في كل عام، ومع حلول الخامس من فبراير، يقف أبناء الوطن بكل فخر واعتزاز أمام محطة من أهم المحطات الوطنية، ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين، التي مضى على انطلاقتها سبعة وخمسون عاماً من العطاء والتضحية، والذود عن حياض الوطن.
إنها مسيرة ملحمية رسمت خلالها قوة الدفاع ملامح المجد والكرامة، وكانت على الدوام الدرع الحصين الذي يحمي السيادة الوطنية ويصون المكتسبات، في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
منذ أن أصدر المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، المرسوم الأميري بتأسيس قوة دفاع البحرين عام 1968، بدأت البحرين في بناء مؤسسة عسكرية حديثة، وفق أسس راسخة تعزز منعة الوطن وقوته، وتحمي أمنه واستقراره.
وتوالت الإنجازات على مدى العقود، حيث أصبحت قوة الدفاع اليوم نموذجاً للقوة والانضباط والتحديث المستمر، بفضل الرعاية السامية من جلالة الملك المعظم، الذي أولى هذه القوة اهتماماً استثنائياً، فحرص على تسليحها بأحدث المنظومات العسكرية، وتزويدها بأفضل الكفاءات البشرية والتقنيات الدفاعية المتقدمة، مما جعلها قوة منيعة ذات جاهزية قتالية عالية، قادرة على مواجهة أي تهديدات والتعامل مع مختلف التحديات الأمنية والعسكرية.
وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، شهدت قوة الدفاع نقلة نوعية في استراتيجيات العمل العسكري والتخطيط الدفاعي، حيث تعززت قدراتها العسكرية، وارتقت مستويات التدريب والجاهزية القتالية، مما عزز من دورها الفاعل في حفظ الأمن الوطني، والمساهمة في استقرار المنطقة.
إلى جانب دورها الوطني، تضطلع قوة دفاع البحرين بدور حيوي في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، من خلال مشاركتها الفاعلة في التحالفات العسكرية الدولية جنباً إلى جنب مع الجيوش العالمية، دفاعاً عن الأمن القومي العربي وحماية الملاحة الدولية وتعزيز الأمن الإقليمي.
فقد كانت قوة الدفاع دائماً حاضرة في صفوف التحالفات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات التي تواجه المنطقة، سواء من خلال عمليات حفظ السلام أو المشاركة في التحالفات العسكرية المشتركة، مما يعكس التزام مملكة البحرين بدعم الجهود الدولية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
في هذه الذكرى المجيدة، لا يمكن الحديث عن إنجازات قوة دفاع البحرين دون الإشادة بدور صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، الذي قاد هذه المؤسسة الوطنية بعزيمة وإخلاص، وساهم في تحقيق نهضتها الشاملة وتطوير منظومتها الدفاعية، لتكون دائماً في طليعة الجيوش المتقدمة، وحصناً منيعاً للوطن، قادراً على التصدي لأي تهديدات وضامناً لاستقراره وأمنه.
ستبقى قوة دفاع البحرين رمزاً للقوة والعزة والكرامة، وستظل رايتها عالية خفاقة في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، وكل عام ووطننا الغالي أكثر أمناً واستقراراً.
0 تعليق