مخاطر لتنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رونين بيرغمان  29/1/2025

"لأنهم يخفون عن الجمهور تفاصيل الاتفاق الذي وقع بين إسرائيل وحماس، أحد لا يفهم بأن المفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة لن تنفجر بعد انتهاء المرحلة الأولى، بل قبل ذلك بكثير. عندما يتبين لحماس أنه لا توجد مرحلة ثانية، فلن يكون لها أي دافع لإنهاء الأولى، وبالتأكيد أن تصل إلى اليوم الـ42 الذي يفترض أن يتحرر فيه نحو نصف المخطوفين الأحياء. نتنياهو يقدم جملة روايات كي يبرر ما وافق عليه لما أقسم ألا يوافق عليه ابدا، انسحاب من نتساريم وفيلادلفيا وغيرهما من مثل هذه التناقضات. القرارات في المرحلة الثانية ستكون مصيرية أكثر بكثير وستأتي بتضارب حاد أكثر بكثير مع ما وعدت به الحكومة. الأسبوع الأخير هو الأخير أرانا كم هي الصفقة هشة، وكيف يمكن لكل طرف أن يتهم الآخر بالخروقات وكم سهل الإعلان عن الأمر منته".اضافة اعلان
هذه هي خلاصة أقوال مصدر سياسي رفيع المستوى مطلع على الصفقة وعلى ما يجري في الميدان أيضا منذ أن خرجت إلى حيز التنفيذ وكذا على ما ينتظر المحادثات الرسمية لتنفيذ المرحلة الثانية، التي يفترض أن تبدأ يوم الإثنين المقبل في ختام 16 يوما من بدء المرحلة الأولى. هو قلق. صورة الوضع التي يصفها تتضمن سلسلة من المصاعب والتهديدات، السياسية بالأساس التي لن تسمح لنتنياهو بالتوقيع على الصفقة حتى لو كان معنيا بذلك.
بالمقابل ثمة بضعة أناس في إسرائيل، وأساسا في العصبة المحيطة برون ديرمر ممن يؤمنون بأن كل شيء قابلا للحل – بل وأفضل من ذلك، بأن المرحلة الثانية ستكون في واقع الأمر جزء من خطوة تاريخية شاملة تتضمن التطبيع مع السعودية، إدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة، قوة لن تسمح لحماس بأن تعود لتأخذ الحكم في يديها، تسمح بإدخال لاعبين إضافيين يساعدون في تمويل إعمار القطاع وغيرها وغيرها. هذه الخظوة الكبرى، اتفاقات إبراهيم متسارعة، حثت في محافل سياسية ودولية مختلفة ولا بد ستكون في مركز اللقاء المخطط له بين نتنياهو وترامب.
لكن المصدر الأمني يدعي بأنه "في هذه الأثناء لا يوجد ما هو أكثر من الأقوال. عمليا، المباحثات في هذه المواضيع لا يمكنها أيضا أن تكون جزءاً من عناصر المرحلة الثانية، كما حددها الأطراف". ومصدر عسكري كبير يضيف: "حماس تعود للحكم في غزة. يحتمل أن تكون في حماس الخارج جهات تؤمن بأنه ينبغي قبول تسوية دولية كهذه، لكن من الصعب جدا أن نتخيل أن من يقود حماس في غزة سيوافق على أن تدخل جهات أجنبية هدفها تهديد هيمنته".
تخفي حكومة إسرائيل عن الجمهور ما سيحصل في هذه المرحلة، رغم أنه معروف للدول الوسيطة ولحماس أيضا. قرار الحكومة العلني يتضمن بنودا كثيرة لكن فقط تلك التي ليست في المواضيع غير المريحة للحكومة من ناحية سياسية. حين تكون كذلك يتجه القرار إلى وثائق توجد في خزنة سكرتاريا الحكومة. بشكل مؤسف، قسم الالتماسات للعليا في وزارة العدل يعطي إسنادا لهذا الإخفاء ويعلن باسم الدولة في المحكمة العليا أنه سيكون مستعدا لأن يظهر عموم الوثائق فقط للقضاة وفقط من طرف واحد.
في أعقاب تحقيق لـ "يديعوت أحرونوت" نشر في ملحق يوم الجمعة، "7 أيام" التمست بعض الجهات بينها المحامي موران سبوراي باسم بضع عائلات مخطوفين والمحامي يوفال يوعز باسم حركة "حرس الديمقراطية الإسرائيلية" بطلب الكشف فورا عن تفاصيل الاتفاقات. مشوق أن نعرف أن هذه المرة أيضا ستواصل الدولة مساعدة الحكومة في جهودها.
من أحاديث مع جهات إسرائيلية ومسؤولين كبار في الدول الوسيطة، يمكن إجمال أساس المخاطر على تنفيذ المرحلة الثانية. 
 خطر أول: تفجير المرحلة الأولى
حسب الاتفاق المحادثات على المرحلة الثانية، يفترض أن تبدأ اليوم الـ16 للاتفاق وتنتهي في اليوم الـ35، لكن طالما تجري المفاوضات و "ضامنو الاتفاق سيعملون لضمان استمرار المفاوضات حتى تحقيق الاتفاق" – يفترض أن تتواصل "كل إجراءات المرحلة الأولى". يحتمل أن يكون مريحا لنتنياهو مواصلة هذا الوضع، لكن ليس مؤكدا أن ترى حماس هذا بالشكل ذاته.
 خطر ثان: وقف الحرب
قرار الحكومة لا يفصل بين ما الذي تتضمنه المرحلتين الثانية والثالثة. الاتفاق الكامل يحدد الإطار فقط: "المرحلة الثانية (42 يوما): إعلان عن هدنة دائمة (وقف الأعمال العسكرية والمعادية بشكل دائم)، وبداية تنفيذها قبل تبادل الأسرى بين الطرفين – كل الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين هم رجال أحياء (مدنيين وجنود) – مقابل عدد من السجناء في السجون والمعتقلات في إسرائيل وانسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
 خطر ثالث: الاتفاق الناقص
الاتفاق المركب وشديد المخاطر فرض على الطرفين من قبل نتنياهو واعتباراته السياسية، فيما أوضح أنه لن يكون مستعدا للتقدم إلا لاتفاق يوجد له مرحلة أولى "إنسانية" لا تتضمن إنهاء الحرب، ومراحل أخرى، يمكنه أن يقول عنها لشركائه في الحكومة بألا نية له أن ينفذها. هذا، والرغبة في التقدم وتحرير قسم من المخطوفين على الأقل أديا إلى أنه لا توجد أي توافقات على تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة.
 خطر رابع: إخلاء فيلادلفيا
في عالم آخر لا تكون فيه النكتة على حسابنا جميعا، لعله كان ممكنا التأثر  بالفظاظة للناطقين بلسان رئيس الوزراء، الذين يحتاجون إلى أن يشرحوا كيف وعد بشيء ما وفعل العكس بالضبط. أول من أمس فعل هذا "مصدر سياسي كبير" لمشهد عودة الجماهير مع فتح محور نتساريم: "آلية التفتيش في نتساريم تنفذ بعد أن أصر نتنياهو على أن يتضمن الاتفاق ذلك، وهذا مقابل معارضة جهات من الداخل والخارج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق