عمر البلوشي
«ممتلكات» العلامة الفارقة في هذا الإنجاز التاريخي
مع إسدال الستار على الموسم الحالي من بطولة العالم للفورمولا1، حقق فريق مكلارين المملوك لشركة ممتلكات البحرين القابضة «صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين» إنجازاً تاريخياً باستعادته لقب بطولة الصانعين لأول مرة منذ عام 1998، متفوقاً على منافسه العريق فريق فيراري، حيث يعيد هذا الإنجاز «مكلارين» إلى القمة في رياضة السيارات العالمية بعد عقود من السعي لاستعادة الهيمنة.
وشهد السباق الأخير في أبوظبي إنجازاً تاريخياً، حيث كان فارق النقاط بين «مكلارين» و»فيراري» متقارباً للغاية، مع أفضلية لصالح «مكلارين» بتقدمه في المجموع والصدارة، ليدخل الفريق الحلبة بعزيمة قوية، مع استراتيجيات دقيقة وأداء استثنائي من سائقيه البريطاني لاندو نوريس والأسترالي أوسكار بياستري.
وتمكن السائقان من تحقيق مراكز متقدمة في السباق، حيث احتل نوريس المركز الأول وبياستري المركز الثالث، مما منح الفريق النقاط الكافية لتخطي فيراري في الترتيب العام.
العودة إلى القمة بعد 26 عاماً
يُعد هذا اللقب الأول لـ«مكلارين» في بطولة الصانعين منذ عام 1998، وهو العام الذي شهد تألق السائق الأسطوري ميكا هاكينن تحت قيادة المدير السابق رون دينيس.
ومنذ ذلك الحين، مر الفريق بفترات من التراجع نتيجة التغيرات التقنية والمنافسة الشديدة، لكن هذا الموسم شهد تحولاً جذرياً وخاصة مع منتصف عام 2024.
ومن أسباب تفوق «مكلارين» هذا الموسم الاستراتيجية المتقدمة التي تركزت على تطوير السيارة طوال الموسم، مع إدخال تحسينات تقنية بشكل مستمر عززت الأداء في الحلبات المختلفة، وكذلك تناسق السائقين، حيث قدم سائقا الفريق مستويات عالية من التناغم، مع قدرة على تسجيل النقاط في معظم السباقات، مما ساعد على تعويض أي خسائر محتملة، كما تفوق مكلارين في إدارة الإطارات، وهو عنصر كان حاسماً في السباقات ذات الظروف المتغيرة.
ومن الجانب الآخر، عانى فريق «فيراري» من أخطاء تكتيكية وتأخر في تطوير السيارة في بعض الجولات الحاسمة، مما فتح المجال أمام مكلارين للتقدم، إلى جانب تراجع فريق ريدبول في فترات حاسمة من الموسم خلال النصف الأول من العام الجاري.
ومن أبرز نجاحات «مكلارين» خلال الموسم الجاري تحقيق الانتصارات في السباقات الرئيسية، ومنها جائزة ميامي الكبرى حقق الفريق فيها فوزه الأول في الموسم، مما أعطاه دفعة معنوية قوية، وجائزة أبوظبي الكبرى التي أنهى فيها الموسم بانتصار حاسم، ضمن له التفوق في بطولة الصانعين.
كما تألق «مكلارين» في سباقات السرعة ومنها جائزة قطر الكبرى التي حقق خلالها أوسكار بياستري المركز الأول، وجاء زميله لاندو نوريس في المركز الثاني، مما أضاف نقاطاً حاسمة لبطولة الصانعين، إلى جانب الهيمنة في التجارب التأهيلية.
وكان للتعاون الاستراتيجي بين السائقين في سباقات مثل جائزة البرازيل الكبرى، وتبادل السائقان المراكز لتعزيز حصيلة النقاط الجماعية، وعمل الفريق على تطوير السيارة التي شهدت تحسينات تقنية مستمرة على مدار الموسم، مما أظهر تفوقًا في الأداء والكفاءة مقارنة بمنافسيها.
دور القيادة الجديدةأحد العوامل المهمة في هذا الإنجاز هو القيادة الجديدة للفريق، التي أعادت التركيز على الابتكار والشراكات التقنية، حيث استطاع المدير التنفيذي زاك براون والمدير التقني جيمس كي بناء فريق قوي من المهندسين والمصممين، مع الحفاظ على روح المنافسة.
دور «ممتلكات» في تألق وإنجاز «مكلارين»
تعتبر الشراكة الوثيقة مع شركة ممتلكات البحرين القابضة، التي تمتلك مجموعة مكلارين، أحد أبرز العوامل الداعمة لنجاح «مكلارين».
ومنذ دخول «ممتلكات» كشريك استثماري رئيس في عام 2007، لعبت الشركة دوراً حاسماً في تحقيق الاستقرار المالي للفريق ودعمه خلال الفترات الصعبة. ولم تقتصر استثمارات «ممتلكات» على الدعم المالي فقط، بل ساهمت في تشكيل رؤية استراتيجية طويلة المدى للفريق، شملت التركيز على تطوير التكنولوجيا واستقطاب الكفاءات بتعيين الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة رئيساً تنفيذياً لممتلكات.
احتفالات وأصداء الإنجاز
احتفلت «مكلارين» بعودة اللقب وسط فرحة عارمة من أعضاء الفريق والجماهير، وذلك مع تصريح زاك براون قائلاً: «هذا الفوز هو شهادة على الجهد الجماعي والتفاني الذي بذله الجميع، ونحن فخورون باستعادة مكانتنا بين الكبار».
كما عبّر السائقون عن فخرهم بالمساهمة في كتابة فصل جديد في تاريخ الفريق.
مستقبل «مكلارين».. عصر جديد من النجاحات
مع تحقيق هذا اللقب، يبدو أن «مكلارين» على أعتاب دخول عصر جديد من النجاحات، مع مساعي الفريق للحفاظ على لقب الصانعين والتنافس على لقب السائقين في المواسم المقبلة، وتعزيز استثماراته في الابتكار والتكنولوجيا بدعم من شراكته مع البحرين. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول ليس فقط لـ»مكلارين»، بل لرياضة الفورمولا1 ككل، حيث يعيد روح التحدي والإثارة إلى المنافسة بين عمالقة الرياضة.
0 تعليق