خلال الأيام الماضية ظهرت البحرين للعالم بوجه جديد.. وجه فتي شاب قادم ليتحدث إلى العالم من منطلق جيل الشباب الذي ربما لا يعرف كثيراً من أهل السياسة لغتهم وأساليب التحاور فيما بينهم.
ففي أعمال الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية، كانت للبحرين مشاركة من نوع مختلف، حيث ترأس وفد البحرين سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري رئيس مجلس إدارة صندوق العمل، بمعية نخبة من الوزراء والمسؤولين يأتي في مقدمتهم الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى مجموعة مختارة بعناية لتعمل في الغرف المغلقة على الترويج للبحرين في عدة مجالات وهم كل من نور الخليف وزيرة التنمية المستدامة، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، وعبد الله فخرو، وزير الصناعة والتجارة، والشيخ سلمان بن أحمد بن سلمان آل خليفة، رئيس ديوان ولي العهد، والشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة، الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة، ومدير عام مكتب رئيس مجلس الوزراء، حمد المحميد، وسارة بوحجي، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، وإيان ليندسي، مستشار مجلس التنمية الاقتصادية، وممثلين عن القطاعين العام والخاص.
وشملت جولة سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة في المنتدى لقاءات مع عدة مسؤولين دوليين وعرب وخليجيين، توجت بتوقيع اتفاقية بين صندوق العمل «تمكين» والمنتدى الاقتصادي العالمي لإطلاق «مسرّعة المهارات وتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين»، والتي ستعمل على تقليص فجوة المهارات بين متطلبات سوق العمل والكوادر العاملة فيه، وهي واحدة من المسرّعات التي جرى إطلاقها بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لإعادة تشكيل مستقبل الاقتصاد الجديد.
ويبرز مصطلح الاقتصاد الجديد في هذه الاتفاقية ليشير إلى وجود عوالم اقتصادية موازية تعمل بآليات ومناهج مغايرة عن اقتصادنا الحالي، وتستلزم منا الالتفات إليها وإدراكها؛ لأنها عوالم اقتصادية برزت فيها قيادات شابة بأدوات ومشاريع غيرت مفاهيم الاقتصاد الكلاسيكي، ولذلك كان ترؤس سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة للوفد البحريني يعتبر المدخل المناسب لمثل هذه الصيحة الجديدة من الاقتصاد، ولم لا فهو الشاب الذي يعرف حروف لغة هذا الجيل، ويستطيع أن يقرأ ما لا يقرأه خبراء الاقتصاد من جيل ما فوق العقد الخامس.
وما أعلن عن هذه الاتفاقية أو المسرعات، هي أنها ستعمل على نطاق وطني كمنصة تجمع القيادات في القطاعين العام والخاص لتحديد الفجوات في المهارات بالقطاعات الرئيسية وتعزيز الشراكات متعددة الأطراف بين قطاعات الأعمال والحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والتدريبية تحت سقفٍ واحد بهدف تعزيز التقدم في إعادة تأهيل المهارات وتطويرها، مع التركيز على تحقيق التكافؤ بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة في المجالات المتخصصة.
اليوم يشهد العالم تغيرات كبيرة في نوعية الوظائف وأشكال القيادات، وهذا الأمر لم يعد خفياً على أحد بأن هناك جيلاً لم يتجاوز الثلاثين من عمره قد بدأ يحرك السياسات الدولية، ويؤثر في نتائجها "مثال بارون ترامب ابن الرئيس الأمريكي، والذي قدم لوالده مشورة الظهور في "بودكاست" لكسب أصوات الناخبين الأصغر سناً، وساعده في اتباع أساليب تهم الشباب لكسب ثقتهم والتصويت له".
لذا أجد في ترؤس سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة لوفد البحرين رسالة قد خطت بلغة لم يفهمها كثيرون، لكنها وصلت إلى من يفهمها من فئة الشباب وهي أن البحرين تتحدث بلغة الشباب في منتدى دافوس.
0 تعليق