يعد مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي المنعقد الأسبوع الماضي علامة فارقة في مسيرة تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين والذي يعد من أحد المبادىء الجوهرية في الإٍسلام قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، «سورة: آل عمران: 103»، ومن السنة النبوية قال النبي محمد ( ص): «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، كما عد هذا المؤتمر وثيقة مرجعية يمكن الاستفادة منها في المستقبل لتحقيق الأهداف المشتركة للأمة الإسلامية على المستوى السياسي لمواجهة التحديات الخارجية والتدخلات الأجنبية، وعلى المستوى الاجتماعي المساهمة في تقليل النزاعات الطائفية وتحقيق السلم المجتمعي، وعلى المستوى الاقتصادي تشجيع التبادل التجاري والتعاون في الموارد وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأسلامية.
ومن هذا المنطلق حمل هذا المؤتمر العديد من التوصيات التي تسلط الضوء على أهمية الوحدة الإٍسلامية، وتعزيز ثقافة الحوار بعيدا عن الجدل العقائدي الذي يعمق الخلافات، ومواجهة التحديات المشتركة بعد أن اختتم فعالياته بمشاركة واسعة من مفكرين وعلماء دين من مختلف الدول الإسلامية، وحضور شخصيات بارزة مثل شيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب، ورغم أهمية هذه التوصيات، فإننا نتمنى أن تتحول هذه الرؤية الى سياسات ملموسة. اذا كان من المفترض أن يكون هناك عرض لآليات واضحة لتنفيذ هذه التوصيات مثل: إنشاء هيئة متابعة الحوار الإسلامي تضم علماء ومفكرين وسياسين من مختلف الدول الإسلامية لوضع خطط زمنية للتنفيذ، وتقديم تقرير سنوي حول مدى التقدم المحقق والتعاون مع المؤسسات البحثية لوضع استراتجيات قابلة للتطبيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ففي السنوات الأخيرة شهد العالم الإسلامي انقسامات حادة سواء على المستوى السياسي أو المذهبي لذلك فإن دعوة المؤتمر إلى «إذابة الخلافات الثانوية تحت مظلة الأخوة الإسلامية» تبدو طموحة.
وعلي صعيد آخر ومن بين النقاط البارزة التي خرج بها المؤتمر التأكيد على دعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال.. فهذه الدعوة ليست جديدة لكنها تكتسب أهمية متزايدة في ظل التطورات الجيوسياسية الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك تطرقت التوصيات أيضا إلى ضرورة «توحيد الجهود لمواجهة الفقر والتطرف»، وهي قضايا أساسية تعاني منها المجتمعات الإسلامية وفقاً لإحصائيات البنك الدولي، فإن اكثر من 30% من سكان الدول الإسلامية يعيشون تحت خط الفقر فيما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الجماعات المتطرفة تستغل هذه الظروف لإستقطاب الشباب، لذلك فإن التوصية بمراجعة « التراث الفكري والثقافي» لمواجهة الفكر المتطرف تبدو ضرورية وتتطلب رؤية عملية واضحة تشمل اصلاح المناهج التعليمية، تعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر خطاب الإعتدال ،وتوفير فرص اقتصادية للشباب.
كما لفت المؤتمر إلى أهمية دور المرأة والشباب، داعياً إلى تبني استراتجية جديدة تعكس تطلعاتهم ورؤيتهم لمستقبل الإسلام في عالم متغير وبالتحديد العالم التكنولوجي والرقمي، ورغم أهمية هذه الدعوه فإن تمثيل المرأة في الهيئات الدينية والمجالس الفقهية لا يزال محدوداً، مما يفرض تحدياً حقيقاً أمام تحقيق هذه التوصيات على أرض الواقع.
كما جاء اعلان الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين بأنها ستتابع تنفيذ مقررات المؤتمر مع التحضير لتنظيم النسخة الثانية في القاهرة بالتنسيق مع الأزهر الشريف فإن هذا الإلتزام يعد مؤشراً ايجابياً على جدية المؤتمر وبوادر خيرة في ترجمة التوصيات الى خطوات عملية إذ يبقى نجاح هذه المبادرات مرهوناً بقدرتها على تجاوز التحديات السياسية والمذهبية وتحويل « ثقافة التفاهم» إلى سياسات ملموسة تسهم في بناء مجتمعات اسلامية أكثر استقرارا ووحدة، الهدف الذي عملت عليه مملكة البحرين واكدت عليه وبقوة من خلال عقدها لهذا المؤتمر ونجاحة بكل مقوماته.
على زاوية الناصيةومن هذا المنطلق لا تتوقف عجلة التقدم في البحرين، فهناك استثمار دائم في الابتكار، واستغلال أمثل للوقت، وتحقيق مستمر للإنجازات، هذه الديناميكية تجعل البحرين نموذجاً يُحتذى به في التطوير المستدام، حيث تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق يعكس طموحاتها وتطلعاتها التنموية. إذ تشهد البلاد بفضل رؤية قيادتها الحكيمة، والتزام شعبها الدائم بالتقدم، سلسلة من الفعاليات والإنجازات المتواصلة التي تعكس روح العزيمة والتقدم من خلال الفعاليات الاجتماعية، والرياضية، والطبية، والثقافية، والسياسية التي تبرز البحرين كمركز ديناميكي يعزز الاستثمار في الطاقات البشرية حيث تبقى البحرين نموذجاً فريدا للنجاح المستمر في مختلف المجالات ومنها كان مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي واليوم الرياضي والاحتفال بالزواج الجماعي ومعرض البحرين للحدائق، وتميز البحرين في العلاج الطبي كفقر الدم المنجلي وفوز البحرين برئاسة الجمعية البرلمانية الآسيوية للدورة القادمة 2026 كل هذا في وقت قصير وفي أيام معدودة تحققت الأسبوع الماضي فهنيئاً لك يا بحريننا.
0 تعليق