كيف شكّلت التكنولوجيا حياة الإنسان؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هناك العديد من الدراسات العلمية التي تناولت تأثير التقدّم التكنولوجي على الإنسان كونه سلاحاً ذا حدين، فكثير من الأشياء من حولنا من وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والأدوية والتكنولوجيا الطبية، و.. و.. إلخ، له جانبان إيجابي وسلبي، يمكن أن يكون ذا فوائد كبيرة، ويمكن أن يكون له كذلك عواقب سلبية إن لم تُستخدم بعقلية واعية وحكمة، فالتوازن بين السلبية والإيجابية يجعل من التقدم التكنولوجي موضوعاً مهماً للدراسات العلمية.

لا يُنكر بأن التكنولوجيا لها فوائد عديدة على حياة الإنسان، فتحسين جودة الحياة من أهم التأثيرات الإيجابية على البشرية، خاصة في مجال الطب الذي ساهم في زيادة متوسط العمر وتحسين الرعاية الصحية، وفي التعليم إلى جودة التعليم وسرعة الوصول إلى المعلومات، وفي العمل زيادة الإنتاجية من خلال أدوات وتقنيات حديثة؛ من جانب آخر للتقدّم التكنولوجي تأثير سلبي على الصحة النفسية، فالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الإدمان، ومن ثمّ إلى الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى فقدان الخصوصية.

التقدّم التكنولوجي أدى إلى تغيرات كثيرة حتى في تواصل الناس وتفاعلهم فيما بينهم، بالرغم من أن الهدف من التقدّم هو تقارب المسافات وجودة الحياة، إلا أنها بَنَتْ بعض السدود من العزلة، فالكثيرون أصبحوا يفضّلون التفاعل الرقمي على اللقاءات الشخصية، حتى أصبحت العلاقات الشخصية على حافة من الانهيار، ذلك لأن موضوع العلاقات الشخصية والتفاعلات اليومية من أهم جوانب الحياة الإنسانية التي تتمثل في الرفاهية والحالة النفسية والعاطفية، وأفضل لغة للعلاقات الشخصية هو التواصل الفعّال من خلال الزيارات المتكررة والمحادثات المباشرة وعدم الاعتماد على المراسلات النصية التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى النزاعات وسوء الفهم.

نمط الحياة السريعة والاعتماد على التكنولوجيا أدى إلى تراجع العلاقات الشخصية، فالعمل الطويل والانشغال بالتكنولوجيا مثل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أثّر على عمق العلاقات، وقلة التواصل وذبذبة العلاقات الشخصية أدت إلى تغيّر في القيم الاجتماعية والمعتقدات وفي الثقافة، وعلى استقرار العلاقات بين الناس، حتى التعبير عن المشاعر أصبح غير واضح وغير ناضج أدى إلى تفكك العلاقات ورتابتها.

تراجع العلاقات الشخصية قد يكون بسبب الاستخدام السيئ للتكنولوجيا وعدم فهم التقدم التكنولوجي بجانبه الإيجابي وأهدافه السامية، ولكنه له تأثير في كفية استخدامه في الحياة اليومية والوعي باستخدامه بشكل مسؤول، فالتكنولوجيا أداة قوية للتغيير الإيجابي في جوانب عدة، ولكن كيفية استخدامه تعتمد على الأفراد وقراراتهم في كيفية التوازن بين الحياة الواقعية والحياة اليومية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق