ظهور العفن في المنزل أمر مقلق للغاية ومزعج لأصاحبه، ويظهر على شكل بقع سوداء ومغبرة على الجدران ويجب التمييز بين نمو العفن الذي يعد مصدر إزعاج ونمو العفن الذي قد يكون ضار، حيث يوجد أكثر من مليون نوع من الفطريات، يستخدم بعضها في إنتاج أدوية مهمة، في حين تسبب أنواع أخرى عدوى تهدد الحياة عند نموها في الجسم ونبرز كل ما تريد معرفته عن العفن واضراره واسباب ظهرره وفقا لـsciencealert:
الفطريات المجهرية التي تنمو في المنازل تسبب مشكلة لأنها قد تحفز مرض الربو إضافةً إلى حساسيات أخرى، ويبين “نيكولاس موني”، عالم الأحياء الفطرية، أنه لم يجد بعد أدلة علمية قوية تدعم الادعاءات بأن الفطريات الداخلية تسبب أمراضًا خطيرة أخرى.
العفن:
هو فطريات مجهرية تنمو في كل مكان وقد يبدو هذا مُبالغًا فيه، لكن عند اختيار أي مادة سنجد العفن يغطيها، من أوراق النباتات المنزلية إلى الحبوب في مخزن المؤن، وكل ذرة تراب على الأرض، وتتشكل بقع العفن على سطوح المباني، وتعيش في الشقوق على الطرق والأرصفة، بل في أجساد البشر أيضًا.
يؤدي العفن دورًا مهمًا في الحياة على الأرض، إذ إنه من أفضل عوامل إعادة التدوير المخصبة للكوكب بالعناصر الغذائية الجديدة في أثناء تحلل المواد العضوية، والفطريات البيضاء العفنية هو اسم آخر للعفن.
وتنتج الفطريات، متضمنة العفن، جزيئات مجهرية شبيهة بالبذور تسمى الأبواغ، تنتشر في الهواء، وتنتج أبواغ العفن على السوق، الهياكل الدقيقة التي تحمل الأبواغ في الفطريات، ويوجد الكثير من تلك الأبواغ، ويستطيع الإنسان استنشاقها مع كل نفس، وعندما تهبط هذه الأبواغ على السطوح، تنبت لتشكل خيوطًا تطول وتتفرع، ما ينتج عنه مستعمرات عنكبوتية تتوسع إلى بقع دائرية، بعد أن تنمو مستعمرات الفطريات لبضعة أيام، تبدأ إنتاج جيل جديد من الأبواغ.
أين تنمو الفطريات الداخلية؟:
قد تنمو في أي مبنى، حتى في أنظف المنازل، إذ توجد آثار لنمو الفطريات تحت أحواض الحمام والمطبخ ومن المحتمل أيضًا نموها على ستائر الاستحمام، إضافة إلى مصارف الحوض، وغسالات الملابس والصحون.
وتنمو الفطريات في الأماكن التي تتجمع فيها المياه، لكنها تصبح مشكلة في المباني فقط حال وجود تسرب مستمر في الأنابيب، أو في المنازل التي غمرتها الفيضانات، ويوجد العديد من أنواع العفن الداخلي، التي يمكن للخبير تحديدها بالنظر إلى أبواغها تحت المجهر.
وتشمل أنواع العفن التي تنمو في المنازل أنواعًا متعددة مثل فطر الأسبيرجيلوس والبينيسيليوم التي يصعب تمييزها، وويوجد فطر الكلادوسبوريوم والشيتموم الذي ينمو على السجاد الرطب.
وفطر ستاشيبوترس هو نوع شائع آخر من الفطريات في المنازل، يكشف عالم الأحياء الفطرية نيكولاس أنه قد وجده تحت أصيص الزرع في غرفة المعيشة لديه.
متى يصبح نمو العفن مشكلة؟
يصبح نمو العفن مشكلة عندما تتشبع الجدران الجافة بالماء وتتطور مستعمرات العفن إلى بقع كبيرة بنية أو سوداء.
إذا كانت المنطقة المتضررة أصغر من علبة البيتزا، يمكن على الأرجح تنظيفها ببساطة.
يحتاج النمو الواسع للعفن غالبًا إلى استبدال الجدران الجافة، وفي كافة الأحوال، إن معالجة تسرب الأنابيب أو حماية المنزل من الفيضانات أمر أساسي لمنع عودة العفن.
في الحالات الشديدة من نمو العفن، يمكن الاستعانة باختصاصي جودة هواء داخلي لقياس تركيز الأبواغ المحمولة في الهواء داخل المنزل. إن تركيزات الأبواغ المنخفضة تعد طبيعية ولا تشكل خطرًا، لكن التركيزات العالية منها قد تسبب الحساسية.
في أثناء اختبار الهواء، سيأخذ المختص عينة هواء من داخل المنزل وخارجه في نفس اليوم وإذا كانت مستويات الأبواغ المقاسة في الهواء الداخلي أعلى بكثير من المستويات المقاسة في الهواء الخارجي، فمن المحتمل أن العفن ينمو في مكان ما داخل المنزل.
علامة أخرى لنمو العفن داخل المنزل هي وجود أنواع مختلفة من العفن في الهواء الداخلي والخارجي، ويساعد أخذ عينات احترافية من الهواء على تحديد هاتين المشكلتين.
لماذا يشكل العفن الداخلي مشكلة؟
تسبب الفطريات الداخلية ثلاث مشكلات:
تشويه مظهر الأثاث بتغيير لون السطوح وانبعاث روائح كريهة.
قد تسبب الأبواغ التي تطفو في الهواء الربو والتهاب الأنف التحسسي أو حمى القش.
تنتج بعض الفطريات مواد كيميائية سامة تسمى الميكوتوكسينات، السموم الفطرية.
لا توجد أدلة علمية تربط السموم الفطرية الناتجة عن العفن الداخلي بالأمراض لدى أصحاب المنازل، لكن السموم الفطرية قد تسبب مشكلات في حالات العفن الشديد، خاصة في المنازل التي غمرتها الفيضانات.
بصرف النظر عن مشكلات السموم الفطرية، تجب معالجة نمو العفن في تلك الحالات الأخطر، لتجنب الحساسية.
يطلق على العفن المعروف باسم ستاتشيوبوتريس اسم العفن الأسود السام، إذ ارتبط نموه بنزيف الرئة لدى الرضع في كليفلاند في التسعينيات، وينمو هذا الفطر على ألواح الجبس عندما تتشبع بالماء وينتج مجموعة من السموم الفطرية.
أبواغ العفن الأسود لزجة ولا تنتشر في الهواء بسهولة، وتقلل هذه الخاصية من عدد الأبواغ التي قد يستنشقها أي شخص، ما يعني أن كمية السموم التي قد يمتصها من العفن الداخلي ضئيلة جدًا.
الرئة النامية لدى الأطفال والرضع حساسة جدًا للتلف، ولذلك من المهم الحد من نمو العفن في المنازل ومعالجة مصادر الرطوبة التي تحفز تطويره.
إن معرفة متى يحتاج العفن الداخلي إلى الانتباه والمعالجة هي مهارة مفيدة لكل صاحب منزل، وقد تساعده على تجنب التوتر غير الضروري.
0 تعليق