Local

-OneArabia

حياكة السدو من الحرف التقليدية التي تضرب بجذورها في التراث الثقافي والاجتماعي بمنطقة الباحة، حيث يستخدم هذا الفن القديم المعروف بأنماطه وألوانه النابضة بالحياة في صناعة منتجات متنوعة مثل الأقمشة والسجاد والخيام، وهو يرمز إلى الهوية الثقافية والتميز الحرفي، ويعكس مهارات الأجداد الذين دمجوه في حياتهم اليومية.

تحدثت نساجة السدو شارة بنت حمد الغامدي لوكالة الأنباء السعودية عن أصول السدو، وأوضحت أنها تعود إلى حياة البدو في الصحراء، حيث كانت النساء ينسجن السدو لتلبية احتياجات الحياة اليومية، حيث كن يجمعن الصوف من الأغنام أو الإبل أو الماعز بعد قصه، ثم يغسل الصوف لإزالة الأوساخ والشحوم باستخدام الماء ويترك ليجف تحت أشعة الشمس.

وبعد أن يجف الصوف، يتم تمشيطه بأداة تسمى "المشط" أو "الحدادة" لفصل الألياف وتليينها. وتتضمن الخطوة التالية غزل الصوف يدويًا باستخدام المغزل، وهو أداة خشبية بسيطة تستخدم في لف الخيوط. ويختلف سمك هذه الخيوط حسب الغرض من استخدامها، فتكون رقيقة للنسج الناعم أو سميكة للسجاد.

صُبغ الصوف باستخدام ألوان طبيعية مشتقة من نباتات مثل الحناء. وتشمل ألوان السدو التقليدية الأحمر والأسود والأبيض والبني. وبعد الصباغة، استُخدم نول - وهو إطار خشبي أساسي - لشد خيوط السدى (الخيوط الطولية) بنمط محدد وفقًا للتصميم المطلوب.

كانت عملية النسج تبدأ بتمرير خيوط اللحمة (الخيوط المستعرضة) بين خيوط السدى باستخدام مكوك. وكانت أداة تسمى "الدفة" تضغط على هذه الخيوط بقوة لضمان تماسك القماش. وكانت هذه العملية تتكرر لإنشاء أنماط هندسية مميزة مثل المثلثات والمعينات. وبمجرد الانتهاء من النسج، كان القماش يُقطع من النول، وأحيانًا مع إضافة حواف أو زخارف.

تتميز جميع الأدوات المستخدمة في نسج السدو بالبساطة وسهولة الحمل، وهي تتناسب مع نمط الحياة البدوية البدوية في الماضي. وتستخدم أغلب الحرفيات تقنيات وأنماط تقليدية تعكس الثقافة المحلية؛ ويحمل كل تصميم قصصًا ورموزًا فريدة تنتقل عبر الأجيال من الأم إلى الابنة.

الأهمية الثقافية لنسيج السدو

ويظل نسج السدو رمزاً للتراث الثقافي في الباحة وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية، فهو يعكس هوية المجتمع وتاريخه، ويبرز بشكل بارز خلال المناسبات الوطنية مثل يوم التأسيس كبصمة ثقافية سعودية مميزة.

لقد تطور هذا الفن عبر الأجيال مع الحفاظ على جوهره كجزء من الهوية الثقافية. ويؤكد استمرار حضوره في المناسبات الوطنية على أهميته كرمز دائم للتراث السعودي.

With inputs from SPA

Story first published: Friday, February 21, 2025, 16:28 [GST]