أهالى غزة يشكرون مصر على وقف إطلاق النار: «أنهت 15 شهرًا من الكوابيس»

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواصلت الاحتفالات فى مختلف أنحاء قطاع غزة، بعد دخول وقف إطلاق النار، الذى طال انتظاره، حيز التنفيذ، فى أعقاب تسليم «حماس» ٣ محتجزات فى القطاع إلى إسرائيل، لتنتهى ١٥ شهرًا متواصلة من الحرب الإسرائيلية الغاشمة.

وتوجه عدد من سكان غزة بالشكر إلى مصر على دورها الكبير فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وإشرافها على بنوده حتى دخوله حيز التنفيذ، بعد شهور متواصلة من الدعم الإنسانى والسياسى والطبى الذى لا يتوقف.

وقالت «أم صالح»، من سكان غزة: «فرحتى لا تقدر بثمن، نشكر مصر على توفير فرصة لنا للنجاة من القهر، الذى مارسته إسرائيل تجاه شعب فلسطين فى غزة، على مدار ١٥ شهرًا متواصلة»، مضيفة: «منذ اللحظة التى أعلنوا فيها عن وقف إطلاق النار، جهزت كل أغراضى بسرعة للذهاب إلى مدينة غزة».

وواصلت المواطنة الغزاوية، لـ«الدستور»: «أطفالى سعداء للغاية بالذهاب ورؤية عائلاتنا وأقاربنا وأراضينا. نشكر من جديد مصر، التى سعت منذ البداية لوقف المجزرة المرتكبة تجاه شعبنا على مدار عقود، وكان أبشعها فى الشهور الـ١٥ الماضية»، مشددة على أن «مصر تقف دائمًا بجوار القضية الفلسطينية».

وأكملت: «مصر أصرت على وقف المجزرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، فى دليل جديد على قوتها ومكانتها، واحترام العالم وأمريكا وإسرائيل لها»، قبل أن تختتم بقولها: «الآن نأمل أن نبنى بيوتنا مرة أخرى، ونتمنى مساعدة مصر لنا فى ذلك. هى أم الدنيا، ونعلم أنها لن تتخلى عنا بشعبها الطيب وجيشها القوى».

وقال «م. م»، شاب فلسطينى طلب عدم ذكر اسمه: «الجميع سعداء، خاصة الأطفال، فنحن مقبلون على رمضان، وكنا نرجو من الله أن نستقبل الشهر وهناك سقف فوق رءوسنا، بعدما تشردنا فى البرد والجوع والأمراض والصواريخ».

وأضاف الشاب الغزاوى: «نتمنى ألا يخرق الإسرائيليون وقف إطلاق النار، خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنا على يقين بأنهم فى هذه المرة سيأخذون فى الاعتبار مكانة مصر، التى توصلت إلى هذا الاتفاق، ما أنهى شهورًا من القصف والموت فى كل بيت فلسطينى».

وواصل: «كل ما أريده الآن هو إكمال تعليمى، هذه الحرب دمرت الكثير من الأحلام، فى ظل ما عشناه من إبادة جماعية طوال شهور»، موجهًا رسالة شكر إلى مصر، فهذه المرة الأولى التى «نستمتع فيها بالهدوء منذ ١٥ شهرًا».

وأكمل: «لم تعد هناك قنابل، ولا طائرات مقاتلة، ولا طائرات بدون طيار. كل ما نسمعه من أصوات إطلاق النار هو احتفالات فى الشوارع، بعد أن سكتت أصوات القصف الإسرائيلى، والفضل فى ذلك يعود بنسبة كبيرة إلى مصر، التى وقفت تدافع عنا أمام المحافل العالمية وفى كل مكان».

واعتبرت هند الحضيرى، من خان يونس، أنها مشتتة المشاعر والأفكار، ولا تستطيع التعبير عن سعادتها، معربة فى الوقت ذاته عن قلقها من المقبل، لأن الدمار الذى أحدثته إسرائيل فى غزة هائل، حتى إن أسرتها لا تعرف أين يقع حيها ولا منزلها، بعد أن تساوت كل المنازل بالأرض.

وأضافت المواطنة الغزاوية: «لن نستسلم، وسنعمل على بناء مدننا مرة أخرى، ونحن على قناعة تامة بأن مصر لن تتخلى عنا، وستدفع بالجميع لمساندتنا، كما فعلت دائمًا»، مشددة على أنه «رغم كم الدمار الهائل، وأعداد الشهداء ومن ما زالوا تحت الأنقاض، فإن الكل سعيد للغاية».

واختتمت بقولها: «نرى الجميع يبتسمون، يهتفون فرحًا بالنجاة، يقولون بصوت عالِ: لقد نجونا من هذه الحرب الغاشمة، ويشكرون كل من ساهم فى ذلك وحققه لمن تبقى فى غزة، وفى المقدمة الدولة المصرية، التى ما تخلت يومًا عن الفلسطينيين وقضيتهم العادلة».

وأكد محمود قنن، من شمال غزة، أن عائلات فلسطينية بدأت فى تفكيك خيامها، والعودة إلى منازلها التى أجبرت على تركها بسبب القصف الإسرائيلى المتواصل، مضيفًا: «ما نشهده هنا هو أسر تجمع أمتعتها بحماس، أيًا كانت هذه الأمتعة، استعدادًا للعودة».

وواصل «قنن»: «هناك قدر كبير من الإثارة على وجوه الجميع، وهم يغادرون بوابات المستشفى الذى لجأوا للإقامة فيه، وعلى الرغم من أن منازلهم التى يستعدون للعودة إليها دُمرت بشكل كامل، لكن شعور توقف الحرب كاف ليشعر الجميع بالسعادة».

وأتم بقوله: «سأذهب إلى مقر إقامتى من جديد، وسأبحث عن مكان يمكننى أن أقيم فيه خيمة للعيش مع عائلتى المكونة من ٨ أفراد. أحتاج للعودة إلى مدينتى، أحتاج للعودة إلى حيث ولدت، أنا وكل فلسطينى ترك مدينته بسبب الحرب الإسرائيلية الغاشمة».

أما شقيقه «أنور» فقال إن شهور الحرب كانت بمثابة «كوابيس»، عاشها الفلسطينيون لشهور طويلة، وها هم الآن يستيقظون منها على وقف كل ما فيها من دمار شامل، مشددًا على أنه «لولا مصر ودورها الكبير، ما توقفت آلة الحرب الإسرائيلية عن قتل شعب غزة وجنين ونابلس والضفة. مصر أم الدنيا يهابها الجميع بفضل جيشها وشعبها، لذا نقولها بكل امتنان ومن قلوبنا: شكرًا لكم على كل شىء».

وأضاف «أنور»: «أنا وعائلتى نعيش فى خيام هشة، دون ما يكفى من الطعام أو الماء، وأسعار السلع مرتفعة بشكل مخيف، ونشعر بمزيج طاغٍ من المشاعر، وسط حالة من عدم اليقين والقلق، لكن هذه المرة، نحن على قناعة بأن وجود مصر ضمانة لعدم الإخلال بالاتفاق الأخير».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق