مع حلول الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين؛ نستحضر بكل الفخر والاعتزاز تاريخ هذه المؤسسة الوطنية العريقة، والتي كانت ولا زالت، أحد أهم الركائز التي يقوم عليها أمن واستقرار وطننا الغالي، هذه القوة التي وضع قواعدها وأسس دعائمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، لم تكن في يوم من الأيام مجرد جيش وأسلحة وقواعد عسكرية؛ بل مثلت على الدوام عنواناً للولاء للقائد والوفاء للوطن، والحصن المنيع الذي يحمي مكتسبات المواطن ويصون كرامته.
حين نعود بالذاكرة إلى بدايات تأسيس قوة دفاع البحرين، نجد أن الرؤية الملكية السديدة كانت حاضرة منذ اليوم الأول، فلم يكن الأمر يتعلق بمجرد تشكيل قوة عسكرية، بل بناء مؤسسة متكاملة تمتلك العقيدة القتالية، التدريب المحترف، والتسليح المتطور، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في الكفاءة والانضباط، وعلى مدى أكثر من نصف قرن حرص جلالة الملك على تطويرها منذ أن كانت فكرة على الورق، حتى أصبحت اليوم واحدة من أفضل الجيوش إعداداً وتسليحاً وانضباطاً، وتمتلك القدرة والكفاءة المشهود لها على مواجهة التحديات وحماية الوطن وأبنائه.
إن قوة دفاع البحرين وعلى مدار أكثر من خمسة عقود، كانت ولا تزال عنصراً أساسياً في استقرار المنطقة، فبفضل رؤى وتوجيهات جلالة الملك، أصبحت هذه المؤسسة قادرة على التعاون والتنسيق مع أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء من كل أنحاء العالم، والمساهمة في تعزيز الأمن الجماعي، والتصدي لكل ما يهدد سلامة البحرين والمنطقة بأسرها.
وفي هذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نتوجه بتحية تقدير لكل فرد من أفراد هذه القوة، بمختلف مرتباتهم ورتبهم العسكرية، الذين يسهرون على أمن البحرين وأهلها ليلاً ونهاراً، هؤلاء الرجال الذين يحملون أرواحهم على أكفهم مؤمنين بأن حماية الوطن وتقديم الأرواح من أقدس الواجبات.
كما أن هذه الذكرى تتزامن مع اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك مقاليد الحكم، وهي فرصة لتجديد العهد والولاء للقائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يدخر جهدًا في رفعة البحرين وتعزيز مكانتها بين الأمم، وبفضل حكمته تحولت قوة دفاع البحرين إلى قوة عصرية، تجمع بين الإرث العريق والتكنولوجيا الحديثة، لتظل دائماً عند حسن ظن قيادتها وشعبها.
إن البحرين، بفضل رجالها المخلصين، وقواتها المسلحة الباسلة، ستبقى دائماً واحة أمن واستقرار، ومثالاً يحتذى في التقدم والازدهار.
فتحية إجلال وإكبار لقوة دفاع البحرين، درع الوطن ودرع العزة، وسدد الله خطى جلالة الملك وولي عهده في مسيرة النماء والعطاء.
0 تعليق