فريق بحثي يرصد معدل انتشار وتأثير الضغوطات الإقليمية والعالمية على اضطرابات الأكل بين طلاب الطب

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت دراسة قام بها فريق بحثي من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي على أهمية الدعم النفسي لطلبة كليات الطب، وخصوصًا طلاب السنوات الأولى، لتقليل نسبة الإصابة باضطرابات التغذية والأكل وتفادي مضاعفاتها. وشددت الدراسة التي نشرت حديثاً في مجلة Frontiers in Psychology ضمن تصنيف Q1 على أن ارتفاع نسب حدوث الإصابة باضطرابات التغذية والأكل أو المضاعفات الناتجة عنها يرتبط بشكل كبير بالتفاعل مع عوامل التوتر العالمية والإقليمية والمحلية.

وأوضح رئيس الفريق البحثي، أستاذ الفسيولوجيا الإكلينيكية ورئيس قسم علم وظائف الأعضاء بكلية الطب والعلوم الصحية، الدكتور يحيى محمد نجيب، أن اضطرابات التغذية والأكل تعد من بين أخطر أشكال الأمراض النفسية وقد تؤدي إلى مضاعفات متعددة في أجهزة الجسم المختلفة. ونظراً لمستويات التوتر المرتفعة، يكون طلاب الطب أكثر عرضة للتحديات النفسية والذهنية مما قد يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث اضطرابات التغذية والأكل. وتساهم الوصمة المجتمعية والمعلومات المضللة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، في تفاقم المشكلة، كما تسهم في نقص الإبلاغ وتفاقم تحديات البحث عن العلاج المناسب في وقت مبكر، حيث تظل اضطرابات التغذية والأكل ظاهرة غير مدروسة بالشكل الكافي في المنطقة مما يحد من خيارات الفهم والتشخيص والعلاج.

من جانبها، أوضحت الباحثة منيرة المحميد، الباحثة الأولى في الدراسة والطالبة في السنة الخامسة بكلية الطب والعلوم الصحية، أن الدراسة الحالية هدفت إلى تقييم مدى انتشار اضطرابات التغذية والأكل بين طلاب كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الخليج العربي والعوامل المساهمة المحتملة وتأثير جائحة كوفيد-19 كعامل توتر عالمي مستقل.

وقد اعتمدت الدراسة على استبانة تتكون من بيانات ديموغرافية واختبار EAT-26، بالإضافة إلى التوترات المرتبطة بجائحة كوفيد-19. أجريت الدراسة على طلاب كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الخليج العربي بدءًا من السنة التحضيرية وحتى السنة السادسة، وتم جمع البيانات من سبتمبر 2022 إلى فبراير 2023.

وأشارت الباحثة منى المطوع، الباحثة المشاركة في الدراسة والطالبة في السنة الخامسة بكلية الطب والعلوم الصحية، إلى أن 397 طالبًا وطالبة شاركوا في الدراسة. أظهرت النتائج أن 32.1% من الطلاب الذين تم اختبارهم، أغلبهم من الطالبات، يواجهون خطر ارتفاع الإصابة باضطرابات التغذية والأكل.

وبينت الدراسة أن الطلاب الذين يسكنون في سكن الجامعة أو سكن جماعي كانوا أقل عرضة للإصابة باضطرابات التغذية والأكل. كما أظهرت الدراسة أن الطلبة الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات التغذية والأكل كانوا من طلبة السنوات الأولى من الدراسة (السنوات ما قبل السريرية). وكما هو متوقع، ارتبطت حالة الصحة النفسية والعقلية بشكل كبير بزيادة تلك المخاطر. وكانت من أهم نتائج الدراسة إثبات أن التفاعل مع عوامل التوتر العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، ارتبط بشكل كبير بتدهور حالة الأفراد المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات التغذية والأكل.

واختتمت الباحثة منيرة المحميد حديثها قائلة: "لقد خلصت الدراسة إلى أن اضطرابات التغذية والأكل منتشرة بشكل كبير بين طلاب الطب، وأن زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض مرتبط بعوامل التوتر العالمية وبالتبعية الإقليمية والمحلية. كما سلطت الدراسة الضوء على المخاوف النفسية والعقلية التي لا تحظى بالتقدير الكافي، وهذا يستدعي زيادة برامج التوعية في الحرم الجامعي وتطوير برامج علاج اضطرابات الأكل المصممة بشكل فردي وزيادة الجودة الشاملة للحياة والتعليم."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق