حرب البيض

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في خطاب ألقاه أمام البرلمان الكندي في الحادي عشر من يونيو/‏حزيران 1947، لاحظ الرئيس الأمريكي هاري ترومان، أن الولايات المتحدة وكندا وصلتا إلى نقطة لم تعد عندها تعتبران بعضهما البعض دولتين أجنبيتين. وقال: «إننا نعتبر بعضنا البعض أصدقاء، وجيرانا مسالمين ومتعاونين في قارة واسعة ومثمرة».

على مدى أكثر من سبعة عقود مضت منذ أن ألقى ترومان خطابه، ظلت رؤيته للعلاقات الثنائية صحيحة إلى حد كبير. ورغم أن صناع السياسات والمواطنين الكنديين يواجهون بشكل دوري حالة من عدم اليقين بسبب تصرفات الولايات المتحدة، فإن العلاقة لا تزال تثبت قدرتها على الصمود.

الاقتصاد الكندي والاقتصاد الأمريكي متشابكان للغاية، لدرجة أن أي حرب تجارية ستضر بالبلدين على قدم المساواة. إن التعرفة الجمركية الشاملة بنسبة 25%، التي فرضها ترمب على جميع الواردات الكندية هي مجرد موقف.

قطاع السيارات هو مثال جميل جدًا على أن هذا الموقف لم يدرس من جميع الجوانب، كم ستكلف سيارة شيفروليه بعد التعرفة الجمركية خاصة، وأن تكلفة الأجزاء المصنوعة في كندا تكلف 25% أكثر لشركة جنرال موتورز؟

ستشعر العديد من الشركات الأمريكية بوطأة هذه «التعرفة».

وإذا كان الأمريكيون غاضبين للغاية من «سياسات بايدن التضخمية»... فقط علينا أن ننتظر حتى نرى أثر التعرفات الجمركية المفرطة على التضخم.

الآن كندا تهدد بـ«ضربة تجارية واحدة هي الأكبر» للولايات المتحدة إذا نفذ ترمب التعرفات الجمركية، فإن الولايات المتحدة تستورد عددًا كبيرًا من البيض من مصادر كندية. لذا فإن أي حرب تجارية من المرجح أن ترفع أسعار البيض في أمريكا.

تشير أحدث التقارير إلى أن السفر من كندا إلى الولايات المتحدة انخفض بنسبة 20 - 40%، مما يعني أن المدن الحدودية في الولايات المتحدة تفقد الإنفاق الكندي.

لن تخسر كندا لوحدها من قرار كهذا بل سيدفع المواطن الأمريكي جزءاً من الثمن، فعلى الأقل سيغيرون عاداتهم الغذائية ولن يأكلوا (الأومليت) في وجبة الإفطار.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق