع المتقدم.


مسؤول عن تصميم مبادرة الذكاء الاصطناعي الأميركية، وإنشاء مكتب التنسيق الوطني للحوسبة الكمومية، وإطلاق تحالف الحوسبة عالية الأداء لمكافحة كوفيد-19.

ديفيد ساكس


ديفيد ساكس، وهو مستثمر في مجال التكنولوجيا، سيكون "إمبراطور الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة" في الإدارة الجديدة، بالإضافة إلى أنه سيرأس مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا (PCAST)، وهو هيئة تضم مختصين في البحث والصناعة من خارج البيت الأبيض.


وأعلن ترامب في ديسمبر الماضي، أنه سيعين، ديفيد ساكس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة (باي بال)، بمنصب مستشار البيت الأبيض للتكنولوجيا والذكاء الصناعي والعملات الرقمية. 


وفي منشور على موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" قال ترامب: "يسعدني أن أعلن أن ديفيد أو. ساكس سيكون "قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض".


وأضاف أنه "وفي هذا الدور المهم، سيوجه ديفيد سياسة الإدارة في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، وهما مجالان حاسمان لمستقبل القدرة التنافسية الأميركية".


ووفق ترامب، "سيركز ديفيد على جعل أميركا القائد العالمي الواضح في كلا المجالين. وسيحمي حرية التعبير عبر الإنترنت".


وقال ترامب إن ساكس سيعمل على وضع إطار قانوني "حتى تتمتع صناعة العملات المشفرة بالوضوح الذي كانت تطلبه، ويمكنها الازدهار في الولايات المتحدة. وسيقود ديفيد أيضا المجلس الرئاسي للمستشارين للعلوم والتكنولوجيا".

لين باركر


وصفت ب"الروبوتية" وقادت جهود الذكاء الاصطناعي خلال الإدارة الأولى لترامب، وتم تعيينها لدور جديد لمساعدة كل من كراتسيوس وساكس. رشحها ترامب كمديرة تنفيذية لمجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا ومستشارة لمدير مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا (OSTP).


هي نائبة نائب المستشار في جامعة تينيسي في نوكسفيل (UT) ومديرة مبادرة الذكاء الاصطناعي في تينيسي. 


قبل هذا الدور، قادت باركر جهود السياسة الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي لمدة أربع سنوات (2018-2022) في مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، حيث شغلت منصب نائب رئيس التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ومديرة مكتب المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي، ومساعدة مدير الذكاء الاصطناعي.


كما شغلت منصب رئيس مشارك لمجموعة العمل الموجهة من الكونغرس بشأن موارد البحث الوطنية للذكاء الاصطناعي.


وهذه المجموعة تهدف إلى دمقرطة الوصول إلى البنية التحتية الحاسوبية والبيانية اللازمة لبحوث الذكاء الاصطناعي. كذلك، خدمت لمدة عامين (2015-2016) في المؤسسة الوطنية للعلوم كمديرة قسم الأنظمة الذكية والمعلومات.

يرى مراقبون أن هذه التعيينات تشير إلى اهتمام أكبر بالعلم والتكنولوجيا، لكن لا يزال هناك الكثير من الغموض حول كيفية تأثير هؤلاء المستشارين في علم الولايات المتحدة.


تقول كيرستين ماثيوز، الباحثة في سياسة العلوم في جامعة رايس في هيوستن، تكساس، إن تركيز ترامب على الذكاء الاصطناعي قد أسفر عن تعيين هؤلاء المستشارين بسرعة.


وفي بيان على منصة ترامب الاجتماعية "تروث سوشيال"، قال الرئيس المنتخب إن فريقه الاستشاري العلمي سيعمل على "إطلاق الاكتشافات العلمية، وضمان الهيمنة التكنولوجية لأميركا".


تقول مجلة نيتشر في تقرير لها، إنه يمكن للمستشارين العلميين للرئيس ترامب أن يمارسوا تأثيرًا قويًا على السياسات. ومن الأمثلة التي يستشهد بها، هو جون هولدرن، الفيزيائي الذي كان مستشارًا علميًا ورئيسًا لمكتب السياسة العلمية والتكنولوجيا في الفترة الرئاسية 2009-2017 للرئيس باراك أوباما.


يقول كينيث إيفانز، الباحث في سياسة العلوم في جامعة رايس إنه يمكن رؤية بصمات هولدرن في سياسات البيت الأبيض المناخية خلال السنوات الثماني التي شغل فيها منصب المستشار العلمي، بسبب قربه واتصاله المباشر بأوباما انذاك.


لم يتم تعيين المستشار العلمي الأول لترامب، عالم الأرصاد الجوية كيلفن دروجيمير، إلا بعد مرور ما يقرب من عامين على فترة رئاسته الأولى، ولم يحصل على نفس التعيين الذي حصل عليه هولدرن، مما حد من تأثيره على السياسات.


لقد شعر العديد من الباحثين بخيبة أمل من سياسة العلوم الرئاسية خلال إدارة ترامب الأولى. 


فقد اتخذ الرئيس آنذاك قرارات مناهضة للعلم في مجموعة من القضايا. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، قلل ترامب من خطورة فيروس كورونا وأبعد الباحثين الحكوميين.


يقول توبين سميث، نائب الرئيس الأول لشؤون الحكومة في رابطة الجامعات الأميركية (AAU) في واشنطن العاصمة، إن العمل مع كراتسيوس خلال تلك الفترة كان إيجابيًا، مضيفًا "هو بالتأكيد شخص تقني أكثر من كونه شخصًا علميًا، لكنه يفهم العلوم".


توزع الخبرة العلمية في الحكومة الأميركية عبر العديد من الوكالات. وكان مكتب السياسة العلمية والتكنولوجيا (OSTP) مصممًا للمساعدة في تنسيق هذه الوكالات جميعها.


وبالمثل، ينتج مجلس مستشاري الرئيس للعلوم والتكنولوجيا (PCAST)، الذي يتكون عمومًا من ممثلين من الأوساط الأكاديمية والصناعية، تقارير توجه سياسة العلوم الأميركية في مجموعة واسعة من المواضيع، من تحديث مكافحة الحرائق إلى تأثيرات تكنولوجيا النانو.


وخلال فترة ترامب الأولى، تأخر بدء عمل PCAST، وتم تقليص حجمه وكان العديد من أعضائه من التنفيذيين في الأعمال التجارية.
يقول الباحثون إن تركيبة PCAST ستكون مؤشرًا على السياسات العلمية التي ستركز عليها إدارة ترامب الثانية.- وكالات

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق