الغور الشمالي.. هل تنجح محاولات حماية المحاصيل الزراعية من خطر الصقيع؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الغور الشمالي- تتجدد مخاوف المزارعين في لواء الغور الشمالي التابع لمحافظة إربد، من خطر تشكل الصقيع الذي عادة ما يلحق أضرارا كبيرة بمحاصيلهم، وذلك على وقع منخفض جوي تشهده المملكة. اضافة اعلان
ومنذ أن دخل فصل الشتاء، يعيش عشرات المزارعين بحالة من الخوف والقلق، لا سيما أن الأعوام الماضية شهدت مزارعهم كوارث طبيعية، كموجات الصقيع والرياح القوية التي ساهمت في اقتلاع المئات من البيوت البلاستيكية وانتشار بعض الأمراض الفطرية جراء ارتفاع وانخفاض الحرارة بين الفينة والأخرى.
وفي محاولة منها للحد من آثار الصقيع، عملت مديرية الزراعة في اللواء على إنشاء غرف طوارئ في منطقتي الشونة الشمالية، ووادي الريان، بحسب مديرها المهندس محمد النعيم.
وأضاف النعيم لـ"الغد"، أنه تم تشكيل فريق من المهندسين الزراعيين من مختلف المجالات (الثروة الحيوانية، والزراعية، والحرجية) لمتابعة أي تأثيرات سلبية على المزروعات، ومن خلال تلك الفرق المختصة سيتم التعامل مع التطورات وسيتم تقديم النصح والإرشاد الزراعي والحيواني.
ودعا، المزارعين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لتلافي أضرار الصقيع المباشر على مزروعاتهم، ومواشيهم، خصوصا خلال هذه الأيام التي تشهد انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة.
وقال النعيم، إن الصقيع هو الحالة الجوية التي يتم فيها انخفاض درجات حرارة التربة أو الهواء المحيط بالنبات إلى ما دون الصفر المئوي؛ إذ يتأثر الإنتاج الزراعي في الأردن سنويا بالصقيع بدرجات متفاوتة، خصوصا الخضراوات وبعض الأشجار المثمرة أو التأثير المباشر على ثمارها، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن قطاع الثروة الحيوانية يتأثر أيضا بالصقيع مما يسبب نفوق العديد من الطيور والحيوانات.
الاجتماع مع المزارعين
كما أشار إلى أن المديرية قامت بإنشاء غرفتي طوارئ في اللواء في منطقتي الشونة الشمالية ومنطقة وادي الريان، إذ ستقوم الغرفتان من خلال فرق مجهزة بمتابعة الأحوال الجوية، ومتابعة أي تأثيرات على المزروعات. 
وأكد النعيم، أنه تم الاجتماع بالمزارعين والتأكيد على ضرورة تسجيل الحيازة لمزروعاتهم لضمان حقوقهم في حال ضرب الصقيع مزروعاتهم، مطالبا إياهم بضرورة العمل على سقايتها بالمياه.
ويتخوف مزارعون من أن المنخفض الجوي الذي يسود المملكة حاليا، قد يتسبب بموجات من الصقيع، قد تسهم في التأثير على بعض المزروعات المكشوفة في وادي الأردن وتلحق بهم خسائر فادحة.
وباشر العشرات منهم في منطقة وادي الأردن بالتحضير لمواجهة المنخفض من خلال استخدام الطرق التقليدية، وهي جمع الإطارات المطاطية والحطب، وتحضير المبيدات لرش المزروعات الخضرية، وتعبئة البرك الزراعية لإسالة المياه في حال حدوث الصقيع.
ومع أن مزارعين يلجأون إلى شراء الكاوتشوك لاستخدامه في تدفئة المزروعات المكشوفة، فإن مديرية زراعة وادي الأردن، تنصح المزارعين بعدم حرق الإطارات لتدفئة النباتات، وذلك للأضرار البيئية التي تسببها.
وأكد المزارع محمد الزينات، أنه باشر بجمع إطارات "الكاوتشوك" المهترئة لاستغلالها في عملية ما يعرف بـ"التدخين" التي تحد من آثار موجات الصقيع المتوقعة خلال الأيام المقبلة، وتفاديا لوقوع أي من الخسائر المالية التي تطال القطاع الزراعي في كل عام، وخصوصا من موجات الصقيع.
وقال المزارع خالد العيد، إنه "لا يوجد وسيلة أرخص وأفضل من إطارات "الكاوتشوك" رغم علمه بأضرارها البيئية، باعتبارها وسيلة تدرأ خطورة الموسم المطري في ظل تقاعس المعنيين عن التواصل مع المزارعين وإرشادهم" مؤكدا "أن المنخفضات السابقة شهدت تشكل صقيع أثر على المزروعات".
إحراق إطارات لتدفئة النباتات
أما المزارع محمد الكايد، فيقول إن الطرق التقليدية من أفضل الوسائل التي تساعد المزارعين تفاديا لأضرار الصقيع، رغم أنها في بعض الأحيان غير ناجعة، كإحراق الإطارات أو حرق جفت الزيتون، مع إدراكهم بأنها مضرة بصحة المزارعين والمزروعات جراء الغازات المنبعثة من عمليات الحرق.
من جانبها، دعت مديرية الزراعة في لواء الغور الشمالي، المزارعين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة أي طارئ، غير أنه لم ينصح بحرق الإطارات لتوفير تدفئة للنباتات، لأن لها أضرارا بيئية ويجب تحاشيها قدر الإمكان، والاستعاضة عنها بحرق الحشائش وحرق المخلفات الحيوانية، أو أي شيء يساعد في تدفئة المحاصيل عند بداية البرودة أو استخدام الكبريت أو رش الكبريت السائل عن طريق الماتورات.
وأكدت، ضرورة متابعة المزارعين للنشرة الجوية حتى يتسنى لهم القيام بالإجراء الصحيح لحماية مزروعاتهم، خصوصا أن الموسم الزراعي الشتوي من أهم المواسم الزراعية، بسبب تنوع المحاصيل وإنتاج العديد منها جراء تطور الأساليب العلمية للزراعة ودخول التطور في أساليبها، إلى جانب التسهيلات الممنوحة للمزارعين.
يذكر أن المزارعين يتعرضون للخسائر في كل موسم جراء إقبالهم على زراعة "محاصيل تقليدية"، تنخفض أسعارها بشكل كبير نتيجة الكميات الكبيرة التي قد يتم إنتاجها، وبالتالي تعرضهم للخسارة، في ظل خسائر متتالية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود "330 ألف دونم قابلة للزراعة في وادي الأردن، المستغل منها فعليا 270 ألف دونم فقط، موزعة في مناطق الشونة الجنوبية 110 آلاف دونم قابلة للزراعة المستغل منها 83 ألف دونم، بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، وفي دير علا 85 ألف دونم قابلة للزراعة تمت زراعة 83 ألف دونم وتعتبر أعلى نسبة.
مشروع قانون صندوق التكافل
والأسبوع الماضي، أقر مجلس النواب مشروع قانون صندوق التكافل للحد من المخاطر الزراعية، الذي يسعى لتحقيق التكافل والتعاون للمزارعين المشتركين في الصندوق، لمواجهة المخاطر الزراعية، وتشجيع الاستثمار بتقليل الخسائر الناجمة عن المخاطر الزراعية، وتمكينه من تعويض المزارع غير المشترك فيه 25 % من أضرار الصقيع.
وبموجب مشروع القانون، سينشأ الصندوق، ويجري تحديد آلية إدارته وإجراءات قيامه بعمله وموارده المالية، وأوجه إنفاقه منها، وتمكينه من تعويض المزارعين غير المشتركين فيه عن ضرر الصقيع.
وأثناء تناولهم لمشروع قانون صندوق التكافل، ناقش النواب تعويض المزارعين فوريا بعد تعرضهم للكوارث الطبيعية، وإلزام شركات التأمين بذلك، كما بحثوا نسب تعويض المزارعين واشتراكاتهم، إذ سيكون الصندوق بنظام الاشتراك حال إقرار قانونه. كما سيمكن المزارع من دفع نسبة من الاشتراك حسب نوع المخاطر التي تتعرض لها المنطقة الزراعية، ما يؤدي لتجنب المزارع، الزراعة في مناطق خطرة، ويخلق المسؤولية لديه وتحملها مع الوزارة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق