عمان– ما يزال تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد "دييب سيك" يتصدر الأخبار العالمية في قطاعات الاقتصاد والتقنية رغم مرور أكثر من عشرة أيام على إطلاقه رسميا، كيف لا ، وقد خلط "التنين الصيني" الأوراق في سوق الذكاء الاصطناعي وأحرج عمالقة التقنية الأميركية بعد انتشاره بسرعة "انتشار النار في الهشيم".اضافة اعلان
وحظي التطبيق الصيني الجديد "دييب سيك"، باهتمام صناعة التكنولوجيا بأكملها في أميركا وخارجها مدعوما بمجانيته ومزاياه المتقدمة وبات منافسا بقوة لبرامج الذكاء الاصطناعي الأميركية على رأسها "التشات جي بي تي"، رغم أن عمره لم يتعد الأسبوعين.
وأكد خبراء محليون أن إطلاق "دييب سيك"، لحقه إطلاق تطبيق صيني آخر من قبل شركة "علي بابا"، يحمل اسم "كوين"، هو مشهد يقدم بوضوح نماذج تستطيع أن تتحدى الهيمنة الأميركية على قطاع الذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقا جديدة للمنافسة العالمية التي ستسهم في تسريع الابتكار، وخفض تكاليف التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، الصحة، خدمة العملاء، البحث العلمي وغيرها من القطاعات.
وقالوا إن من الصعب اليوم التنبؤ بدقة لما سيحدث من تطورات في سوق الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة والتأثيرات لـ" دييب سيك"، إلا أنهم أكدوا أن المنافسة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستشتعل بقوة في إطار "حرب تكنولوجية باردة"، الأمر الذي سيكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، في وقت تقدر فيه دراسات عالمية أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي سترتفع إلى 1.8 تريليون دولار في العام 2030.
الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، في تعليقه على إطلاق "دييب سيك"، قال: "بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية". وزاد، يجب التركيز على التنافس في سبيل الفوز.
وكانت بكين ضاعفت جهودها مؤخرا، في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية قصوى، بعد أن كانت البلاد تعتمد على الصناعة التقليدية للملابس والأثاث وغير ذلك، من الأدوات التي اشتهرت بها الصين.
وعلى صعيد متصل، قال الخبراء: "إن هذه الحرب المستعرة في مجال الذكاء الاصطناعي سيرافقها تحديات أخلاقية، بما في ذلك التحيز في النماذج، انتشار المعلومات المضللة، وتأثيره على سوق العمل من خلال أتمتة المهام، فضلا عن القلق المتزايد بشأن إساءة الاستخدام، ما يضغط باتجاه تبني نهج متوازن بين الابتكار والمسؤولية، من خلال وضع معايير واضحة لضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي".
"دييب سيك": هو روبوت محادثة مجاني يعمل بالذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة صينية، وهو مثل تطبيق "تشات جي بي تي"، مصمم "للإجابة عن الأسئلة وتحسين الحياة بكفاءة" كما يقول مطوروه، ليمثل هذا الروبوت تطورا في عالم الذكاء الاصطناعي من ناحية تدريبه وتطويره.
وتكلفة بناء نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي أقل من 6 ملايين دولار، مقارنة بالمليارات التي تكبدتها الشركة الأميركية لصالح "تشات جي بي تي"، حيث اعتمدت الشركة الصينية على رقائق قديمة تتبع لشركة "انفيديا" المسيطرة على سوق الرقائق، متحدية حظر تصدير الرقائق المتقدمة من أميركا إلى الصين. وتسبب إطلاق "دييب سيك" بهذا النموذج منخفض التكلفة، خلال الأسبوع الماضي، بصدمة في الأسواق المالية وخصوصا الأسواق الأميركية التي خسرت نحو 2 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم، حيث خسرت شركة "إنفيديا" العملاقة لصناعة الرقائق وحدها حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الإثنين الماضي، وتعد أكبر خسارة في يوم واحد في تاريخ أميركا.
الخبير في مجال التقنية م.هاني البطش يرى أن سوق نماذج اللغات الكبيرة تشهد تطورات متسارعة وتنافسا شرسا بين الشركات الصينية والأميركية زادت حدته مع إطلاق تطبيق "دييب سيك" الصيني، كأحد المنافسين الجادين في هذا المجال، كونه يعتمد على تقنية تزيد من كفاءته وتقلل من تكاليف التشغيل، وتسمح للنموذج بالتركيز على أجزاء محددة من البيانات لتحقيق أداء أفضل واستهلاك أقل للموارد الحاسوبية.
وبين أنه في الوقت الذي يتميز فيه "تشات جي بي تي"، الأميركي بمرونته وقدرته على توليد نصوص إبداعية وفهم السياق البشري بشكل عميق، يتمتع "دييب سيك"، بميزة التكلفة المنخفضة والكفاءة العالية، ما يجعله خيارا جذابا للشركات والمؤسسات التي تسعى إلى تحسين إنتاجيتها وتقليل نفقاتها.
ويرى البطش أنه من الصعب التنبؤ بدقة بتأثير "دييب سيك" على المدى الطويل، ولكنه أكد أن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستستمر، لنشهد ظهور تقنيات جديدة تغير قواعد اللعبة مرة أخرى، واصفا المرحلة المقبلة، بين الصين وأميركا بأنها مرحلة "حرب تكنولوجية باردة"، مع تنافس البلدان على الهيمنة في مجال التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، حيث سيكون لهذه المنافسة تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية.
في مواجهة التطور الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركات تقنية أميركية مؤخرا، عن تخصيص مبالغ ضخمة للاستثمار في هذه الصناعة، حيث خصصت شركة "مايكروسوفت" 80 مليار دولار للذكاء الاصطناعي العام 2025، بينما تعهدت شركة "ميتا" بتخصيص 65 مليار دولار لهذه التكنولوجيا، كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أعلن بداية العام عن مشروع "ستارغيت" للذكاء الاصطناعي لاستثمار 500 مليار على مدى السنوات الأربع المقبلة، ستقوده شركات قطاع خاص على رأسها "اوبن اييه اي".
وعلى صعيد متصل، أكد البطش أن ظهور نموذج "دييب سيك"، في سوق الذكاء الاصطناعي سيشعل حرب أسعار جديدة بفضل مجانيته وإمكانياته الهائلة، حيث قد تجد الشركات الأميركية نفسها مضطرة إلى تخفيض أسعارها أو تقديم خدمات مجانية لجذب العملاء، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على أرباحها، لأن هذا الضغط على الأسعار قد يؤدي إلى تآكل هوامش الربح، ويجعل الشركات أقل قدرة على الاستثمار في البحث والتطوير، ما قد يبطئ وتيرة الابتكار على المدى الطويل.
ورغم ما نشهده من تطور ومنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن البطش أشار إلى أن تطبيقا مثل "دييب سيك"، يثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية وحماية البيانات وقد تحتاج الحكومات إلى وضع قوانين جديدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق المستخدمين.
وبعيد إطلاق " دييب سيك"، بدأت دول باتخاذ اجراءات ضد التطبيق الصيني، حيث حذرت البحرية الأميركية أعضاءها من استخدام التطبيق الصيني بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة به، كما أرسلت هيئة حماية البيانات الإيطالية كتابا إلى "ديب سيك"، تطلب فيه الحصول على معلومات، إذ تشير الهيئة إلى أن بيانات ملايين الأشخاص في إيطاليا في خطر، فضلا عن تحذير وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز للأستراليين من استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك"، كما أرسلت هيئة حماية البيانات الإيرلندية خطابا مكتوبا إلى "ديب سيك"، تعبر فيه عن مخاوفها من احتمال انتهاكه لقانون حماية الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه، قال الخبير في مضمار الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي: "إن نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" من " أوبن أي آي"، و"جيميني" (من جوجل)، والجديد تطبيق "دييب سيك"، تعد من أبرز الابتكارات في مجال معالجة اللغة الطبيعية، حيث يتميز كل منها بقدرات فريدة".
وأوضح الصفدي أن تطبيق "تشات جي بي تي"، معروف بقدرته على إنتاج نصوص طبيعية وإبداعية بفضل تدريبه على بيانات متنوعة، بينما يركز "ديب سيك"، على الكفاءة من حيث التكلفة وتقليل استهلاك الموارد، ما يجعله خيارا مفضلا للشركات الصغيرة.
أما "جيميني"، فيستفيد من التكامل العميق مع خدمات جوجل مثل البحث والسحابة، مما يمنحه ميزة في فهم السياقات المعقدة. ويرى أن هذه المنافسة تسهم في تسريع الابتكار، خفض تكاليف التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، خدمة العملاء، والبحث العلمي .
واكد الصفدي أن هذه التطورات تسهم في تعزيز سباق الذكاء الاصطناعي بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى كل منهما إلى تعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية عبر استثمارات ضخمة في المجال.
بيد أنه أشار إلى تحديات أخلاقية خطيرة ترافق عمل وانتشار الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التحيز في النماذج، انتشار المعلومات المضللة، وتأثيره على سوق العمل من خلال أتمتة المهام، فضلا عن القلق المتزايد بشأن إساءة الاستخدام، سواء في المراقبة الجماعية أو التطبيقات العسكرية، منبها إلى أن هذا التطور السريع لهذه التقنيات يتطلب "نهجا متوازنا بين الابتكار والمسؤولية، من خلال التعاون الدولي ووضع معايير واضحة لضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي.
وقال الخبير في مجال التقنية د. حمزة العكاليك: "إن تطبيق دييب سيك، أثار المخاوف من أن تتفوق الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤثر على الهيمنة التكنولوجية الأميركية".
وأوضح العكاليك أن تطوير وإطلاق تطبيق "دييب سيك" بتكلفة منخفضة بلغت 6 ملايين دولار مقابل مليارات ضختها الشركات الأميركية في إطلاق برامجها، يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استثماراتهم في قطاع الذكاء الاصطناعي، والبحث عن نماذج أكثر كفاءة وبتكلفة أقل، فعلى خلاف الاعتقاد السائد بالحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة وتكاليف باهظة، أظهرت الشركة الصينية القدرة على تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي بتكاليف أقل، ما يثير المخاوف حيال المنافسة بشأن الذكاء الاصطناعي، وأن التفوق التكنولوجي لوادي السيليكون مهدد بشكل كبير.
ويرى العكاليك، أن "دييب سيك" يساعد في توفير فرص جديدة للشركات الصغيرة، لأنه يتيح لها الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بتكلفة معقولة، مما قد يوفر فرصا جديدة للابتكار والمنافسة، كما أنه سيدفع الشركات الأخرى إلى تسريع جهودها لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وبتكلفة أقل.
ولفت إلى أن تطوير نموذج بمزايا التطبيق الصيني يفتح آفاقا كبيرة لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي في المستقبل تخدم قطاعات حيوية مثل، التعليم، الصحة والطاقة وغيرها.
وبين أن إطلاق "دييب سيك"، سيساعد على زيادة الشفافية والانفتاح في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن "كوده" متاح للجميع للاطلاع عليه وتطويره، فضلا عن أنه سيعزز ويزيد التنوع في نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة، مما قد يلبي احتياجات مختلفة للمستخدمين.
وقال العكاليك: "إنه من المهم أن نراقب كيفية تطور هذه التطورات في المستقبل، وكيف ستتعامل الشركات والمؤسسات مع هذا التحول في مشهد الذكاء الاصطناعي".
وحظي التطبيق الصيني الجديد "دييب سيك"، باهتمام صناعة التكنولوجيا بأكملها في أميركا وخارجها مدعوما بمجانيته ومزاياه المتقدمة وبات منافسا بقوة لبرامج الذكاء الاصطناعي الأميركية على رأسها "التشات جي بي تي"، رغم أن عمره لم يتعد الأسبوعين.
وأكد خبراء محليون أن إطلاق "دييب سيك"، لحقه إطلاق تطبيق صيني آخر من قبل شركة "علي بابا"، يحمل اسم "كوين"، هو مشهد يقدم بوضوح نماذج تستطيع أن تتحدى الهيمنة الأميركية على قطاع الذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقا جديدة للمنافسة العالمية التي ستسهم في تسريع الابتكار، وخفض تكاليف التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، الصحة، خدمة العملاء، البحث العلمي وغيرها من القطاعات.
وقالوا إن من الصعب اليوم التنبؤ بدقة لما سيحدث من تطورات في سوق الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة والتأثيرات لـ" دييب سيك"، إلا أنهم أكدوا أن المنافسة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستشتعل بقوة في إطار "حرب تكنولوجية باردة"، الأمر الذي سيكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، في وقت تقدر فيه دراسات عالمية أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي سترتفع إلى 1.8 تريليون دولار في العام 2030.
الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، في تعليقه على إطلاق "دييب سيك"، قال: "بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية". وزاد، يجب التركيز على التنافس في سبيل الفوز.
وكانت بكين ضاعفت جهودها مؤخرا، في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية قصوى، بعد أن كانت البلاد تعتمد على الصناعة التقليدية للملابس والأثاث وغير ذلك، من الأدوات التي اشتهرت بها الصين.
وعلى صعيد متصل، قال الخبراء: "إن هذه الحرب المستعرة في مجال الذكاء الاصطناعي سيرافقها تحديات أخلاقية، بما في ذلك التحيز في النماذج، انتشار المعلومات المضللة، وتأثيره على سوق العمل من خلال أتمتة المهام، فضلا عن القلق المتزايد بشأن إساءة الاستخدام، ما يضغط باتجاه تبني نهج متوازن بين الابتكار والمسؤولية، من خلال وضع معايير واضحة لضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي".
"دييب سيك": هو روبوت محادثة مجاني يعمل بالذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة صينية، وهو مثل تطبيق "تشات جي بي تي"، مصمم "للإجابة عن الأسئلة وتحسين الحياة بكفاءة" كما يقول مطوروه، ليمثل هذا الروبوت تطورا في عالم الذكاء الاصطناعي من ناحية تدريبه وتطويره.
وتكلفة بناء نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي أقل من 6 ملايين دولار، مقارنة بالمليارات التي تكبدتها الشركة الأميركية لصالح "تشات جي بي تي"، حيث اعتمدت الشركة الصينية على رقائق قديمة تتبع لشركة "انفيديا" المسيطرة على سوق الرقائق، متحدية حظر تصدير الرقائق المتقدمة من أميركا إلى الصين. وتسبب إطلاق "دييب سيك" بهذا النموذج منخفض التكلفة، خلال الأسبوع الماضي، بصدمة في الأسواق المالية وخصوصا الأسواق الأميركية التي خسرت نحو 2 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم، حيث خسرت شركة "إنفيديا" العملاقة لصناعة الرقائق وحدها حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الإثنين الماضي، وتعد أكبر خسارة في يوم واحد في تاريخ أميركا.
الخبير في مجال التقنية م.هاني البطش يرى أن سوق نماذج اللغات الكبيرة تشهد تطورات متسارعة وتنافسا شرسا بين الشركات الصينية والأميركية زادت حدته مع إطلاق تطبيق "دييب سيك" الصيني، كأحد المنافسين الجادين في هذا المجال، كونه يعتمد على تقنية تزيد من كفاءته وتقلل من تكاليف التشغيل، وتسمح للنموذج بالتركيز على أجزاء محددة من البيانات لتحقيق أداء أفضل واستهلاك أقل للموارد الحاسوبية.
وبين أنه في الوقت الذي يتميز فيه "تشات جي بي تي"، الأميركي بمرونته وقدرته على توليد نصوص إبداعية وفهم السياق البشري بشكل عميق، يتمتع "دييب سيك"، بميزة التكلفة المنخفضة والكفاءة العالية، ما يجعله خيارا جذابا للشركات والمؤسسات التي تسعى إلى تحسين إنتاجيتها وتقليل نفقاتها.
ويرى البطش أنه من الصعب التنبؤ بدقة بتأثير "دييب سيك" على المدى الطويل، ولكنه أكد أن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستستمر، لنشهد ظهور تقنيات جديدة تغير قواعد اللعبة مرة أخرى، واصفا المرحلة المقبلة، بين الصين وأميركا بأنها مرحلة "حرب تكنولوجية باردة"، مع تنافس البلدان على الهيمنة في مجال التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، حيث سيكون لهذه المنافسة تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية.
في مواجهة التطور الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركات تقنية أميركية مؤخرا، عن تخصيص مبالغ ضخمة للاستثمار في هذه الصناعة، حيث خصصت شركة "مايكروسوفت" 80 مليار دولار للذكاء الاصطناعي العام 2025، بينما تعهدت شركة "ميتا" بتخصيص 65 مليار دولار لهذه التكنولوجيا، كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أعلن بداية العام عن مشروع "ستارغيت" للذكاء الاصطناعي لاستثمار 500 مليار على مدى السنوات الأربع المقبلة، ستقوده شركات قطاع خاص على رأسها "اوبن اييه اي".
وعلى صعيد متصل، أكد البطش أن ظهور نموذج "دييب سيك"، في سوق الذكاء الاصطناعي سيشعل حرب أسعار جديدة بفضل مجانيته وإمكانياته الهائلة، حيث قد تجد الشركات الأميركية نفسها مضطرة إلى تخفيض أسعارها أو تقديم خدمات مجانية لجذب العملاء، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على أرباحها، لأن هذا الضغط على الأسعار قد يؤدي إلى تآكل هوامش الربح، ويجعل الشركات أقل قدرة على الاستثمار في البحث والتطوير، ما قد يبطئ وتيرة الابتكار على المدى الطويل.
ورغم ما نشهده من تطور ومنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن البطش أشار إلى أن تطبيقا مثل "دييب سيك"، يثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية وحماية البيانات وقد تحتاج الحكومات إلى وضع قوانين جديدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق المستخدمين.
وبعيد إطلاق " دييب سيك"، بدأت دول باتخاذ اجراءات ضد التطبيق الصيني، حيث حذرت البحرية الأميركية أعضاءها من استخدام التطبيق الصيني بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة به، كما أرسلت هيئة حماية البيانات الإيطالية كتابا إلى "ديب سيك"، تطلب فيه الحصول على معلومات، إذ تشير الهيئة إلى أن بيانات ملايين الأشخاص في إيطاليا في خطر، فضلا عن تحذير وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز للأستراليين من استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك"، كما أرسلت هيئة حماية البيانات الإيرلندية خطابا مكتوبا إلى "ديب سيك"، تعبر فيه عن مخاوفها من احتمال انتهاكه لقانون حماية الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه، قال الخبير في مضمار الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي: "إن نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" من " أوبن أي آي"، و"جيميني" (من جوجل)، والجديد تطبيق "دييب سيك"، تعد من أبرز الابتكارات في مجال معالجة اللغة الطبيعية، حيث يتميز كل منها بقدرات فريدة".
وأوضح الصفدي أن تطبيق "تشات جي بي تي"، معروف بقدرته على إنتاج نصوص طبيعية وإبداعية بفضل تدريبه على بيانات متنوعة، بينما يركز "ديب سيك"، على الكفاءة من حيث التكلفة وتقليل استهلاك الموارد، ما يجعله خيارا مفضلا للشركات الصغيرة.
أما "جيميني"، فيستفيد من التكامل العميق مع خدمات جوجل مثل البحث والسحابة، مما يمنحه ميزة في فهم السياقات المعقدة. ويرى أن هذه المنافسة تسهم في تسريع الابتكار، خفض تكاليف التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، خدمة العملاء، والبحث العلمي .
واكد الصفدي أن هذه التطورات تسهم في تعزيز سباق الذكاء الاصطناعي بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى كل منهما إلى تعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية عبر استثمارات ضخمة في المجال.
بيد أنه أشار إلى تحديات أخلاقية خطيرة ترافق عمل وانتشار الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التحيز في النماذج، انتشار المعلومات المضللة، وتأثيره على سوق العمل من خلال أتمتة المهام، فضلا عن القلق المتزايد بشأن إساءة الاستخدام، سواء في المراقبة الجماعية أو التطبيقات العسكرية، منبها إلى أن هذا التطور السريع لهذه التقنيات يتطلب "نهجا متوازنا بين الابتكار والمسؤولية، من خلال التعاون الدولي ووضع معايير واضحة لضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي.
وقال الخبير في مجال التقنية د. حمزة العكاليك: "إن تطبيق دييب سيك، أثار المخاوف من أن تتفوق الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤثر على الهيمنة التكنولوجية الأميركية".
وأوضح العكاليك أن تطوير وإطلاق تطبيق "دييب سيك" بتكلفة منخفضة بلغت 6 ملايين دولار مقابل مليارات ضختها الشركات الأميركية في إطلاق برامجها، يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استثماراتهم في قطاع الذكاء الاصطناعي، والبحث عن نماذج أكثر كفاءة وبتكلفة أقل، فعلى خلاف الاعتقاد السائد بالحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة وتكاليف باهظة، أظهرت الشركة الصينية القدرة على تطوير نموذج للذكاء الاصطناعي بتكاليف أقل، ما يثير المخاوف حيال المنافسة بشأن الذكاء الاصطناعي، وأن التفوق التكنولوجي لوادي السيليكون مهدد بشكل كبير.
ويرى العكاليك، أن "دييب سيك" يساعد في توفير فرص جديدة للشركات الصغيرة، لأنه يتيح لها الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بتكلفة معقولة، مما قد يوفر فرصا جديدة للابتكار والمنافسة، كما أنه سيدفع الشركات الأخرى إلى تسريع جهودها لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وبتكلفة أقل.
ولفت إلى أن تطوير نموذج بمزايا التطبيق الصيني يفتح آفاقا كبيرة لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي في المستقبل تخدم قطاعات حيوية مثل، التعليم، الصحة والطاقة وغيرها.
وبين أن إطلاق "دييب سيك"، سيساعد على زيادة الشفافية والانفتاح في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن "كوده" متاح للجميع للاطلاع عليه وتطويره، فضلا عن أنه سيعزز ويزيد التنوع في نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة، مما قد يلبي احتياجات مختلفة للمستخدمين.
وقال العكاليك: "إنه من المهم أن نراقب كيفية تطور هذه التطورات في المستقبل، وكيف ستتعامل الشركات والمؤسسات مع هذا التحول في مشهد الذكاء الاصطناعي".
0 تعليق