أسهمت فرق كفاءة الإنفاق بالجهات الحكومية في الارتقاء بكفاءة تخطيط الإنفاق الحكومي من خلال أكثر من 4 آلاف مبادرة من عام 2019 وحتى عام 2024، وتنوعت المبادرات التي قدمتها الفرق التابعة للجهات الحكومية لتشمل مختلف المجالات منها التعليمية والصحية والمالية والصناعية والرياضية والموارد البشرية وغيرها، وبرزت قصص نجاح وطنية انعكس أثرها بشكل مباشر على الوطن والمواطن.

وفعّلت بالتعاون مع هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية، منطقة المدينة المنورة ممثلةً في أمانة المنطقة وهيئة تطويرها، حزما من المبادرات التي أسهمت في تحقيق جودة الإنفاق وتحسين جودة الخدمات المقدمة لسكان وزوار المنطقة، وبلغت نسبة رضا السكان عن جودة الحياة 66%، وانخفضت نسبة تعثر المشاريع إلى أقل من 1% عما كانت عليه في السابق، علاوةً على ذلك تم تطبيق نماذج تعاقدية مبتكرة أدت إلى ارتفاع معدل الامتثال في المنشآت إلى 94% خلال عام 2024.

واستمرارًا للنجاحات المتحققة في الارتقاء بكفاءة الإنفاق، استحدثت وزارة الخارجية 40 مؤشرًا معنيًا بكفاءة الإنفاق، كما وثقت الوزارة من خلال منصة الهيئة المخصصة لفرق كفاءة الإنفاق 27 مبادرة يقدر أثرها المالي بـ 1.7 مليار ريال، إضافة إلى عمل الوزارة على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين الراغبين في زيارة المملكة عبر مبادرة التحول الإلكتروني لتأشيرات الحج والعمرة، كما قامت الوزارة بإطلاق مبادرة التحول الإلكتروني لإصدار تأشيرات الزيارة والإقامة والعمل وتم تفعيلها في عام 2024.

وحرصت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في ظل التحول الرقمي السريع الذي تشهده المملكة، على تحسين كفاءة وأمان الخدمات الحكومية، بعد أن كانت تعتمد على مراكز بيانات تقليدية بتكاليف تشغيلية عالية ونقص في المرونة والقدرة على التوسع، وتم تمكين أكثر من 180 جهة للانتقال إلى «سحابة ديم» التابعة لمركز المعلومات الوطني، ما أسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية بالجهات الحكومية وتقليل تكاليفها، وتحقيق أثر مالي بلغ أكثر من 5 مليارات ريال نتيجة الاستفادة المثلى من الموارد التقنية وتحقيق فاعلية خدمات البنية التحتية.

وتحقيقًا للكفاءة التشغيلية، تأتي مبادرة «فعالية شارك» التابعة للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود لاستعراض البرامج والمشاريع التي تحقق كفاءة التشغيل وتقليل الهدر، وشارك في الفعالية منذ انطلاقها بعام 2020 أكثر من 400 مشروع يبلغ أثرها المالي المقدر بنصف مليار ريال، ومن أبرز المبادرات المشاركة بالفعالية مبادرة «الاعتماد الآلي للنتائج المخبرية» الهادفة لأتمتة إجراءات اعتماد ورفع نتائج التحاليل الطبية، كما أسهمت هذه المبادرة في تقليل الوقت المستغرق لرفع النتائج المخبرية بنسبة من 10% إلى 35%.

كما عمل فريق كفاءة الإنفاق في هيئة الصحة العامة «وقاية» ووزارة الصحة على مبادرة البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الإعاقة. وأوضحت الدراسات والأبحاث في المملكة أن هناك ارتفاعا بمعدل الإصابة بالأمراض الوراثية لحديثي الولادة بمعدل مولود لكل 1000 بمقارنةً بمولود لكل 4000 مولود عالميًا، ويهدف الكشف المبكر عن وجود أي إعاقات أو مشاكل صحية وبدء العلاج المناسب في وقت مبكر، وجرى تحليل البيانات المستخرجة من الفحوصات ودراسة 21 نوعًا من الأمراض الوراثية والاستقلابية الأكثر شيوعًا في المملكة مثل أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء، وإنشاء قاعدة بيانات لحصر جميع أنواع الأمراض الوراثية المشمولة بالبرنامج، لذا عملت «وقاية» ووزارة الصحة بالشراكة مع هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية على رفع نسبة التغطية للفحص المبكر لحديثي الولادة وذلك للحد من الإعاقة، إضافةً إلى متابعة الجهات المنفذة بشكلٍ شهري؛ ما أدى إلى تعزيز صحة الأطفال وتحسين جودة الرعاية الصحية، إلى جانب تحسين نظام الرصد والتقييم الصحي وتحفيز الوقاية والرعاية الصحية، وتقليل العبء النفسي والاجتماعي على والدي الطفل المصاب، ورفع الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد الصحية وكفاءة التخطيط المالي، إذ أدى ذلك إلى رفع الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد الصحية وكفاءة التخطيط المالي وتفادي تكاليف معالجة الحالات التي تكتشف في وقت متأخر بنسبة %56 والتي تقدر بنحو ملياري ريال.

إضافة لذلك، عمل مستشفى الملك فيصل التخصصي على تحقيق الكفاءة التشغيلية من خلال توثيق 70 مبادرة لتحسين كفاءة الإنفاق، إذ بلغ الأثر المالي عن تلك المبادرات 13 مليار ريال، ونجح المستشفى في معدلات زراعة الأعضاء وحقق تميزًا ملحوظًا في مختلف التخصصات التي شملت زراعات القلب، والرئة، والكبد، والكلى، والبنكرياس، ونخاع العظم والخلايا الجذعية، وفي إطار الجهود المستمرة نحو تحقيق الكفاءة، تم إنشاء مركز قيادة الطاقة الاستيعابية بالمستشفى، ونفذ المركز أكثر من 350 ألف إجراء تدخلي من خلال شاشات المتابعة اللحظية، كما أسهم المركز في التنبؤ بحجم الطلب لتقليل المخاطر، مما أسفر عنه انخفاض معدل انتظار المرضى بنسبة 33%.

وسعيًا للارتقاء بجودة المشاريع الحكومية في المنطقة الشرقية، فعّلت هيئة تطوير المنطقة نموذج عمل تكاملي لإعداد الميزانية المتعلقة بمشاريع المنطقة الشرقية عبر تطوير آلية لترتيب أولويات المشاريع بناءً على الاحتياجات المناطقية وخطط التنمية، كما قامت الفرق المختصة بدمج المشاريع ذات النطاقات المتشابهة مما أسهم في تحقيق أثر مالي مستدام بقيمة إجمالية بلغت 7.6 مليار ريال.

وأطلقت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية أخيرا الحملة التوعوية «الأول تحول» في نسختها الرابعة، للتعريف بالدور المحوري لفرق كفاءة الإنفاق بالجهات الحكومية في الارتقاء بكفاءة تخطيط الإنفاق الحكومي عبر مجموعة من الإجراءات والمبادرات.

وعملت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية بالتعاون مع الجهات الحكومية على رفع مستوى تبني ممارسات كفاءة الإنفاق وتعزيز الوعي، فأعدت 6 أدلة استرشادية عن تشكيل فرق تحقيق كفاءة الإنفاق في الجهات الحكومية، ومنهجية تحديد فرص رفع كفاءة الإنفاق، ودعم الفرق في نشر ثقافة كفاءة الإنفاق، وتحسين الأداء في برنامج ركائز استدامة كفاءة الإنفاق.

كما عقدت الهيئة ورش عمل متخصصة لمسؤولي فرق كفاءة الإنفاق، وقدمت أكاديمية الهيئة لهم مجموعة من الدورات التدريبية، عن منهجية تحديد فرص رفع كفاءة الإنفاق، وحل المشكلات، وإدارة التغيير، ومراجعة الإنفاق، ومهارات إدارة التنفيذ، وإعداد منهجيات السعة والطلب، والتميز التشغيلي.

وتهدف الهيئة إلى الإسهام في تحقيق كفاءة الإنفاق في الجهات الحكومية، والارتقاء بكفاءة وفاعلية عمليات المشتريات الحكومية، ورفع جودة المشروعات والأصول والمرافق، وتخطيط البنية التحتية والبرامج والمبادرات والعمليات التشغيلية، وتطوير السياسات والأنظمة والمنهجيات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية وتأهيلها.