“الإسلاموفوبيا” في تزايد واليمين المتطرف يغذيها!!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كاتب- علي سعادة

علي سعادة
اليوم السبت هو ثاني عام يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، أو ” رهاب الإسلام” بعد أن أقرته الأمم المتحدة في 15 آذار 2022، بناء على اقتراح تقدمت به باكستان بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي ليكون يوما يهدف إلى زيادة الوعي بتلك الظاهرة، التي باتت متنامية بصورة كبيرة خاصة في المجتمعات الغربية، وساهمت عدة عوامل في زيادتها وتأجيجها.


وحتى تصبح هذه المناسبة ذات قيمة وتطبيق عملي كان لا بد من تعريف هذا المصطلح وتحديد ضوابط ، واتفقت الأمم المتحدة على تعريف هذه الظاهرة بأنها ” كره الإسلام أو كراهية الإسلام أو ما يعرف بـ “الإسلاموفوبيا “، هو الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم، والتحامل عليهم، بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء، والتعصب بالتهديد وبالمضايقة، وبالإساءة وبالتحريض، وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت، تستهدف تلك الكراهية – بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية- الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما.”


وعرف بعض الباحثين “الإسلاموفوبيا” بأنها شكل من أشكال العنصرية. آخرون اعتبروها ظاهرة مصاحبة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.


والواقع أن المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة، هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، ونقطة مضيئة في هذا العالم الغارق بالدمار والموت والجوع وغياب العدالة والتحيز، لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان، تعصبا وتحيزا لا لسبب سوى عقيدتهم. لذلك لا يتوقع أن يسهم هذا اليوم، بين ليلة وضحاها، رغم أهميته وضرورته، في رفع وعي شعوب العالم خاصة الغربية منها، بالجوانب المضيئة للإسلام.


فهذه الظاهرة في ازدياد وفق ما كشفت عنه تنسيقية محاربة “الإسلاموفوبيا” في أوروبا، إذ تحدثت عن أرقام صادمة، في تقريرها السنوي الذي يتعلق بانتشار ظاهرة كراهية الإسلام، في مختلف الدول الأوروبية عامة وبشكل متصاعد في فرنسا.


ويعتبر العديد من المراقبين، أن قوى اليمين المتطرف في أوروبا، والتي شهدت صعودا سياسيا في السنوات الأخيرة، تعمل على تغذية نزعة الخوف من المسلمين والإسلام في المجتمعات الأوروبية، مستغلة قضية الهجرة بشكل عنصري ومتحيز، بهدف الحصول على مكاسب سياسية، في طريق وصولها للسلطة، وهي تستغل في خطابها الشعبوي ذلك، حالة الركود الاقتصادي، والأزمات التي تعاني منها العديد من الدول الأوربية، بما يكسب خطابها زخما لدى فئات واسعة في المجتمع.


لا يجوز، ولا ينبغي، ربط الإرهاب والتطرف العنيف بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية.


وفي جميع الأحوال اليوم العالمي لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، دعوة إلى حوار عالمي حول تعزيز ثقافة التسامح وتفهم حق وحرية الآخرين في الاختلاف، القائم على احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.


وقد يعود جزء من التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين إلى ضعف الإعلام الإسلامي وعدم قدرته على الوصول ومخاطبة الأخر، وإلى عدم وعي السفارات والبعثات الدبلوماسية الإسلامية بدورها في تعريف العالم بحقيقة الإسلام المضيئة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق