مخاوف الركود تتصاعد.. والعريان يرى في سياسات ترامب تهديداً لمكانة أمريكا

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم تحذير الفيدرالي في أتلانتا من احتمال انكماش الاقتصاد، استبعد رئيس المجلس جيروم باول، الجمعة، ركود أكبر اقتصادات العالم، فيما أشار إلى أن استجابة المسؤولين لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتمد على التأثير النهائي لهذه التغييرات السياسية على الاقتصاد.
ترامب المقلق
خلال عطلة نهاية الأسبوع، رفض ترامب استبعاد احتمالية الركود بقوله إن الاقتصاد يمر بفترة انتقالية، مضيفًا: «ما يجب أن أفعله هو بناء دولة قوية، لا يمكنك الانشغال بتحركات سوق الأسهم»، وهو التصريح الذي أثار ذعر الأسواق بعد تعليقات مماثلة لوزير الخزانة.
المكانة الاستثنائية
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي محمد العريان أن المكانة الاستثنائية التي تتمتع بها الولايات المتحدة أصبحت مهددة إثر حالة انعدام اليقين على الصعيدين السياسي والاقتصادي الناجمة عن نهج إدارة الرئيس ترامب.
قال العريان في لقاء مع «بلومبيرغ»، إن المستثمرين بدأوا يُشككون في شفافية سياسات الإدارة الحالية، والتزامها بمبدأ سيادة القانون، وهذا أصبح يُثقل كاهل مختلف الأصول الأمريكية.
وأوضح رئيس كلية «كوينز» بجامعة كامبريدج، أن من بين نقاط القوة المميزة للولايات المتحدة هي القدرة على التنبؤ بسياساتها، وسيادة القانون، لكن التشكيك في هذين الأمرين تحديداً من شأنه تقويض مكانتها.
وتعقيباً على توقعات تفوق أداء الأسهم الأمريكية، والدولار، وارتفاع عوائد السندات السيادية، ذكر العريان أن هذه كلها تكهنات تلاشت في الوقت الراهن.
وأضاف أن هذا يرجع إلى المخاوف المتعلقة بآفاق نمو الاقتصاد الأمريكي، وأشار إلى احتمالات انتعاش نظيره الألماني إثر جهود الحكومة لزيادة الاستثمار في مجالات الدفاع والبنى التحتية.
مسار متقلب
ورجح مايكل ويلسون محلل «مورجان ستانلي»، استمرار الانخفاض الحالي في السوق الأمريكي حتى منتصف العام الجاري، قبل أن يرتفع «إس آند بي 500» لينهي العام عند 6500 نقطة، لكنه حذّر من أن ركود الاقتصاد قد يدفع المؤشر للهبوط بنسبة 20% أخرى عن مستوياته الحالية.
وأنهى «إس آند بي 500» تداولات الإثنين دون متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم لأول مرة منذ نوفمبر 2023، وهي إشارة فنية عادة ما تعني أن السوق انحدرت إلى منطقة الخطر، وكانت كافية في الماضي لتشجيع الفيدرالي أو البيت الأبيض على التدخل لدعم ثقة المستثمرين.
تسارع البيع
وهناك مقولة شهيرة في وول ستريت: «لا يحدث شيء جيد تحت متوسط 200 يوم»، ويحذر المحللون من تسارع عمليات البيع وتزايد التقلبات في هذه المرحلة، ويرون أن تدخل الإدارة الأمريكية أمر مستبعد الآن، خاصة بعدما قال ترامب إنه لا يلتفت لسوق الأسهم عند صياغة السياسات.
ورغم الإشارات من ترامب وإداراته حول تجاهل وول ستريت، وتركيز الفيدرالي في صياغة سياسته على أساسيات الاقتصاد، والتضخم تحديدًا، يقول محللون إن الرئيس الأمريكي والبنك المركزي قد يتدخلان لدعم السوق لكن ذلك لن يحدث على الفور، فهل هذا يعني أن الموجة البيعية ستستمر لبعض الوقت؟
سيتي بنك يخفض تصنيفه
خفض محللو «سيتي بنك» توصيتهم بشأن الأسهم الأمريكية هذا العام، بعد الخسائر التي تعرضت لها وول ستريت الإثنين بسبب مخاوف ركود أكبر اقتصادات العالم.
وقلص محللو المصرف الأمريكي في مذكرة نقلتها وكالة «رويترز»، نظرتهم للأسهم الأمريكية إلى «محايدة» من «زيادة الوزن»، وخفضوا كذلك تصنيف الديون الأمريكية ذات العائد المرتفع إلى «محايدة».
وعزا المحللون في المذكرة التي صدرت عقب إغلاق جلسة الإثنين، هذا التخفيض إلى تراجع مؤشر «إس آند بي 500» إلى ما دون متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، والأداء الضعيف للأسهم الرائدة في السوق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق