الترحيل للمخالفين، لكن ماذا عن الذين أوراقهم سليمة، لكن وجودهم غير سليم؟
مشاهد كثيرة لأجانب آسيويين، وهم يمارسون أنشطة تجارية متعددة هم لا ينتمون لها مهارة أو اقتدار، تثير الحسرة على المستوى الذي أصبحت عليه "جودة الحياة" كهدف كنا نسعى إليه وباستطاعة البحريني الوصول له، ولكن تلك العمالة غير الماهرة تعيدنا لنقطة الصفر، وتوصلنا لصورة لا نتمناها للبحرين.
فبعد أن غزوا بحرنا، ودمروا مياهنا وأهلكوا أسماكنا، وبعد أن دخلوا سوق الخضار والفواكه، وأفسدوا بضاعته وبعد أن باعوا المحظور والممنوع من الصيد، وبعد أن استحلوا الشوارع والأرصفة يبيعون كل شيء فيها من ملابس مستعملة إلى مأكولات فاسدة، بالأمس رايتهم "يتكسون" أي لديهم سيارات "منتهية" شكلاً ومضموناً، ويقفون طوابير أمام الملأ والعالمين (بالبنجابي) ينادون على المارة بدينار بدينار للنقل، هل وصلنا إلى هنا؟ هل هناك غيور على البحرين يرضى بهذه الصورة عن البحرين؟!!
كان منظراً محزناً وسيئاً ومشوهاً لصورتنا البحرينية، فمن رخص لهؤلاء؟ أي سيارات تلك التي سمح لها أن تجوب شوارعنا؟ كيف مرت هذه السيارات على الفحص؟
وهل هذا منظر للنقل العام عندنا؟ أشخاص غرباء بمظهرهم بسلوكياتهم يعملون شاهراً ظاهراً بمهن لها نظمها وقوانينها؟
سيركب مع هؤلاء سواح سيركب معهم عرب وأجانب مقيمين أي انطباع سيتركون عنا وعن بلدنا وقوانينا؟
للتنبيه تلك مسألة لا تتعلق بضبط هؤلاء وترحيلهم، المسألة مرتبطة بأكثر من مؤسسة حكومية لها دور، فلم يبق نشاط تجاري أو حرفة أو مهنة إلا وتراهم فيها أرتالاً أرتال، إنه غزو مدمر لاقتصادنا، إنه استنزاف لمواردنا، إنها مزاحمة لجيب مواطنينا.
آلاف في البحر آلاف في الأسواق آلاف في الشوارع آلاف في الأحياء السكنية، هل هؤلاء سيرحلون؟ هل ممكن التخلص من هذه الأعداد الضخمة بنفس وتيرة الترحيل الحالية؟ أي مجرد مائة أو مائتين أسبوعياً؟
من يقبض عليه ويرحل يقال عليه مخالف، لا يملك إقامة إنما ماذا عن الذين أوراقهم سليمة وكفيلهم قام بالعمل على سلامة إجراءاتهم الورقية، لكنه جلبهم وسرحهم في الشارع ليدبروا أنفسهم، ويسلمونه المقسمون سنوياً؟ كيف سيتم التعامل معهم؟ وها هم نراهم يجربون كل شيء، العقارات يتشاركون بها السيارات يتشاركون في ملكياتها لا يقف في طريقهم شيء، لأن هم ليس المشكلة، لم لا يتم التعامل مع من جلبهم وسرحهم هو المتسبب بهذه الكوارث؟
وماذا إن كان هناك (ريفل)؟ أي أن الدولة ترحل عشرة من هنا والأخ يعيد إدخال مائة من هناك؟ بمعنى أننا لن نخلص ولن نصحح السوق أو الاقتصاد أبداً مادامت الينابيع مستمرة في التدفق.
أما عن الهدف الذي كنا ننشده بتحسين جودة الحياة وتحسين جودة الأداء المهني، فإن هذه الظاهرة أبعدتنا بعيداً جداً عن ذلك الهدف أصبحت البحرين نقطة تجمع لمعدومي المهارات، فعن أي جودة نتحدث؟
0 تعليق