أعزائي أصحاب القرار الذين ساهموا بوصولنا لهذه الحالة التي أردتم بها خيراً بجعل اقتصادنا مفتوحاً عالمياً، لكنكم وربما دون قصد ربما فتحتموه على الآخر حتى أصبح اقتصادنا "سبيلاً" لمن أراد أن يغرف منه!!
اخترت هاتين الرسالتين اللتين وَصَلَتَاني من مجموعة رسائل من شخصيات معروفة لها اسمها، فهي ليست من فئة "المتحلطمين" إنما من شريحة تأتي على قمة الطبقة المتوسطة، مدراء، ومستشارين وأخصائيين، الأُولى تُشير إلى النفوذ الذي يتمتع به الأجانب في بلدنا، والثانية تُشير إلى الإضرار بقطاع كنا نفخر بجودته واحتلاله مرتبةً عاليةً عالميةً دوماً.
الأُولى:
مساء الورد أختي العزيزة. عجبني مقالك الأخير "ماذا لو كانت أوراقهم سليمة"؟ كنت أريد استخراج رخصة عمل لابنة العاملة التي تعمل عندي ما يقارب الـ32 سنة حتى تساعد أمها. تم رفض طلبي بالرغم من أن راتبي يسمح لي بجلب سائق وطباخ وناطور إلخ بس الإخوان في الـLMRA لم يعطوني الرخصة. حاولت أطلّع لها تأشيرة زيارة. بعد رُفضت. قالت لي إحدى العاملات إنها تستطيع أن تستخرج لي الرخصة وبالفعل يابت الرخصة خلال 10 أيام والبنت موجودة عندنا. جاءت بتأشيرة زيارة ثم غيّرنا التأشيرة إلى تأشيرة عمل تحت مسمى طباخة!! (انتهى).
لا تعليق.
الثانية:
صباحك خير أم بسام شكراً على مقالكِ الرائع هذا اليوم وأحببت أن أساهم معكِ في هذا الموضوع. وسوف أقف عند آخر سطر في مقالك "عن أي جودة نتحدث"، ولأنني طبيب منذ سنوات طويلة ولديّ مساهمات كثيرة في المجال الصحي سواء في العمل الحكومي أو الخاص حالياً، أردت أن أشارككِ رأيي في هذا الموضوع والذي لا يختلف عن المجالات الأخرى التي ذكرتِها في مقالكِ. جودة الخدمات الصحية تأثرت بشكل كبير جداً بعد أن دخل السوق السوق الطبي في البحرين مستشفيات وعيادات رديئة المستوى، حيث إنه لا خلاف على دخول خدمات صحية متميزة، ولكن هذه المستشفيات لا تطبق عليها هذه المواصفات، ولكن هذه المستشفيات أشبه ما تكون بدكاكين صحية انتشرت في جميع أرجاء البحرين بشكل مخيف، فبعضها فتح فروعاً في مدينة حمد والبديع والحد.. إلخ، والبقية قادمة وجلبت من بلادها طواقم صحية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها جلبت المتردية والنطيحة وحلت مشكلة التوظيف في بلادهم وأحدثت أزمة توظيف أطبائنا، فبالله عليكِ هل رأيتِ بلداً في العالم يوجد فيه أكثر من 400 طبيب عاطل وجميعهم في عمر الزهور جالسين في بيوتهم ليس لديهم أي وظيفة، حتى إن بعضهم يرتضي بالعمل بأقل من 400 دينار حتى لا يخسر سنوات الخبرة العلمية. أرى شبابنا وشاباتنا يكسرون الخاطر وهم يستجدون الوظيفة من غير أي نتيجة. بحثت في جميع الدول فلم أرَ بطالة في الأطباء إلا في البحرين. العيادات والمستشفيات الأجنبية تزاحم عيادات الأطباء البحرينيين ومراكزهم والمستشفيات التي أنشئت بمساهمات بحرينية، وتسرق منهم المرضى بحجة رسوم الزيارة الزهيدة، ولكن إن تم اصطياد هؤلاء المرضى فسوف يدفعون رسوماً كبيرة تفوق ما يدفعونه في عياداتنا. فالمريض عندهم يدفع رسوم الاستشارة، ثم رسوم المغذي والذي لا داعي له، وكذلك تحليل الدم ورسم القلب والأشعة، وكلها في أكثر الأحيان لا تلزم للمريض، وثم صرف أدوية العلاج من صيدلياتهم الخاصة التي يتواجد فيها أدوية من نفس دولهم، ويتخيل للمريض أنه دفع دينارين للاستشارة ويتفاجأ بفاتورة تفوق 80 ديناراً، هذا إلى جانب بعض العمليات الخاطئة التي يجرونها ويضطر المريض إلى الذهاب إلى أحد الاستشاريين البحرينيين أو المستشفيات العامة لتصحيح ما تم إعطابه. هذا غيض من فيض أحببت أن أشرككِ فيه لما لكِ من تأثير على الأحداث المحلية كما عودتِنا دائماً وآسف للإطالة ولكن لا بد منها حفظكم الله. (انتهى).
والسؤال هنا هل هذا هو الاقتصاد الذي نريده؟ ومَن المستفيد الأكبر مِن هذا الانفتاح؟
هنا سأسكت قليلاً...!!
وللحديث.. بقية عن النوعية والجودة.
0 تعليق