تضمنت مسرجة من الحجر الصابوني
يُعد موقع "المعملة" الأثري المُكتشف عام 2023 في محافظة العقيق بمنطقة الباحة، أحد أبرز المعالم التاريخية التي تشتهر بها المنطقة، حيث يعود إلى 1000 سنة قبل الميلاد أي يزيد عمره على 3 آلاف عام، ويعتبر من أقدم المواقع التعدينية في المملكة نظراً لما يحويه من عناصر تبيّن مهارة الأجداد وولعهم بالتعدين والزخرفة.
مدقات ومساحن وفوهات وقطع معدنية أثرية
ويتكوّن هذا الموقع الأثري الواقع في الشمال الشرقي للمحافظة، من ظواهر معمارية عبارة عن بقايا جدران قائمة بنيت بأحجار الجرانيت، وبجانبها وحدة معمارية تتكون من 8 غرف، و4 مستودعات، و3 أحواض، و3 أفران، و5 دعامات، كما يحوي نحو 61 قطعة عادية ومزججة من الأواني الفخارية.
وتشمل هذه الأواني فوهات، وأبدانا، ومقابض، وقواعد وأغطية، و25 قطعة من الأواني الحجرية من الفوهات والأبدان والقواعد والأغطية، و20 قطعة من الأواني الزجاجية متعددة الألوان من الفوهات والأبدان وأعناق وقواعد، إلى جانب الأدوات الحجرية التي تشمل 15 قطعة من مدقات ومساحن، و25 قطعة رحى متوسطة الحجم، ونحو 10 قطع معدنية أثرية.
وكشفت هيئة التراث أبرز المكتشفات في آثار "المعملة" التي تضمنت مسرجة من الحجر الصابوني، وجزءًا علويًا لجرة من الفخار المزجج، وجرة فخارية عليها نقوش إسلامية، حيث أشار المهتم بتاريخ وتراث الباحة سعيد الغامدي إلى أنها تتميز بموقعها الاستراتيجي لقربها من طريق التجارة سابقاً "طريق الفيل".
وأوضح الغامدي أن المعملة اكتسبت شهرتها من كونها منجما للمعادن، ويوجد بها حجارة الكوارتز البيضاء، التي تدل على تتبع استخراج الذهب" ، مفيداً بأن الموقع يضم نحو 100 بيت لا يزيد ارتفاع الواحد منها على متر، ويتوسطها عدد من الطرق، وأخدود أو خندق يبلغ طوله نحو 90 مترًا وعرضه يتراوح من مترين إلى 6 أمتار وبعمق يصل إلى 12 مترًا.
وأضاف أن هناك العديد من النقوش والكتابات التي يعود تاريخها للدولة العباسية، مشيرًا إلى أن آخر عهد استغل فيه هذا الموقع في عهد الدولة العثمانية، حيث وجد نقش مسجل عليه التاريخ 1218هـ، لافتاً إلى أن العقيق تزخر بالعديد من القرى التراثية والتاريخية، مثل منجم العبلاء ومنجم شواص، إلى جانب المتاحف التي تضم نوادر القطع التراثية والتاريخية لمنطقة الباحة.
مرّ بها الحجاج والتجار والحملات العسكرية
بدوره، أوضح الكاتب والباحث في تاريخ المنطقة سعد الكاموخ، أن موقع المعملة التاريخي تميز بموقعه كونه يلتقي بطرق تجارية التي بناها الرومان والأنبار، وكان يمر بها التجار والحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة، إضافة إلى مرور الكثير من الحملات العسكرية آنذاك.
وتذخر منطقة الباحة بإرث تاريخي يشمل العديد من الأماكن والمواقع التاريخية والأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين من أهمها قرية ذي عين والخلف والخليف وبخروش بن علاس وقصر بن رقوش، وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية، وسجلت هيئة التراث في السجل الوطني للتراث العمراني 1531 موقعًا تاريخيًا وتراثيًا عن المنطقة.
0 تعليق