حماس ما تزال موجودة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 شلومي الدار   21/1/2025

الدموع والدهشة كانت جوهر مشاعرنا عندما تم تسليم المخطوفات الثلاثة، رومي ودورون واميلي، للصليب الأحمر في ساحة السرايا في وسط غزة. استعراض قوة مثير للإعجاب، كما لو أنه كان حدثا مسرحيا تم التخطيط له بدقة، حتى أصغر التفاصيل، قامت بتنظيمه كتائب عزالدين القسام هناك. مجرمو الحرب قدموا بسخرية "هدايا تذكارية" للنساء اللواتي تم اختطافهن بوحشية وتحولن الى ورقة مساومة.اضافة اعلان
الدولة بالكامل حبست الأنفاس. ذرفت دموع الفرح لعودة الفتيات، ولكن الدموع والعيون الرطبة لم يكن هناك أي مشاهد لم يسأله نفسه ما هذا؟ بعد سنة وأربعة أشهر من القتال بقوة كبيرة فإن مئات من أعضاء حماس يرتدون الزي العسكري، الجديد والمكوي، ويرفعون السلاح، وحولهم سيارات "تويوتا" بيضاء جديدة، التي سنتذكرها إلى الأبد من 7 أكتوبر الملعون. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟.
أنا أعرف ساحة السرايا عندما كنت مراسلا يغطي القطاع. هذه منطقة ترابية كبيرة. هناك ألقى الخطابات كل من ياسر عرفات، محمود عباس، اسماعيل هنية ويحيى السنوار. في محيطها تم بناء مبان متعددة الطبقات بعد اتفاق اوسلو، حيث يعيش فيها أبناء الطبقة الثرية. نظرت الى المباني التي ظهرت كخلفية للعرض المنظم لإطلاق سراح الرهائن، وادركت فجأة بأن "الجيش الاسرائيلي دمر شمال غزة بالكامل، لكن وسط غزة، أي مدينة غزة الكبرى، بقي على حاله تقريبا.
 آلاف من حماس فعلوا بالضبط ما فعلوه في كل عمليات الجيش الاسرائيلي السابقة: هربوا من الأماكن التي لا يوجد لهم فيها أي احتمالية للصمود امام قوة عسكرية كبيرة واختاروا التركز في المنطقة المأهولة في غزة، المكان الاكثر أمنا بالنسبة لهم، "درع بشري"، منطقة يغطيها الاسمنت وتحتها توجد انفاق.
  العقلانيون سيقولون نعم، لكن الجيش الاسرائيلي لم يرغب في تعريض حياة المخطوفين للخطر، الذين تم وضعهم في مخيمات الوسط وفي الانفاق تحت المباني متعددة الطبقات. ناهيك عن الخطر الذي يهدد حياة الجنود في القتال داخل المباني العالية، التي يمكن أن تكون أفخاخ مميتة. ولكن هذا هو جوهر الموضوع. الجيش الإسرائيلي وبحق وضع على رأس سلم الأولويات إعادة المخطوفين بأي طريقة، ليس بالضرورة عسكريا (عندما تجرأ المتحدث بلسان الجيش دانييل هجاري، على قول ذلك بصوت عال تم توبيخه)، لكن المستوى السياسي، نتنياهو وشركاءه، كان يصعب عليهم الاعتراف بأن أيدينا مكبلة بدرجة فظيعة.
 في محادثاتي مع المحققين في "أمان" والشاباك، في السابق والحاضر، الذين يعرفون الترسخ الأيديولوجي والعسكري لحركة المقاومة الاسلامية، فان الجميع شككوا في ادعاء أن تصفية حماس هي مهمة واقعية. ولكن الغضب والألم والثكل والانتقام جعلت التفكير باهتا، واتباع الإستراتيجية التي يجب تبنيها ووضعها على رأس سلم الأولويات. إذا لم يكن بالإمكان تصفية حماس فإنه يجب إعادة المخطوفين بسرعة.
اسرائيل في غالبيتها انخدعت وسارت وراء شعار آخر جذاب من بيت نتنياهو الإبداعي، "حتى النصر المطلق". بسبب ذلك فان دموع الفرح مشوبة بخيبة الأمل. لم يتم القضاء على حماس، بل قتل بعض المخطوفين بدم بارز. وخلال الحرب قتل عدد كبير جدا من الجنود.
 الآن يجب التركيز على تحقيق الهدف الذي كان يجب أن يكون على رأس سلم الأولويات من البداية: إعادة جميع المخطوفين، أحياء أو أمواتا، والإدراك بأن تصفية حماس لم تعد ممكنة، بالأساس بسبب الظروف التي خلقناها بأيدينا. المهمة كان يمكن أن تكون ممكنة جزئيا، بدمج استخدام القوة العسكرية والعثور على بدائل سياسية لـ "اليوم التالي" في غزة، الأمر الذي ربما كان سيهدد حماس أكثر من القوة العسكرية الزائدة.
 لكن الآن أصبح الوقت متأخرا. من يعد بأنه بعد المرحلة الأولى للصفقة سنعود إلى القتال، وكأنه لا يوجد مخطوفون، حتى النصر المطلق، فهو يواصل إطلاق الشعارات والوعود العبثية، ويعرض الحياة للخطر. هذا انقضى. هيا لنعيدهم الى البيت، نستخلص الدروس، نسحق كل تصور خاطئ، نحمي حدودنا، نقضي على كل أساليب الاستخبارات التي أصابتنا بالعمى– هكذا يمكننا ضمان أن "هذا لن يتكرر مرة أخرى".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق