إسرائيل تحاول إقناع دروز سوريا لرفض الحكومة الجديدة ونزع السلاح على الحدود

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

على خلفية الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لعدد من المواقع في الجنوب السوري، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المثيرة للجدل بشأن "حماية الأقليات" في سوريا، بدأت تظهر بوادر خطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى التأثير على الأقلية الدرزية في سوريا ودفعها إلى رفض الحكومة الجديدة. تأتي هذه التطورات في وقت حساس يعصف بالتوازن السياسي والأمني في سوريا، مما يثير المزيد من الجدل حول الدور الإسرائيلي في هذا الصراع.

دعم الدروز في سوريا بمليار دولار

وفقًا لمصادر مطلعة، تسعى إسرائيل إلى إقناع الأقلية الدرزية في سوريا بمساعدتها في دفع دروز سوريا إلى معارضة الحكومة الجديدة. ووفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن إسرائيل زعمت أنها ستنفق أكثر من مليار دولار لدعم هذه الفئة ودفعها للتأثير في المسار السياسي في سوريا. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة إسرائيلية لتقوية نفوذها داخل المجتمع الدرزي السوري الذي يواجه تحولات سياسية وإقليمية قد تكون لها تبعات كبيرة على المستقبل السوري.

إسرائيل تحاول تغيير مسار التحولات السياسية في سوريا

من ناحية أخرى، أفادت مصادر إسرائيلية بأن تل أبيب تسعى إلى إقناع القوى العالمية بضرورة دعم إنشاء نظام اتحادي في سوريا يعتمد على تقسيم البلاد إلى مناطق عرقية مستقلة. هذا المقترح يشمل أيضًا جعل المناطق الحدودية الجنوبية لسوريا منزوعة السلاح، في محاولة لخلق بيئة آمنة أكثر لإسرائيل. إسرائيل تعتبر التحولات السياسية في سوريا تهديدًا متزايدًا لها، وتسعى إلى التأثير في مجريات الأحداث، بما في ذلك محاولة التأثير على مواقف الدروز السوريين الذين يظهرون انقسامات حادة بشأن النظام الجديد.

التهديدات الإسرائيلية والأوضاع الداخلية في المجتمع الدرزي

في الوقت الذي تزعم إسرائيل أن بعض أفراد الطائفة الدرزية في سوريا تقدم دعماً لإسرائيل، يعبر آخرون عن مخاوفهم من النظام الجديد، معتبرين أنه يشكل تهديدًا لمصالحهم الوطنية. على الرغم من ذلك، خرجت العديد من الاحتجاجات الشعبية في المناطق الدرزية منددة بالمخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى تقسيم سوريا. في هذا السياق، أكد زعماء الطائفة الدرزية تمسكهم بوحدة سوريا، مشددين على أن مشروعهم هو مشروع سوري وطني.

إسرائيل في الجولان: التدخلات العسكرية ومخاوف مستقبلية

منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر من العام الماضي، أقدمت القوات الإسرائيلية على التوغل داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان المحتلة، وهي المنطقة التي تفصل بين الأراضي السورية والإسرائيلية منذ عام 1974. وقد سيطر الجيش الإسرائيلي على أكثر من 10 مواقع في تلك المنطقة، ما أثار المزيد من القلق في الأوساط السورية والعربية. كما سرعان ما توسعت القوات الإسرائيلية لتشمل مناطق ونقاطًا جديدة بالقرب من الجولان، مستغلة هذه الفرصة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

الاحتجاجات في الجنوب السوري وموقف الشيخ الهجري

في وقت حساس، أثارت تصريحات نتنياهو حول حماية الأقلية الدرزية موجة من الاحتجاجات في العديد من المناطق الجنوبية في سوريا. رغم ذلك، أكد شيخ عقل طائفة الموحدين في سوريا، حكمت الهجري، مرارًا وتكرارًا أن مشروعهم هو مشروع سوري وطني، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد أرضًا وشعبًا. تصريحات الهجري هذه جاءت ردًا على محاولات إسرائيل للتدخل في الشؤون الداخلية السورية، حيث ترى بعض القوى أن هذه التدخلات تعقد الوضع وتزيد من تعقيد الصراع السوري.

مخاوف الطائفة الدرزية: تأييد لإسرائيل أم تمسك بوحدة سوريا؟

في الوقت الذي يبدو فيه بعض أفراد الطائفة الدرزية في سوريا مائلين إلى دعم إسرائيل، إلا أن العديد منهم يعبرون عن خوفهم من النظام الجديد. وفي المقابل، يؤكد آخرون دعمهم لسوريا ووحدتها، معلنين رفضهم لأي تدخلات خارجية. هذا الانقسام داخل الطائفة يعكس تباينًا في المواقف حول المستقبل السياسي لسوريا، ويعكس التحديات التي تواجهها الأقلية الدرزية في اتخاذ مواقف واضحة في ظل التحولات السياسية والإقليمية الحالية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق