صفقة الأسلحة الأمريكية لـ”إسرائيل”.. دعم للردع أم استعداد لحرب جديدة؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – خاص

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة أسلحة جديدة لصالح الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 7.4 مليار دولار، تشمل ذخائر متطورة وصواريخ هجومية.

وتأتي هذه الصفقة في وقت توقفت فيه الحرب على قطاع غزة، لكن تداعياتها لا تزال حاضرة، وهو ما يطرح تساؤلات حول أهداف الدعم الأمريكي المتجدد، وما إذا كان يستهدف تعزيز الردع الإسرائيلي، أم أنه يأتي في إطار التحضير لجولة جديدة من العدوان.

دعم عسكري لا يتوقف

لطالما كانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للسلاح الإسرائيلي، حيث تتدفق المساعدات العسكرية بشكل منتظم، حتى في أوقات توقف المعارك.

لكن هذه الصفقة تأتي في توقيت حساس، حيث يسود الهدوء الحذر في غزة بعد 470 يوماً من الحرب الشرسة، مما يعني أن هذا الدعم لا يمكن فصله عن حسابات الاحتلال لمستقبل المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، وربما مع أطراف أخرى في المنطقة.

ولك تكن “إسرائيل” بحاجة إلى هذه الصفقة خلال المعارك الأخيرة، لكنها الآن تتلقى تعزيزات ضخمة، ما يعني أن الإدارة الأمريكية تضمن بقاء التفوق الإسرائيلي في أي مواجهة قادمة، سواء كان ذلك ضمن استراتيجية الردع أو التحضير الفعلي لحرب جديدة.

بين الردع والاستعداد لجولة جديدة

لطالما تبنّت “إسرائيل” نظرية الردع، التي تقوم على إبقاء خصومها في حالة ضعف دائم، عبر التهديد باستخدام القوة العسكرية الكاسحة، لكن التجارب الأخيرة أثبتت أن الردع الإسرائيلي قد تآكل، خاصة بعد صمود المقاومة الفلسطينية طوال أكثر من عام من الحرب، وإظهارها قدرات عسكرية متزايدة رغم الحصار والتدمير.

وبالتالي؛ قد يكون هذا الدعم الأمريكي جزءًا من محاولة استعادة هيبة الردع الإسرائيلي، وإعادة التوازن العسكري بعد الفشل في القضاء على المقاومة في الحرب الأخيرة.

لكن في المقابل، فإن توقيت الصفقة وحجمها يشير إلى أنها أبعد من مجرد دعم تقليدي، بل قد تكون جزءًا من إعداد الاحتلال لجولة جديدة من القتال، خاصة أن خطاب نتنياهو وحكومته لا يزال يُحذر من أن “المعركة لم تنته بعد”.

هل تستعد “إسرائيل” لحرب أخرى؟

التاريخ يُظهر أن “إسرائيل” لا تنهي حربًا دون أن تبدأ في التخطيط لما بعدها. فحتى في الحروب التي بدت وكأنها انتهت دون حسم، كما حدث في حرب لبنان 2006 أو العدوانات المتكررة على غزة، كان الجيش الإسرائيلي دائمًا يستعد لجولة أخرى.

مع صفقة الأسلحة الأمريكية الجديدة، هناك عدة سيناريوهات مطروحة:

  • تعزيز الترسانة العسكرية تحسبًا لتجدد القتال في غزة، خاصة أن المقاومة لا تزال تمتلك قدرات صاروخية، ولا يوجد اتفاق سياسي يضمن استقرار الوضع على المدى الطويل.
  • الاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله أو إيران، حيث تصاعدت التوترات في المنطقة، وهناك مخاوف إسرائيلية من تنامي القدرات العسكرية لحزب الله.
  • دعم الخطط الإسرائيلية لأي عمل عسكري ضد إيران، إذ إن “تل أبيب” لا تزال تُهدد باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، والتسلح الأمريكي المستمر قد يكون جزءًا من هذا الإعداد.

الولايات المتحدة.. شريك في الحرب القادمة؟

الإدارة الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو غيره، لطالما قدمت “إسرائيل” كحليف استراتيجي لا يمكن المساس به، وهو ما يفسر استمرار تدفق الدعم العسكري دون قيود، حتى بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة. لكن مع كل صفقة سلاح، تتزايد الأسئلة حول حدود الدور الأمريكي في أي حرب مقبلة.

فهل ستكتفي واشنطن بالدعم العسكري، أم أنها قد تتدخل بشكل مباشر؟

وهل هذه الصفقة تهدف لتمكين “إسرائيل” من إدارة معاركها بمفردها، أم أنها إشارة إلى استعداد أمريكي لمواجهة عسكرية أوسع في الشرق الأوسط؟

يبدو أن الدعم الأمريكي الجديد يمثل جزءاً من تحضير استراتيجي لمعارك مقبلة، وسواء كان الاحتلال يسعى لتصعيد جديد في غزة، أو يخطط لاستهداف حزب الله أو إيران؛ فإن واشنطن لا تزال تقدم شيكًا مفتوحًا للحروب الإسرائيلية، دون أي اعتبار للعواقب الإنسانية أو السياسية، مما يعزز مخاوف اندلاع مواجهة جديدة قد تكون أكبر وأخطر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق