Local

-OneArabia

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤخراً معرضاً أثرياً مهماً في روما، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يسلط الضوء على الدور التاريخي لإمارة الشارقة في شبكات التجارة القديمة. ويحمل المعرض عنوان "من الشارقة إلى روما عبر طريق التوابل"، وهو أول معرض عربي يستضيفه مبنى مجلس الشيوخ الروماني "كوريا يوليا" ضمن حديقة الكولوسيوم الأثرية.

يضم المعرض 110 قطع أثرية نادرة من المراكز التجارية القديمة في الشارقة مثل مليحة ودبا الحصن. وتسلط هذه القطع الضوء على الدور المحوري الذي لعبته الشارقة في التجارة بين الشرق والغرب خلال العصرين الهلنستي والروماني، من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي. ويحتفل الحدث بالروابط الثقافية الطويلة الأمد بين الحضارتين العربية والرومانية.

كانت موانئ الشارقة، مثل ميناء دبا، نقاط عبور حيوية للبضائع القادمة من روما. وقد سهلت هذه الموانئ تبادل السلع والمعرفة والثقافات، مما ساهم في إنشاء شبكات التجارة العالمية المبكرة. وقد عزز هذا التفاعل التكامل الاقتصادي والثقافي بين الحضارات المختلفة.

وتشمل القطع الأثرية المعروضة زجاجات رومانية، وتمثال برونزي لفينوس، وعملات معدنية من العصر اليوناني والروماني. وتوضح هذه الكنوز الرحلات التجارية الطويلة التي ربطت الشارقة بروما وتوضح التبادلات الثقافية العميقة. وكانت مليحة مركزًا حضريًا مزدهرًا خلال هذه الحقبة، مما يعكس أهميتها في التجارة العالمية.

كشفت الاكتشافات الأثرية في مليحة عن وجود عملات رومانية ويونانية كانت تستخدم إلى جانب عملات محلية مستوحاة من تصاميم أجنبية. ويؤكد تداول هذه العملات على أهمية مليحة في طرق التجارة القديمة. ويسلط تدفق المعادن الثمينة عبر مليحة الضوء على حيويتها الاقتصادية وتوليد الثروات من قبل التجار.

يسلط المعرض الضوء على دور طريق التوابل باعتباره قناة لنقل البضائع والأفكار والحرف اليدوية بين آسيا وأوروبا. وقد أرسى هذا الطريق أسس شبكات التجارة العالمية من خلال تسهيل التبادلات التجارية والثقافية التي أثرت على المنطقتين.

تعزيز الحوار الثقافي

وأكد سعادة عيسى يوسف أن هذا المعرض يشكل علامة فارقة في إبراز إرث الشارقة التاريخي الغني على المستوى العالمي، ويتماشى مع رؤية سموه في تعزيز الحوار الثقافي من خلال المعارض الدولية، مع تسليط الضوء على أهمية الشارقة التاريخية في شبكات التجارة القديمة.

ويهدف الحدث أيضًا إلى تعزيز التعاون البحثي بين علماء الآثار من الشارقة وروما، حيث يثري هذا التعاون البحث العلمي حول شبكات التجارة القديمة والعلاقات الحضارية.

إرث طرق التجارة القديمة

وتؤكد الاكتشافات الحديثة أن موانئ الشارقة لم تكن مجرد نقاط عبور، بل كانت مراكز اقتصادية مزدهرة تسهل تدفق المنتجات الرومانية إلى شبه الجزيرة العربية. وكانت هذه الموانئ بمثابة جسور حيوية للتجارة العالمية آنذاك والآن.

يتيح لنا هذا البحث المستمر إعادة تصور المناظر الطبيعية التجارية للمدن القديمة مع تسليط الضوء على كيفية تشكيل هذه الروابط للتاريخ المشترك عبر المناطق.

وتحمل القطع الأثرية المكتشفة في الشارقة آثاراً من الفن الروماني، مما يدل على التأثيرات الفنية المتبادلة من خلال التجارة مع روما، وقد ساهم هذا التبادل بشكل كبير في ترسيخ الروابط الثقافية التي شكلت ملامح الحضارة العربية الرومانية على مر الزمن.

وتواصل الهيئة جهودها في البحث والتنقيب لاكتشاف المزيد من الكنوز الأثرية التي تؤكد مكانة الشارقة كمركز للتراث العالمي.

With inputs from WAM

Story first published: Wednesday, February 5, 2025, 12:24 [GST]