في خطوة جديدة في ملف تبادل الأسرى، سلمت «حماس» اليوم جثمان الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس إلى الصليب الأحمر، بعد أن كان قد تم تسليم جثة خاطئة في وقت سابق. الحادث وقع عندما تم تسليم جثامين عدة محتجزين إلى إسرائيل في الأسبوع الماضي، فيما كان يُعتقد في البداية أن جثة الأم الإسرائيلية، شيري بيباس، كانت ضمن هذه الجثث. لكن بعد إجراء فحوصات الحمض النووي، تم اكتشاف أن الجثمان الذي تم تسليمه في البداية لا يطابق هوية بيباس.
الحادث ونتائجه:
في البداية، اتهمت إسرائيل «حماس» بخرق اتفاقات تبادل الأسرى والمحتجزين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والإعلامية. وجاء ذلك بعدما قال الجيش الإسرائيلي إن الفحص أظهر أن الجثة التي تم تسليمها من قبل «حماس» ليست لجثمان بيباس، بل كانت جثة فلسطينية. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف ما حدث بأنه خرق للاتفاقات وهدد برد قوي ضد «حماس» نتيجة لذلك.
وبينما كانت إسرائيل تستعد لاتخاذ إجراءات قانونية ضد «حماس»، أكدت الحركة الفلسطينية أنها كانت قد تلقت شكوى من الوساطات الدولية بشأن الحادث. وفي بيانها، أرجعت حركة حماس الخطأ إلى الظروف المعقدة التي تمر بها غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، حيث تداخلت الجثامين في المنطقة التي شهدت الهجوم، مما جعل من الصعب تحديد الهوية بدقة. كما أشارت «حماس» إلى أن التحقيق في هذه الحادثة قد بدأ بالفعل وأنها ستعمل على توضيح الصورة كاملة.
حماس تدافع عن نفسها:
من جانبها، استنكرت «حماس» الاتهامات الإسرائيلية، معتبرةً أن ما حدث يمكن أن يكون ناتجًا عن خطأ تقني بسبب الوضع في قطاع غزة. وأوضحت الحركة أن هدفها كان دائمًا هو احترام اتفاقات التبادل، وأن ما حدث كان غير مقصود.
كما قال قيادي في «حماس» أن الوضع في غزة بالغ التعقيد، وأن عملية تحديد هوية الجثامين قد تأثرت بالدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي في المنطقة. وأكد أن الحركة مستعدة لإجراء تحقيق شامل حول الواقعة.
إطلاق الجثمان الصحيح:
اليوم، وبعد فترة من التوترات، أعلنت «حماس» أنها قامت بتسليم الجثمان الصحيح لشيري بيباس إلى الصليب الأحمر. وتم تسليمه بشكل رسمي للجانب الإسرائيلي. هذه الخطوة اعتبرها البعض خطوة نحو تهدئة التوترات وتأكيد التزام «حماس» بالاتفاقات السابقة.
التطورات القادمة في ملف الأسرى:
في إطار اتفاقية التبادل، من المتوقع أن تواصل «حماس» والإسرائيليون التفاوض حول بقية الجثامين والأسرى. حيث أكدت «حماس» أنها ستفرج عن 6 أسرى فلسطينيين في المرحلة التالية من الصفقة. من جهة أخرى، أفاد مكتب إعلام الأسرى أن إسرائيل ستفرج عن 602 أسير فلسطيني غدًا السبت، بينما ستقوم بنقل 109 أسرى إلى الخارج.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس حيث أن تبادل الأسرى يعد أحد الملفات الأكثر تعقيدًا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان يُتوقع أن يسهم في تهدئة الأوضاع في المنطقة. ورغم الاتهامات المتبادلة، فإن الجانبين يواصلان التفاوض لتطبيق بقية بنود الاتفاق والتوصل إلى حلول للملفات العالقة.
0 تعليق