قلم أخضر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
•• قررت اليوم الخروج عن التقليدية في كتابة مقالتي الأسبوعية في الصحيفة العريقة «عكاظ».. أطلت مكوثاً أمام جهازي الحاسوبي لكتابة المقالة؛ ذلك لأنني أردت الكتابة عن الذكرى الخالدة داخل قلوبنا (يوم التأسيس).. فعجزت ماذا أدون عن وطن جمع شتات الجزيرة العربية في دولة التوحيد؟.. أقفلت جهازي، وتهيأت للعودة إلى الإطار القديم الذي كان يستخدمه الكتَّاب في الكتابة، وهي «القلم».

•• ما إن انتقلت من أحرف «الكيبورد» إلى أحرف أناملي؛ إلا وأخذتني روحي إلى «قلم أخضر» يقبع متماسكاً في محبرته.. أما لماذا اخترت هذا اللون؟ فلأنه لون علم بلادي أولاً، ولأنني كنت أدون به ملاحظاتي منذ بدايات تعاطي الكتابة.. أحسست في هذه اللحظات بأنني استعدت لياقتي الروحية والجسدية.. حتى قررت أن أهذّب أحرفي في الشارع المؤدي إلى محطة الكتابة عن الوطن.

•• أكتب عن الوطن اليوم وكل يوم وفي كل حال.. عن وطن عامر بالحياة لا أستطيع وصفه في سطور.. عن وطن نضجنا على فرن محبته فزدنا به التصاقاً.. عن وطن يأخذنا بين ذراعيه حين نبكي، ويزيد بهجتنا حين نسعد.. عن وطن يمنحنا قدراً كبيراً من التوازن الحياتي من أعتاب الدنيا.. عن وطن مرجعيتنا فيه عائلة حكيمة وملوك كرام وشعب عظيم.

•• من كان له وطن يحوِّل الأحلام إلى واقع؛ فليتنفسه ليستمتع بلذة حياة تحتل أعماقه.. ومن كان له وطن لا تسقط أوراقه في أي الفصول الأربعة؛ فليحصد قوة البدايات والنهايات.. ومن كان له وطن يغمره كطفل بحنان صافٍ؛ فليتنفس شموخه ومنجزاته لأنهما قناعا الروح.. أما أن نختزل الحياة في العيش في وطن دون عمل وإنجاز؛ فسنصبح مثل قشة في مهب الريح.

«ذكرى التأسيس» بلسان مواطن تنفس لذة الحياة:

أكتب عن نضجنا على فرن محبته، وأخذنا بين ذراعيه

أكتب عن وطن شامخ غمرنا كأطفال بحنان صافٍ

أكتب عن وطن حوَّل أحلام مواطنيه إلى واقع

أكتب عن وطن منجزاته أصبحت قناعاً لأرواحنا


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق