مصر واليمن وقطر: ثقافات متبادلة ومشتركة منذ القدم
شهدت قاعة الصالون الثقافي اليوم ندوة بعنوان "ثقافتنا في: اليمن - قطر"، وذلك ضمن محور "أيام عربية" في فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وأدار الندوة الإعلامي إبراهيم السيد.
في بداية الندوة، وجه إبراهيم السيد تحية للحضور والمنصة الكريمة، مُشيدًا بأهمية هذا المحور الذي يربط بين الثقافات العربية المختلفة.
وأضاف السيد أن هذه الثقافة العربية التي امتزجت بين البلدان من الخليج للمحيط، لم تقتصر بصمتها على الثقافة المكتوبة فحسب، بل أيضًا على الثقافة المرئية.
وأشار إلى أن الأفيشات الخاصة بالأفلام المصرية قد شهدت حضورًا قويًا في البلدان العربية منذ الستينات، ما أدى إلى نشوء روابط ثقافية قوية مع شعوب هذه الدول.
وتابع قائلاً: "اندماج ثقافتنا مع بعضها يعطينا مزيجًا مختلفًا وفريدًا، وكل من يأتي إلى مصر ينخرط فيها، ويولع بها، حتى في حاراتها الضيقة التي تحدث عنها نجيب محفوظ في روايته".
من جانبه، أكد الدكتور حسن رشيد، أستاذ فلسفة الفنون والقاص والمذيع، أن مصر مرسومة على جدران قلوب الجميع من الخليج إلى المحيط، مشيرًا إلى أن حب مصر هو جزء من التربية، ويشعر العرب أنهم في بلدهم عندما يزورونها.
وأضاف: "نرضع حب مصر مع حليب أمهاتنا، وتربينا على حب عبد الحليم وعبد الوهاب، وتأثرنا في المرحلة الابتدائية بأساتذة مصريين. البنية الأساسية في حب مصر ليست الأهرامات أو النيل بل هو المصري الودود المضياف نفسه".
وفي مداخلته، رحب الدكتور نزار غانم السوماني، المفكر والباحث بجامعة لندن، بالحضور والمنصة، مشيرًا إلى أن الثقافة العربية تأثرت بالكثير من الحضارات منها الرومانية والهندية والأفريقية، إلا أن منطقتنا تبقى ثقافة واحدة متشابهة. وخص السوماني الدكتور حسن رشيد بوصفه "صديقه العزيز"، مؤكدًا أهمية دراسات التأثير والتأثر بين الثقافات العربية لسد الفجوات المعرفية في التاريخ.
من جانبه، شكر الباحث محمد سبأ إدارة المعرض والحاضرين والمنصة الكريمة، مؤكدًا أن العلاقات المصرية مع مختلف البلدان العربية كانت وطيدة منذ بدء التاريخ.
وأضاف سبأ أن مصر، بأمجادها، نقلت العلوم والفنون والثقافة للكثير من البلدان العربية، لافتا إلى أن مصر لعبت دورًا كبيرًا في بناء الحضارة اليمنية، حيث تم تدريب العديد من الطلاب اليمنيين في مصر، ما ساهم في تأسيس جوانب ثقافية وتعليمية مهمة في اليمن.
كما أعرب سبأ عن فخره بمشاركته في كتاب "في الثقافة الأفرويمينية" مع الدكتور نزار غانم السوماني، مُشيرًا إلى أن حضور مصر في هذا الكتاب كان كبيرًا، حيث تعد مصر العمود الفقري للوطن العربي، ويظهر تأثيرها الكبير على الثقافة العربية، واليمن، وبلاد أفريقيا.
وأضاف: "العلاقات بين مصر واليمن بدأت منذ مصر القديمة، حيث تشابهت البلدين في عدة نقاط، منها الحضارة والجغرافيا، إذ تتحكم اليمن في البحر الأحمر من باب المندب بينما تتحكم مصر من الجانب الآخر، ما ساهم في تعزيز الترابط وتبادل الحضارة والثقافة بين البلدين".
0 تعليق