بر الوالدين

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في برنامج تلفزيوني يُطْلع المشاهدين على أوضاع دار رعاية المسنين، رصدت الكاميرا امرأة من النزيلات تبدو في كامل قوّتها الجسدية، طلب منها المذيع أن توجه كلمة، فقالت عبارة تدمي القلب: أنا أم، وأريد من كل الأمهات إرضاع أطفالهن حليب الكلاب في صغرهم، لعلّ وعسى أن يكتسبوا صفة الوفاء في كبرهم!

لم نرّ سوى جانباً صغيراً من حكاية تلك المرأة مع أبنائها، ولكننا متأكدون من وجود آلاف الحالات لأبناء أودعوا آباءهم أو أمهاتهم في دور الرعاية للتخلص من أعبائهم، وهو أمر غير مألوف ومعيب في بيئتنا الشرقية والإسلامية، وإن وُجِدَتْ فهي حالات شاذة.

فما يميز بيئتنا هي العلاقات الأسرية المترابطة والبر بالوالدين والتكافل الاجتماعي، وحين يكون الشخص ممدوحاً يُقال عنه: «مرضي من والديه»، وحين يكون مذموماً: «مَنْ لا خير له في والديه، فلا خير له في غيرهم»، فرعاية الأبوين والبر بهما من مكارم الأخلاق.

لذلك نرى أعداد دُور رعاية العجزة والمسنين في مناطقنا قليلة مقارنة بعدد سكانها، فالآباء بشكل عام يعيشون حالة اطمئنان بوجود أبنائهم حولهم، وبالمقارنة مع الدول الغربية فمن له ابن أو ابنه يتكفل بدفع تكلفة تلك الدور لهم فهذا يعدونه قمّة البِرّ.

لا ننكر أهمية وجود تلك المراكز الاجتماعية بسبب متغيرات وصعوبة الحياة وقلّة الفرص، حيث يتجه الشباب للعمل ساعات طويلة أو لمغادرة ديارهم للبحث عن لقمة العيش، فلا يجد وسيلة إلا اللجوء لتلك المراكز للعناية بأمه أو أبيه، ويتركهم مكرهاً وآسفاً، ومتحيّناً تحسّن الظروف للاجتماع بهم مجدداً.

ولكن، وللأسف الثقافة الغربية التي تنشئ الإنسان على الفردانية تؤدي به أن يتخلّى عن أي شخص مهما كان قريباً إذا تعارض مع مصلحته الشخصية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق