تكشف الأرقام التقريبية في عام 2024، أن 5.20 مليار نسمة في هذا العالم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، بنسبة 64%، وذلك مقارنة بمليار مستخدم تقريباً في العام 2010، كما يصل عدد المستخدمين (البالغين) حول العالم (أي أولئك الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق) 87%، وأكثر الكلمات بحثاً على (ويكيبيديا) هي «تشات جي بي تي»، ما يشير إلى الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي.
وفي دراسة نُشرت في موقع «العربية نت» نوفمبر الماضي، بلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية 35.1 مليون مستخدم؛ بنسبة 95.3% من إجمالي مستخدمي الإنترنت، كما تُعد منصات «تيك توك، ويوتيوب، وسناب شات» الأكثر شعبية في السعودية، ويعود ذلك إلى دوافع الاستخدام الرئيسة ممثلة في توثيق اللحظات الشخصية، يليها التواصل مع الآخرين، ثم البحث عن محتوى الترفيه، والإعلان، يليها متابعة المؤثرين، ثم متابعة الأخبار والمعلومات والنقاشات المجتمعية، كذلك أظهرت الدراسة أن الفيديو والمحتوى المرئي هو الأكثر تأثيراً في السعودية، ومتوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون حوالى 3 ساعات و10 دقائق يومياً، وهو ما جعل السعودية ضمن أعلى 10 دول عالمياً من حيث معدل الاستخدام اليومي لشبكات التواصل، إضافة إلى أن حجم سوق الإعلانات الرقمية يتراوح ما بين 7.5 إلى 11 مليار ريال، مما يجعلها من أكبر الأسواق الإعلانية في المنطقة.
هذه الأرقام في العالم؛ هي مجرد معطيات لواقع ينمو بشكل متزايد في كل عام، ويترسخ يقيناً عن «السلطة الخامسة للجمهور»، وحجم التفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي الذي وصل ذروته بين فئة الشباب تحديداً، كما يطرح تحدياً عن مدى قدرة الأنظمة في دول العالم على ضبط سلوك المستخدمين في تلك الشبكات، وبيان حقوقهم وواجباتهم، والبدائل المتاحة لضبط وتوجيه الرأي العام بعيداً عن أي فجوات فكرية أو سياسية قد تنفذ من خلالها أجندات عابرة للحدود، وهو الهاجس الذي عبّر عنه صراحة المؤتمر الثاني للإعلام العربي في يناير الماضي في تونس من تحدي «الهيمنة الرقمية العالمية» للإعلام التقليدي، وأيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي وشركات إنتاج الفيديو.
يقول وزير الإعلام البحريني رمزان النعيمي - وهو قانوني وقاضٍ سابق - خلال مشاركته في المنتدى السعودي للإعلام الشهر الماضي «إن الأنظمة الإعلامية لن تكون كافية لضبط سلوك المستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي، والبديل المقترح هو تطوير بيئة محفزة على الإبداع والابتكار باستخدام تلك المواقع؛ مما يجعل المستخدمين في كل بلد نموذجاً في التعبير عن هويتهم، ومنجزاتهم، والدفاع عن مقدراتهم».
نعود إلى «سايمون أنهولت» وقوة الرأي العام؛ لنضيف أن القوة يسبقها وعي يتشكّل في عالم متغيّر، وكلما تمكّنت الدول والشعوب من تغذية هذا الوعي بالانتماء الوطني؛ فلن يكون هناك رأي عام يهدد الوحدة والمصير المشترك؛ لأن الوطن سيبقى فوق مصالح الجميع مهما تباينت مواقفهم وتوجهاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.
أخبار ذات صلة
0 تعليق