وليد صبري
191٪ زيادة في صادرات المنامة إلى بكين على أساس سنوي..
البحرين منطقة التلاقي للحضارات الشرقية والغربية ونموذج للتعايش بين الأديان
دور بحريني مهم في حفظ أمن وسلامة الملاحة وإمدادات الطاقة إقليمياً
الصين ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين وأكبر مصدر لوارداتها
مدينة التنين تضم 799 محلاً بإشغال ٪100.. وأكثر من 400 مليون دولار المبيعات السنوية
285.981 مليار دولار التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال عام
الصين ترغب في العمل مع البحرين والعرب للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية
«الصين تقدر دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، فهي دعوة تعزز الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين»، بهذه العبارة لخص سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين ني روتشي موقف بكين من دعوة جلالة الملك العظم، في وقت كان في حديثه عن العلاقات البحرينية الصينية كثير التفاصيل التي ذهبت حد اعتبار أن هذه العلاقات تدخل إلى أفضل فترة في تاريخها.
السفير الصيني ني روتشي أسهب، في حوار خص به «الوطن»، بالحديث عن أدوار البحرين المتنامية إقليمياً ودولياً، حيث أكد أن المملكة تشارك بفاعلية في الحفاظ على سلام واستقرار وأمن المنطقة، وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة وإمدادات الطاقة، قبل أن يؤكد أن بكين تولي اهتماماً كبيراً بموقع البحرين الجغرافي وتأثيراتها الهامة في المنطقة، خاصة وأن المملكة منطقة التلاقي للحضارات الشرقية والغربية ونموذج للتعايش السلمي بين الأديان.
ولم يفت السفير الصيني تسليط الضوء على أن هذا العام يصادف الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين، قبل أن يستذكر إعلان إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين خلال زيارة الملك المعظم للصين، وما جرى من توافق مهم حول مواصلة تعزيز وتطوير التبادلات والتعاون في مختلف المجالات.
وفيما يخص العلاقات التجارية والاقتصادية بين البحرين والصين، كشف السفير ني روتشي عن معلومات وأرقام بينها أن الصين ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين وأكبر مصدر لوارداتها، وأن التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بلغ 2.186 مليار دولار، إضافة إلى 1.88 مليار دولار أمريكي للتبادل التجاري غير النفطي بزيادة 3.3%، و191.3% زيادة في صادرات البحرين إلى الصين على أساس سنوي.
وعن الشركات الصينية في البحرين أكد أن «هواوي» أكبر شركة صينية في البحرين، مشيراً إلى أن مدينة التنين تطورت بشكل مطرد منذ إنشائها في عام 2015.
وأوضح السفير ني روتشي أن مدينة التنين تضم 799 محلاً تجارياً ويصل معدل الإشغال إلى 100%، بينما يمتلك البحرينيون 60 محلاً فيها ما يخلق ألف فرصة عمل.
وتابع أن مدينة التنين تشهد بيع أكثر من 150 ألف منتج بجودة عالية وسعر منخفض، ما يجعلها الخيار الأول للتسوق للمستهلكين من البحرين والدول المجاورة، وهو ما يمكن التدليل عليه بوصول معدل الزيارة اليومية إلى المدنية لـ30 ألف شخص، مع وصول قيمة المبيعات السنوية في «مدينة التنين» إلى أكثر من 400 مليون دولار، ما يثري سوق البحرين ويلعب دوراً إيجابياً لتعزيز النمو الاقتصادي.
وأوضح السفير الصيني أن بكين تعد أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول التعاون الخليجي خلال عام واحد 285.981 مليار دولار، بينما بلغ 236.078 مليار دولار في أول 10 أشهر من 2024.
وفي الشق الدولي شدد سفير الصين لدى البحرين على ضرورة وضع جدول زمني وخارطة طريق حول تنفيذ «حل الدولتين»، مؤكداً أن بكين ترغب في العمل مع البحرين والدول العربية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينيـــة.
وإلى نص الحوار:ما هي أفكاركم وخططكم فيما يتعلق بتطوير العلاقات بين البحرين والصين في المرحلة المقبلة؟
- تولي الصين دائماً أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع البحرين.
يصادف هذا العام الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين، وهو أيضاً عام مهم في تاريخ العلاقات الصينية البحرينية.
وفي مايو الماضي، قام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم بزيارة دولة تاريخية للصين، وأعلن هو والرئيس شي جينبينغ عن إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والبحرين، وتوصلا إلى توافق مهم حول مواصلة تعزيز وتطوير التبادلات والتعاون بين الصين والبحرين في مختلف المجالات.
لقد دخلت العلاقات الصينية البحرينية إلى أفضل فترة في التاريخ، وفتح التعاون الثنائي في مختلف المجالات فصلاً جديداً.
إن إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والبحرين لا تثبت وسع النطاق وعمق الدرجة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات فحسب، بل تعكس أيضاً الرغبة القوية لدى الجانبين في مواصلة تعميق التعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.
وفي المرحلة المقبلة، ترغب الصين في مواصلة العمل مع البحرين من أجل التنفيذ المشترك للتوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون العملي، وتعزيز التنسيق في القضايا الدولية والإقليمية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والبحرين بالشكل المستمر.
كيف تقيمون جهود البحرين في حفظ أمن الملاحة وإمدادات الطاقة في الخليج والمنطقة؟
- لطالما كانت البحرين قناة مرورية وتجارية مهمة، وظلت تشارك بفاعلية في الحفاظ على سلام واستقرار وأمن المنطقة، وتلعب دوراً هاماً في صيانة سلام الملاحة وإمدادات الطاقة إقليمياً.
ويولي الجانب الصيني اهتماماً بموقع البحرين الجغرافي وتأثيراتها الهامة في المنطقة، ويستعد للتعاون في الحفاظ على سلام واستقرار المنطقة.
كيف تنظر الصين إلى البحرين فيما يتعلق بالتسامح الديني والتعايش السلمي وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي؟ وكيف تنظرون إلى إنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي؟
- تقع البحرين في منطقة التلاقي للحضارات الشرقية والغربية وتعتبر نموذجاً للتعايش السلمي لحضارات وأديان مختلفة، وتتمتع الصين أيضاً بالتقليد التاريخي المتمثلة في التعايش السلمي والاستفادة المتبادلة لأديان مختلفة.
فتدفع البحرين بالتسامح الديني والتعايش السلمي عبر إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدعو للتسامح والتعايش في المجتمعات الإقليمية والدولية، وهو ما يتفق بشكل كبير مع موقف الصين المتصف بالدعوة إلى الاحترام المتبادل والوئام مع إبقاء الاختلاف، فتدعم الصين البحرين للعب دور أكبر في هذا الصدد.
البحرين دعت إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الـ33.. كيف ترون تأثير ذلك على تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم؟
- تقدر الصين دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيعزز الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين.
وتتخذ الصين والبحرين الموقف المتشابه بشأن القضية الفلسطينية، حيث تدعم الصين بقوة فلسطين في تحقيق الدولة المستقلة و»حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين».
وتدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفعالية أكثر، ووضع جدول زمني وخارطة طريق حول تنفيذ «حل الدولتين».
وترغب الصين في العمل مع البحرين والدول العربية الأخرى من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والصين؟ وما قيمة الصادرات والواردات بين البلدين؟
- وفقاً للإحصاءات البحرينية، وفي عام 2023، تعتبر الصين ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين وأكبر مصدر لوارداتها، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 2.186 مليار دولار أمريكي، ومن بينها بلغت قيمة الصادرات الصين إلى البحرين 2.15 مليار دولار أمريكي وبلغت قيمة صادرات البحرين إلى الصين 36 مليون دولار أمريكي.
في هذا العام، يشهد التعاون الاقتصادي والتجاري نمواً مطرداً. خلال الفترة بين يناير وأكتوبر، بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 1.88 مليار دولار أمريكي، بزيادة 3.3% على أساس سنوي، ومن بينها بلغت قيمة واردات البحرين من الصين 1.818 مليار دولار أمريكي، بزيادة 1% على أساس سنوي، وبلغت قيمة صادرات البحرين إلى الصين 64 مليون دولار أمريكي، بزيادة 191.3% على أساس سنوي.
ما أبرز شركة صينية في البحرين؟
- تعتبر شركة هواوي أكبر شركة صينية في البحرين.مدينة التنين تعد أكبر مركز تسوق صيني للبيع بالجملة والتجزئة في البحرين.
هل لنا أن نتطرق إليها؟
- تطورت مدينة التنين بشكل مطرد منذ إنشائها في عام 2015.
حالياً، تضم المدينة 799 محلاًَ تجارياً ويصل معدل الإشغال 100%، ومن بينها، يملك البحرينيون 60 محلاً، مما يخلق أكثر من 1000 فرصة عمل.
وتباع أكثر من 150 ألف نوع من المنتجات في المدينة بجودة عالية وسعر منخفض.
فأصبحت المدينة الخيار الأول للتسوق بين المستهلكين من البحرين والدول المجاورة، فيبلغ معدل زائرها اليومي حوالي 30 ألف نسمة قبل الوباء وتجاوزت قيمة المبيعات السنوية 400 مليون دولار أمريكي، ما يثري سوق البحرين بشكل كبير ويلعب دوراً إيجابياً لتعزيز النمو الاقتصادي البحريني والتعاون الاقتصادي التجاري الصيني البحريني.
ماذا عن العلاقات الصينية الخليجية؟ وكم يبلغ حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون والصين؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟
- تحافظ الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على تبادلات ودية وتم تأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وكانت الصين أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة، وأجرى الجانبان تعاوناً واسعاً في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار المتبادل وغيرها من المجالات التقليدية، وشهد التعاون في مجالات الجيل الخامس للاتصالات والطاقة المتجددة والفضاء والاقتصاد الرقمي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة تطوراً مزدهراً، وتكثف التبادلات الشعبية والثقافية بشكل متزايد. في عام 2022، انعقدت القمة الصينية الخليجية الأولى، مما دفع العلاقات الصينية الخليجية إلى مستوى جديد.
وفقاً للإحصاءات الصينية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي 285.981 مليار دولار أمريكي، ومن بينها بلغت قيمة صادرات الصين إلى دول المجلس الستة 112.738 مليار دولار أمريكي وبلغت قيمة واردات الصين من الدول الستة 173.243 مليار دولار أمريكي.
وخلال يناير وأكتوبر هذا العام، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الستة 236.078 مليار دولار أمريكي، ومن بينها بلغت قيمة صادرات الصين إلى دول المجلس الستة 105.466 مليار دولار أمريكي وبلغت قيمة واردات الصين من الدول الستة 130.612 مليار دولار أمريكي.
توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم خلال زيارة جلالة الملك المعظم للصين
1- مذكرة التفاهم بين وزارة المالية والاقتصاد الوطني بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية بشأن إنشاء مجموعة عمل للاستثمار والتعاون الاقتصادي، وتهدف المذكرة إلى إنشاء مجموعة عمل للاستثمار والتعاون الاقتصادي وذلك لتطوير التعاون الاقتصادي والفني والتجاري بين البلدين.
2- مذكرة تفاهم بين شركة ممتلكات البحرين القابضة «ممتلكات» ومؤسسة الاستثمار الصينية ( CIC)، وتهدف المذكرة إلى التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية المحتملة بين الشركتين.
3- مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة بمملكة البحرين واللجنة الوطنية بجمهورية الصين الشعبية حول التعاون في المجال الصحي، وتهدف المذكرة إلى تعزيز علاقة الصداقة بين البلدين في مجالات الصحة والعلوم الطبية والمسائل الصحية على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
4- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية الصين الشعبية حول المناطق الصناعية، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الشراكة الصناعية وتبادل المنفعة بين البلدين وفقاً لقوانينهما.
5- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية حول التجارة الإلكترونية، وتهدف المذكرة إلى تعزيز التجارة الإلكترونية بين البلدين على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة.
6- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية بشأن الاقتصاد الرقمي، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الاقتصاد والاستثمار الرقمي بين البلدين تنفيذاً للخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035.
7- مذكرة تفاهم للتعاون بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بمملكة البحرين والإدارة الوطنية الصينية للفضاء بجمهورية الصين الشعبية، وتهدف المذكرة إلى تكثيف الجهود في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية، وتنظيم برامج تدريبية في مجال علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء.
8- اتفاقية تعاون بين وكالة أنباء البحرين ووكالة أنباء شينخوا بجمهورية الصين الشعبية، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز وتحديد شكل ومجالات التعاون بين الطرفين في مجال الأخبار وتبادل المعلومات.
9- مذكرة تفاهم بين مركز الاتصال الوطني ومجموعة الصين للإعلام، وتهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون المتبادل بين وسائل الإعلام والمؤسسات في مملكة البحرين والصين، وتعميق العلاقات البحرينية الصينية بشكل أكبر.
10- مذكرة تفاهم بين كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) وجامعة بكين بشأن التعاون الاستراتيجي في بعض المجالات، وتهدف المذكرة إلى تعزيز الصداقة المتبادلة والبحث الأكاديمي والتعاون التعليمي بين المؤسستين.
سفير الصين في البحرين خلال حواره لـ«الوطن»سفير الصين في البحرين خلال حواره لـ«الوطن»
0 تعليق