مارس 12, 2025 11:29 ص
كاتب المقال : د. عبد الله المشوخي

زارني جار عزيز على خلق ودين ولكن بضاعته في فهم الدين متواضعة، وأخذ يشكو لي من داعية مشهور حيث أقسم لي قائلا : والله إنني كنت أبكي متأثرا بمواعظه وتأثيرها على نفسي وكان هذا الداعية بمثابة محطة إعجاب بالنسبة لي وأسرتي وفجاة إذا به ينافق للحاكم نفاقا مبتذلا ولو لم أشاهده عبر التلفاز بنفسي لما صدقت .
فقدت ثقتي به وأحمد الله أنني لم أفقد ثقتي بكل الدعاة.
مشكلة بعض الدعاة أن لا يدركون نتائج نفاقهم وأثره على الناس وقد يؤدي إلى زيغ وإفساد للشباب بل إلحادهم بسبب ربطهم الدين بالدعاة.
من المؤسف أن أمثال هؤلاء جل همهم هو إرضاء اسيادهم لاسيما إذا لاقوا منهم حظوة مادية أو معنوية.
فيصبحون بعد ذلك عبيدا للسلاطين وليس عبيدا لله … يصبح جل همهم إرضاء المنعم عليهم وليس إرضاء رب المنعم على الجميع.
يبيعون دينهم بدنياهم ونسوا هؤلاء أو تناسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
من المؤسف ان يبيع بعض الدعاة أنفسهم مقابل لعاعة من الدنيا وغفلوا عن ثواب الآخرة وما أعده الله من نعيم مقيم للعلماء الربانيين.
من جانب آخر يربط بعض الناس الدين ببعض الدعاة فإن زلوا وتعثروا تعثروا خلفهم .
وخلاصة الأمر لا قدوة ولا أسوة إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما أكده السياق القرآني من خلال قوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
فهو الأسوة عليه الصلاة والسلام وهو الذي ينبغي أن نقتدي به اما ما سواه من علماء ودعاة فلهم التقدير والاحترام طالما سلكوا طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا من العلماء الربانيين، وأما من تنكب عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلك غير طريقه وحاد عن الجادة فلا محل له من التقدير ولا الإحترام والسبيل لمعرفة الحق كل ما وافق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وينبغي أن ندرك أن الحق لا يعرف بالرجال مهما بلغ علمهم أو كانت منزلتهم فكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ولا عصمة لأحد بعد الرسول عليه الصلاه والسلام.
في الختام لا ينبغي لأحد أن يتأثر سلبا بسقوط داعية مشهور فقلوب العباد متقلبة وأسأل الله أن يعصمنا وألا يفتننا وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه… اللهم آمين يارب العالمين.
0 تعليق