المنتجات الجلدية".. حِرفةٌ "كانت".. "فـمُـكّـنـت

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تُعتبر حِرفة دباغة الجلود من الحِرف التقليدية العريقة التي تمتاز بها مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية، خصوصاً في الرياض وحائل ونجران، حيث شكّلت جزءاً مهماً من التراث الثقافي والاقتصادي في المملكة، وكانت ولا تزال مصدراً رئيسياً للمنتجات الجلدية التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية.

وكانت وزارة الثقافة قد أطلقت مؤخراً مبادرة "عام الحِرف اليدوية 2025"، بهدف تسليط الضوء على أهم الحرف التقليدية في المملكة والتي من بينها حرفة دباغة الجلود، لتُصبح مسألة الحفاظ عليها وضمان استدامتها أكثر أهمية من أي وقت مضى، انطلاقاً من سعي الوزارة إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على الصناعات التقليدية، ودعم الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل جديدة وزيادة الطلب على المنتجات المحلية سواءً داخل المملكة أو على مستوى الأسواق العالمية.

يشتهر سكان الرياض وحائل ونجران بمهارتهم في حِرفة دباغة الجلود، ففي حائل تلعب الخبرة المتوارثة دوراً رئيسياً في تمـيُّـز إنتاجها، حيث تُستخدم الطرق التقليدية منذ مئات السنين في تحويل الجلود الخام إلى منتجات عالية الجودة، بعد اختيار أفضل أنواع الجلود ومعالجتها باستخدام مواد طبيعية لضمان الجودة والمتانة، فيما تتطور الحِرفة في الرياض بشكل ملحوظ، حيث يدمج الحرفيون بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة لتلبية الطلب المتزايد على هذه المنتجات.

وتبدع نجران في تصنيع العديد من المنتجات والسلع التي تُعدّ من التراث الشعبي للمنطقة كـ "الميزب" وهي أداة تُستعمل لحمل الطفل الرضيع، وتُحمل على الكتف عند الحاجة، وكذلك "المسبت" وهو حزامٌ من الجلد يحيط بالخصر، و"الزمالة" وهي حاويةٌ كبيرة تُستعمل لحفظ الأشياء الخاصة.

ومن المعروف بأن عملية دباغة الجلود تمر بعدة مراحل دقيقة لضمان تحويل الجلود الخام إلى منتجات جاهزة، تبدأ بجمع جلود الحيوانات كالجِمال والأغنام والماشية من المسالخ المحلية، ثم تنظيفها وتحضيرها عبر إزالة الشعر والشوائب، ونقعها في الماء لعدة أيام قبل أن تُجفف تماماً، بعدها تأتي مرحلة التنعيم والدباغ حيث تُنقع الجلود في موادِّ دِباغةٍ طبيعية مثل لحاء الأشجار أو بعض المواد الكيميائية لتحسين متانتها وجعلِها مقاومةً للتلف، بعد ذلك تبدأ عملية التلوين والتشكيل وفقاً للرغبات والتصاميم المطلوبة، ثم يتم تشكيلها إلى المنتجات المطلوبة مثل الحقائب والأحذية والأحزمة، وأخيراً تأتي مرحلة التشطيب النهائي والتي يتم التركيز فيها على تحسين نعومة الجلد وإعطائه اللمعان المطلوب، ثم يتم قطع الجلد وتفصيله حسب التصاميم المرغوبة.

ومن أشهر منتجات دباغة الجلود السعودية المعروفة بالجودة العالية والمتانة، الحقائب الجلدية، والأحذية، والأحزمة، والأدوات التقليدية كسروج الخيل، والفرش والأدوات الزراعية.

تجدر الإشارة إلى أن موقع المملكة العربية السعودية الاستراتيجي ساهم في تسهيل وصول منتجاتها الجلدية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، إضافةً لوفرة المواد الخام بفضل قطاع الثروة الحيوانية المحلي الكبير، الذي ساهم في خفض تكاليف الإنتاج ورفع مستوى الجودة والكفاءة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق