دمر الاحتلال الإسرائيلي القوارب.. صياد بغزة يبتكر طوفا من باب ثلاجة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مدينة غزة التي تئن تحت وطأة الحرب والحصار الإسرائيلي شمال القطاع، يقف الصياد خالد حبيب على شاطئ البحر، وهو يحمل قفصًا مصنوعًا يدويًا، ويمزج الطحين بزيت السردين ليستخدمه طُعمًا لجذب الأسماك.اضافة اعلان


خيار وحيد أمام حبيب وعشرات الصيادين، بعدما اختفت القوارب الصغيرة (الحسكات) عن المشهد، بفعل الحرب والقصف والاستهداف المستمر للصيادين.

* ابتكار بدائل


في مواجهة صعوبات الحرب والحصار، لجأ حبيب إلى ابتكار وسيلة صيد بدائية، مستعينًا في إعدادها بما توفر له من أدوات بسيطة.


وضمن هذا المسعى، استخدم الصياد الفلسطيني باب ثلاجة قديم، وقام بحشوه بالفلّين ليضمن أنه سيعوم، ثم غطى سطحه بالخشب وقاعه بالنايلون لحمايته من تسرب المياه.


وعلى هذا اللوح العائم، يقف متوازنًا، يجدّف وسط الأمواج، مستخدمًا أقفاصًا مصنوعة من الأسلاك لصيد الأسماك، بعدما باتت شباك الصيد بعيدة المنال.


ما يفعله حبيب ليس اختيارًا، بل بديل اضطراري مع استهداف إسرائيل المستمر للقوارب الخشبية، حيث لجأ الصيادون إلى استخدام أبواب الثلاجات القديمة كقوارب بديلة، تساعدهم على التنقل داخل مساحة ضيقة من البحر، متجنّبين نقاط الاستهداف الإسرائيلية، ومتمسكين بأمل رزق قد يأتي به البحر.

* جوع واستهداف


يعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على الصيد كمصدر دخل رئيسي، لكن الحرب الأخيرة جعلت البحر أكثر خطرًا، حيث دمّر القصف الإسرائيلي مئات القوارب، وتحوّل الميناء الوحيد في القطاع إلى ركام.


حتى من يملك قاربًا ما زال يعمل، باتت رحلته محفوفة أكثر بالمخاطر، إذ تواصل الزوارق الإسرائيلية استهداف الصيادين بإطلاق النار، ومصادرة المعدّات، وملاحقتهم في عرض البحر.


ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، انخفض متوسط الصيد اليومي في غزة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأبريل/ نيسان 2024 إلى 7.3 بالمئة فقط من مستويات عام 2022، مما تسبب في خسائر إنتاجية تُقدّر بـ 17.5 مليون دولار.


هذه الأرقام تعكس الواقع الاقتصادي الكارثي الذي يواجهه الصيادون وسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

* من ميناء إلى ركام


لم يكن ميناء غزة بمنأى عن القصف الإسرائيلي العنيف، حيث تعرّض لدمار واسع طال معظم قوارب الصيد، التي باتت ركامًا متكدسًا على الشاطئ.


ويصف الصياد خالد حبيب المشهد قائلاً: "الوضع كارثي، لم يعد هناك قوارب للصيد، جميعها دُمِّرت، ومعاناة الصيادين باتت تفوق الاحتمال".


وأضاف للأناضول: "الاحتلال لم يترك للصيادين أي فرصة للبقاء، فقد دمّر كل شيء، وكأن الهدف ليس فقط تدمير القوارب، بل القضاء على هذا القطاع بالكامل".

* تجويع ممنهج


وبالتزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية، يعاني القطاع من سياسات تجويع ممنهجة، حيث تُحكم إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية، مما يؤدي إلى نقص حاد في المواد الغذائية.


ويفرض الجيش الإسرائيلي قيودًا صارمة على حركة الصيادين، حيث يمنعهم من دخول البحر لأي مسافة كإجراء عقابي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.


كما شدد الاحتلال قيوده بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.


ورغم أنه كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق في 3 فبراير/ شباط 2025، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقل ذلك، سعيًا لتمديد المرحلة الأولى، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.


في المقابل تؤكد حماس مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.


وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.-(الأناضول)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق