تمكنت القوات الباكستانية من تحرير العشرات من ركاب القطار الذين احتجزهم مسلحون في جنوب غرب البلاد، في حين لا يزال مئات آخرون رهائن في حصار مميت يهدد حياتهم. وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمسلحين، في محاولة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ ساعات.
تفاصيل الهجوم وسيطرة المسلحين
بدأت الحادثة عندما أوقف مسلحون قطار "جعفر إكسبرس" في منطقة جبلية نائية بإقليم بلوشستان، حيث أعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان، وهي حركة انفصالية تنشط في المنطقة، مسؤوليتها عن الهجوم فور وقوعه. تمكن المسلحون من السيطرة على القطار واحتجاز أكثر من 450 راكبًا كرهائن، وسط تهديدات بتنفيذ عمليات تفجيرية في حال تدخلت القوات الأمنية.
تحرير الرهائن ومقتل المسلحين
بحسب مصادر أمنية، نجحت القوات في تحرير تحرير 155 رهينة، فيما قُتل 27 مسلحًا خلال الاشتباكات مع الجيش الباكستاني. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الركاب محتجزين، ما يضع القوات الأمنية أمام تحدٍ صعب لإنقاذ الباقين دون وقوع خسائر إضافية.
خسائر بشرية وتحذيرات المسلحين
الهجوم أسفر عن مقتل سائق القطار وضابط شرطة وجندي، بالإضافة إلى إصابة عدد من الركاب الذين نُقلوا إلى محطة السكة الحديد القريبة في ماخ، والتي تحولت إلى مستشفى ميداني لاستقبال الجرحى. في بيان لها، أكدت جماعة جيش تحرير بلوشستان أن مسلحيها قصفوا خط السكة الحديد قبل اقتحام القطار، محذرين من "عواقب وخيمة" في حال محاولة تحرير الرهائن بالقوة.
القطار لا يزال عالقًا وسط منطقة وعرة
وقع الهجوم في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي، قرب محطة مدينة سيبي، حيث كان من المفترض أن يتوقف القطار في طريقه من كويتا إلى بيشاور. وأكد مسؤول أمني أن القطار لا يزال عالقًا قبل نفق تحيط به الجبال، ما يجعل من الصعب على القوات الأمنية تنفيذ عملية سريعة دون مخاطر. وقد تم فرض حالة الطوارئ في مستشفيات سيبي تحسبًا لوقوع إصابات جديدة.
تمرد مستمر وتصاعد للعنف في بلوشستان
إقليم بلوشستان يشهد تمردًا مسلحًا مستمرًا منذ عقود، حيث تزعم الجماعات الانفصالية أن الحكومة الباكستانية تستغل موارد الإقليم دون تحقيق فوائد للسكان المحليين. وتصاعدت أعمال العنف في السنوات الأخيرة، خاصة منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021، حيث تتهم إسلام أباد كابول بتوفير ملاذ آمن للمسلحين لتنفيذ عمليات ضد باكستان، وهو ما تنفيه طالبان.
سلسلة من الهجمات الدامية في الأشهر الأخيرة
الهجوم على قطار جعفر إكسبرس ليس الأول من نوعه، حيث نفذت جماعة جيش تحرير بلوشستان سلسلة هجمات واسعة النطاق في الأشهر الأخيرة. من بين أبرز هذه العمليات، السيطرة على طريق سريع وتصفية مسافرين من خارج الإقليم، بالإضافة إلى تفجير محطة السكك الحديدية الرئيسية في كويتا في نوفمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا، بينهم 14 جنديًا.
بحسب التقارير الأمنية، كان عام 2023 الأكثر دموية في باكستان منذ ما يقرب من عقد، حيث قُتل أكثر من 1600 شخص في هجمات إرهابية، معظمها وقع في المناطق الحدودية الغربية. ومع استمرار العنف، تزداد المخاوف من تفاقم التوترات الأمنية في البلاد، خاصة في ظل تصاعد عمليات الجماعات المسلحة واستهدافها للبنية التحتية الحيوية.
0 تعليق