توتر يلوح في افق العلاقة بين ترمب ونتنياهو

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 18, 2025 7:22 م

حازم عياد

ترمب لا يرغب بالعمل مع نتنياهو خلال المرحلة المقبلة فهو لا يكن له الود، ولا يريده شريكا في المرحلة المقبلة للمضي قدما في ملف التطبيع.
هذا ما تناقلته وسائل الاعلام العبرية اليوم السبت، وهو ما سبق واكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشره مقطع فيديو مثيراً للجدل للاكاديمي اليهودي الامريكي و الخبير الاقتصادي جيفري ساكس وصف فيه بنيامين نتنياهو بألفاظ نابية، بعد ان اتهمه “بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وخوض حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط” ، المقطع الذي شاركه ترامب عبر موقعه على تروث سوشال فيما بعد.
علاقة نتنياهو بالرئيس الامريكي تبدو متوترة خصوصا بعد ان اوفد الرئيس الامريكي مستشاره الخاص وموفده الى المنطقة ستيف ويتكوف ليطاب نتنياهو المضي قدما بالصفقة وعدم افسادها، الامر الذي لم يتمكن نتنياهو مقاومته لفترة طويلة، ما افضى الى انتقال التوتر سريعا نحو ائتلافه الحاكم باعلان ايتمار بن غفير انسحابه من الحكومة الائتلافية الى حين العودة الى الحرب والعدوان على قطاع غزة.
لا يتوقع ان يقتصر التوتر بين ادارة الرئيس ترمب ونتنياهو على ضغوط وقف اطلاق النار في قطاع غزة، اذ يتوقع ان يمتد الى ملفات متشعبة كملف الضفة الغربية الذي بات متفجرا، والملف الايراني، فالحرب التي وعد بها نتنياهو اليمين الاسرائيلي ستتحول الى حرب امريكية مكلفة في الاقليم تمتد من البحرالاحمر الى الخليج العربي وعلى نحو يعيق ادارة ترمب عن تمرير اجندتها في الاقليم والساحة الدولية.
التصعيد الاسرائيلي الذي يخطط له بنيامين نتنياهو لايعد من ضمن خيارات ترمب المفضلة كونه يقود الى مزيد من التوتر والفوضى في الاقليم على نحو يعيق ادارة ترمب ويشتت اهتماماتها عن الملفات الرئيسية داخل اميركا وفي الساحة الدولية والاقليم بما فيها الملف السوري المتداخل بقوة مع ملف العلاقة مع تركيا و وصولا الى روسيا واوروبا، او الملف النووي الايراني بتعقيداته المرتبطة ايضا بروسيا والصين وامن الخليج والبحر الاحمر.
ترمب لايبدو متحمسا لاضاعته وقته وجهده في صراعات لن تنتهي، خصوصا وان نتنياهو يطمح باشعال المزيد من الحروب في المنطقة على نحو يهدد باغراق ادارة دونالد ترمب وعلى مدى السنوات الاربع من رئاسته في تفاصيلها ، ما يجعل من خيار خفض التصعيد الادنى الخيار الامثل والاسلم لرجل الاعمال دونالد ترمب، وهو خيار لن يتحقق في ظل حكومة يديرها نتنياهو، ما يعني ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة يغلب عليها التوتر في العلاقة بين ترمب و نتنياهو الذي سيكافح للبقاء في السلطة على نحو جدي هذه المرة.
ختاما .. يتوقع ان يتعرض نتنياهو لمزيد من الضغوط من ادارة ترمب التي ستفرض عليه اما الصدام المباشر معها، او الانحاء وتقديم مزيد من التنازلات، او الانسحاب من المشهد السياسي عبر صفقة سياسية كبرى يصعب التوصل اليها داخل الكيان الاسرائيلي، وبذلك فإن اليوم التالي للحرب كابوس نتنياهو المؤجل الذي ازداد توحشا وسوءا بوصول دونالد ترمب للسلطة خلافا للمتوقع، فهل ينجح نتنياهو في تبديد الكابوس ام يتحول الى حقيقة واقعه على الارض؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق