صُنع بيد "ملك الرجال".. صُنع بيد حمد بن عيسى

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل 57 عاماً، وتحديداً في عام 1968، وحينما كان ولي عهد البحرين آنذاك "ملكنا المعظم" جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه في سن الثامنة عشر من عمره، وبالتزامن مع انخراطه في الدراسات العسكرية التي تفوق فيها، قرر الأمير الشاب إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ البحرين.

قام ملكنا الغالي، الذي عرف منذ صغره بشجاعته وجرأته ورجاحة عقله، وتفوقه بفكره على سنه، قام بإنشاء قوة دفاع البحرين، وتبوأ منصب القائد فيها.

كان يمتلك فلسفة خاصة بشأن هذا الصرح الذي أنشأه برفقة رجال تشهد لهم البحرين على امتداد عقود بالإخلاص والعمل الوطني الجاد على رأسهم رفيق درب جلالة الملك في هذه المنظومة العسكرية المهيبة، معالي المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة.

فلسفة جلالة الملك المعظم دونها بنفسه وبيده في كتابه "الضوء الأول"، والمحظوظ من اطلع عليه ليتعرف أكثر على فكر هذا القائد الطموح، الذكي في مساعيه.

تنشئ الدول الجيوش والمنظومات العسكرية لأسباب عديدة، والدول الغربية بالتحديد أنشأت جيوشها بنزعة استعمارية توسعية، أنشأتها لتمد نفوذها وتصل لدول أخرى، ولتخوض حروباً لم تخدم البشرية بقدر ما دمرتها. لكن البحرين بقيادة ولي عهدها الشاب حينها تمثلت فلسفتها بإنشاء هذه القوة لتكون درعاً وحصناً حصيناً يحمي البحرين وشعبها، ويحمي كل من يوجد على أرض بلادنا الطيبة.

نعم ملكنا الغالي تركيبته عسكرية، وتفوق في دراساته في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ومنح أوسمة رفيعة المستوى نظير عقليته الباهرة، وعرفوه بأنه الأمير البارع في قيادة الهليكوبترات العسكرية، والذكي في بنائه للقوة العسكرية في البحرين.

نعم هو ولي عهد حينها، وهو الملك القادم ليكون خلفاً لوالده الراحل العظيم أمير الإنسانية وحبيب البحرينيين، مثلما يصف دوماً ابنه البار البكر حمد بن عيسى. ومع مضي العقود وعمل ملكنا الغالي على تعزيز هذه المنظومة المشرفة، حول قوة دفاع البحرين إلى "مصنع للرجال"، وجعلها مكاناً يمتلئ بالفخر والشرف والتضحية، يضم رجالاً نصب أعينهم البحرين، لا يتوانون في الدفاع عنها، ولا يهزهم شيء.

حينما حمل ملكنا أمانة البحرين قبل قرابة 26 عاماً، صار القائد الأعلى لهذه القوة المهيبة، وواصل تطويرها وأوصلها بفضل رؤيته وثقته بالقيادات الباسلة فيها والرجالات الأبطال ضمن صفوفها، أوصلها لمراحل متقدمة من الجاهزية والكفاءة، وحرص دوماً على متابعتها والتأكد من أنها دوما صمام أمان لبحريننا الغالية.

نحتفل هذه الأيام بذكرى صناعة "مصنع الرجال" على يد الملك حمد بن عيسى، نحتفل بتأسيس أحد أبرز وأقوى المنظومات البحرينية التي نفتخر بها. صنعها حمد بن عيسى في شبابه، بناها بيده، ومد ساعده لجميع من شاركوه التأسيس ليتعاضدوا معه بسواعدهم، كأنهم بمثابة الأخ والصديق والقائد الإنساني الحنون، لكنه القائد المحنك الذي يعلمهم التضحية والقوة والشجاعة والبسالة، ويذكرهم دوما بأمهم البحرين، وأنها الأمانة الغالية التي يحملونها في قلوبهم، ويدافعون عنها بأرواحهم.

بعد 57 عاما، تقف قوة دفاع البحرين شامخة معتدة برجال عاهدوا الله على حفظ بلادهم، رجال بعض منهم شارك مع ملكنا الغالي بدايات التأسيس، وأجيال متعاقبة من الأبطال والبواسل الذين مازالوا على العهد باقين.

نحييك ملكنا الغالي، فما غرسته وزرعته في أرضنا الغالية، نما وكبر، ووصل اليوم لمستوى يحق لنا جميعاً أن نفخر به عاماً بعد عام.

"مصنع الرجال" في البحرين، صُنع بيد ملك الرجال، حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق