عمان- اثارت الزيارة غير المسبوقة لعشرات رجال دين دروز من جنوب سورية إلى كيان الاحتلال، تلبية لدعوة الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في الكيان المحتل موفق طريف، جدلا واسعا وانتقادات في ظل محاولات الاستقطاب الصهيوني للدروز، والانقسامات بين طائفتهم، بخاصة انها تأتي بعد تصريحات للاحتلال، تعهدت بحمايتهم في سورية، ما زاد من حساسية الموقف وأثار تساؤلات حول أبعاد الزيارة وتداعياتها على امن المنطقة.اضافة اعلان
تبعات التقارب مع الاحتلال
ورأى مراقبون بان الزيارة التي وصف طريف بأنها "يوم تاريخي" للطائفة بعد عقود من الانقطاع، جاءت وسط تحذيرات من تبعات تقارب مع الاحتلال، وترجيحات من أن تكون هذه الزيارة مؤشرا على رفض الدروز العلاقة مع سلطات دمشق الجديدة.
وكان وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، قال إنه سيُسمح للعمال الدروز القادمين من سورية بدخول الأراضي المحتلة، في خطوة قد تفتح الحدود بشكل محدود لأول مرة منذ ما قبل الحرب الأهلية السورية.
الدروز يشكلون %3.2 من سكان سورية
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، ان الدروز الموحدين في سورية يشكلون نحو 3.2 % من السكان، وتتراوح أعدادهم بين 700.000 نسمة و736.000 نسمة. وأغلبهم يسكن منطقة جبل العرب، وهي من أبرز معاقلهم السكانية في العالم، وجزء من محافظة السويداء، بالإضافة إلى أن قسما منهم يقطنون في جبال حارم، وعلى المنحدرات الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ. وكما أن لهم وجود في محافظة القنيطرة، وجزء منهم في الجولان المحتلّ من الكيان، وكذلك في ريف دمشق، بخاصة في مدينتي جرمانا وصحنايا.
وأضاف أبو زيد "ضمن هذا التوزيع الديموغرافي، لكن الدروز لا يشكلون كتلة موحدة في موقفها تجاه الحكومة الانتقالية لسورية، إذ تأتي الزيارة التي جرت الجمعة قام بها فصيل من الطائفة الدرزية غالبيتهم من دروز الجولان، وبالتحديد من الدروز الذين يسكنون قرى درزية في شمال منطقة فض الاشتباك بين خط الفا وخط برافو، وهي مناطق سيطر عليه الكيان مؤخرا، وهي قرى مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنيا".
تصريحات الهجري الانفصالية هي الأخطر
وتابع: إلا ان تصريحات الرئيس الروحي لحركة الموحدين الدروز حكمت الهجري، تعتبر الأخطر، بسبب دعوته للانفصال عن الدولة السورية، فيما يقابلها خطوات مؤيدة لمؤسس حركة الكرامة في السويداء، ليث البلعوس بضرورة بقاء السويداء والدروز في محيط عربي ورفض مشروع التقسيم الذي يدعمه الاحتلال.
واضاف ابوزيد، ان انعكاسات التحركات الدرزية في الجانب السوري على الأردن حتى اللحظة ما يزال محدودا، إذ ما يزال الشيخ عجاج مهنا عطا شيخ الموحدين الدروز في الاردن، يفرض سيطرة بخطاب عقلاني معتدل على الدروز في الأزرق وأطراف من المفرق.
حمى انفصال الدروز قد تتمدد
وأشار أبو زيد، إلى أن حمى الانفصال التي تتمدد لدى دروز سورية، قد تنتقل الى كل المكون الدرزي في لبنان والأردن، ولكن تبقى المرجعية الدرزية وليد جنبلاط الى اليوم، ويرفض اي حركات انفصالية قد تنشأ نتيجة مشروع للكيان، قد يؤدي لتدهور اوضاع الدروز بين بعضهم نتيجة اختلافهم بتحديد اتجاهات العلاقة مع الحاضنة الشعبية والحكومة الجديدة في سورية.
وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سورية، للتوصل لاتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة بوزارة الدفاع السورية.
من جهته، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، تأتي الزيارة في وقت تمر سورية في ظروف غير طبيعية، بسبب الانتقال السياسي وحالة الفوضى وشد الأعصاب والمرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد.
أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز
وأوضح أن الوفد لا يمثل رجال الدين الدروز بمحافظة السويداء أو منطقة جبل العرب، بسبب حساسية الموضوع والتوقيت غير المناسب، بل اقتصر الوفد على أبناء منطقة جبل الشيخ. مضيفا أن هذه الزيارة تعقد المشهد في سورية في ظل تصرفات الاحتلال الاخيرة في الأراضي السورية، إذ تعد الزيارة أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز منذ وقف إطلاق النار في لبنان، والإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وأضاف "لطالما دعا الكيان لحماية حقوق الأقليات السورية، ومنها الدروز، كما أبدى وزراء في حكومة الاحتلال شكوكا عميقة إزاء الحكومة السورية الجديدة للرئيس أحمد الشرع، واصفين حركته، هيئة تحرير الشام، بأنها جماعة جهادية".
إصرار الشرع على المركزية
واستكمل: هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ حوالي نصف قرن، جاءت في توقيت حساس، لا سيما بعد تصريحات للكيان حول ما سمته حماية الدروز في الجنوب السوري، وانتقادات وجهها الهجري للحكومة في دمشق، بخاصة وأن النظام السوري السابق، استخدم الجماعات التكفيرية لتخويف الدروز، وهذا يشكل هاجسا دائما لدى الدروز المتمسكين بأرضهم وسلاحهم، كما ان المشكلة الأساسية تكمن في إصرار الرئيس الشرع على المركزية، وهذا الأمر يثير قلق الدروز، في حين أن نظام البعث نفسه كان قد منحهم نوعاً من الاستقلالية ضمن إطار تحالف الأقليات.
ومنذ اندلاع النزاع في سورية العام 2011، تخلف عشرات آلاف الشبان الدروز عن التجنيد الإجباري في الجيش، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح، دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
الاحتلال ليس حريصا على حقوق الأقليات
بدوره، قال المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، ان وفدا يضم 60 من رجال الدين الدروز السوريين، عبروا خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى الاراضي المحتلة، وهذا أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز منذ وقف إطلاق النار في لبنان، وسقوط نظام الأسد.
وأضاف "تل ابيب التي لم تكن يوما حريصة على حقوق الأقليات، تستغل هذه الزيارة كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني السوري، وتسعى لاستخدام الطائفة الدرزية، كخط دفاعي لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري".
وتابع: إن الكيان تسعى لإقناع دروز سورية برفض الحكومة الجديدة في دمشق، والمطالبة بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي، وإثارة هواجس ومخاوف والبناء عليها، وتدشين مرحلة تقسيم سورية من بوابة الجنوب.
الزيارة تطال مستقبل سورية الموحدة
واستكمل إن موضوع الزيارة ليس أمرا أمنيا فقط، بل يطال مستقبل سورية الموحدة من جهة، وحفظ الإرث الوطني السوري لأبناء جبل العرب، وإرثهم العربي والإسلامي، الذي أسسوا له وحافظوا عليه على مر تاريخهم من جهه اخرى.
ويتوزّع الدروز بين لبنان والأردن وإسرائيل والجولان المحتل وسورية، حيث تشكل محافظة السويداء المجاورة للقنيطرة، معقلهم الرئيسي.
تبعات التقارب مع الاحتلال
ورأى مراقبون بان الزيارة التي وصف طريف بأنها "يوم تاريخي" للطائفة بعد عقود من الانقطاع، جاءت وسط تحذيرات من تبعات تقارب مع الاحتلال، وترجيحات من أن تكون هذه الزيارة مؤشرا على رفض الدروز العلاقة مع سلطات دمشق الجديدة.
وكان وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، قال إنه سيُسمح للعمال الدروز القادمين من سورية بدخول الأراضي المحتلة، في خطوة قد تفتح الحدود بشكل محدود لأول مرة منذ ما قبل الحرب الأهلية السورية.
الدروز يشكلون %3.2 من سكان سورية
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، ان الدروز الموحدين في سورية يشكلون نحو 3.2 % من السكان، وتتراوح أعدادهم بين 700.000 نسمة و736.000 نسمة. وأغلبهم يسكن منطقة جبل العرب، وهي من أبرز معاقلهم السكانية في العالم، وجزء من محافظة السويداء، بالإضافة إلى أن قسما منهم يقطنون في جبال حارم، وعلى المنحدرات الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ. وكما أن لهم وجود في محافظة القنيطرة، وجزء منهم في الجولان المحتلّ من الكيان، وكذلك في ريف دمشق، بخاصة في مدينتي جرمانا وصحنايا.
وأضاف أبو زيد "ضمن هذا التوزيع الديموغرافي، لكن الدروز لا يشكلون كتلة موحدة في موقفها تجاه الحكومة الانتقالية لسورية، إذ تأتي الزيارة التي جرت الجمعة قام بها فصيل من الطائفة الدرزية غالبيتهم من دروز الجولان، وبالتحديد من الدروز الذين يسكنون قرى درزية في شمال منطقة فض الاشتباك بين خط الفا وخط برافو، وهي مناطق سيطر عليه الكيان مؤخرا، وهي قرى مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنيا".
تصريحات الهجري الانفصالية هي الأخطر
وتابع: إلا ان تصريحات الرئيس الروحي لحركة الموحدين الدروز حكمت الهجري، تعتبر الأخطر، بسبب دعوته للانفصال عن الدولة السورية، فيما يقابلها خطوات مؤيدة لمؤسس حركة الكرامة في السويداء، ليث البلعوس بضرورة بقاء السويداء والدروز في محيط عربي ورفض مشروع التقسيم الذي يدعمه الاحتلال.
واضاف ابوزيد، ان انعكاسات التحركات الدرزية في الجانب السوري على الأردن حتى اللحظة ما يزال محدودا، إذ ما يزال الشيخ عجاج مهنا عطا شيخ الموحدين الدروز في الاردن، يفرض سيطرة بخطاب عقلاني معتدل على الدروز في الأزرق وأطراف من المفرق.
حمى انفصال الدروز قد تتمدد
وأشار أبو زيد، إلى أن حمى الانفصال التي تتمدد لدى دروز سورية، قد تنتقل الى كل المكون الدرزي في لبنان والأردن، ولكن تبقى المرجعية الدرزية وليد جنبلاط الى اليوم، ويرفض اي حركات انفصالية قد تنشأ نتيجة مشروع للكيان، قد يؤدي لتدهور اوضاع الدروز بين بعضهم نتيجة اختلافهم بتحديد اتجاهات العلاقة مع الحاضنة الشعبية والحكومة الجديدة في سورية.
وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سورية، للتوصل لاتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة بوزارة الدفاع السورية.
من جهته، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، تأتي الزيارة في وقت تمر سورية في ظروف غير طبيعية، بسبب الانتقال السياسي وحالة الفوضى وشد الأعصاب والمرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد.
أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز
وأوضح أن الوفد لا يمثل رجال الدين الدروز بمحافظة السويداء أو منطقة جبل العرب، بسبب حساسية الموضوع والتوقيت غير المناسب، بل اقتصر الوفد على أبناء منطقة جبل الشيخ. مضيفا أن هذه الزيارة تعقد المشهد في سورية في ظل تصرفات الاحتلال الاخيرة في الأراضي السورية، إذ تعد الزيارة أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز منذ وقف إطلاق النار في لبنان، والإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وأضاف "لطالما دعا الكيان لحماية حقوق الأقليات السورية، ومنها الدروز، كما أبدى وزراء في حكومة الاحتلال شكوكا عميقة إزاء الحكومة السورية الجديدة للرئيس أحمد الشرع، واصفين حركته، هيئة تحرير الشام، بأنها جماعة جهادية".
إصرار الشرع على المركزية
واستكمل: هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ حوالي نصف قرن، جاءت في توقيت حساس، لا سيما بعد تصريحات للكيان حول ما سمته حماية الدروز في الجنوب السوري، وانتقادات وجهها الهجري للحكومة في دمشق، بخاصة وأن النظام السوري السابق، استخدم الجماعات التكفيرية لتخويف الدروز، وهذا يشكل هاجسا دائما لدى الدروز المتمسكين بأرضهم وسلاحهم، كما ان المشكلة الأساسية تكمن في إصرار الرئيس الشرع على المركزية، وهذا الأمر يثير قلق الدروز، في حين أن نظام البعث نفسه كان قد منحهم نوعاً من الاستقلالية ضمن إطار تحالف الأقليات.
ومنذ اندلاع النزاع في سورية العام 2011، تخلف عشرات آلاف الشبان الدروز عن التجنيد الإجباري في الجيش، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح، دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
الاحتلال ليس حريصا على حقوق الأقليات
بدوره، قال المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، ان وفدا يضم 60 من رجال الدين الدروز السوريين، عبروا خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى الاراضي المحتلة، وهذا أحدث مؤشر على دعم الكيان للدروز منذ وقف إطلاق النار في لبنان، وسقوط نظام الأسد.
وأضاف "تل ابيب التي لم تكن يوما حريصة على حقوق الأقليات، تستغل هذه الزيارة كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني السوري، وتسعى لاستخدام الطائفة الدرزية، كخط دفاعي لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري".
وتابع: إن الكيان تسعى لإقناع دروز سورية برفض الحكومة الجديدة في دمشق، والمطالبة بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي، وإثارة هواجس ومخاوف والبناء عليها، وتدشين مرحلة تقسيم سورية من بوابة الجنوب.
الزيارة تطال مستقبل سورية الموحدة
واستكمل إن موضوع الزيارة ليس أمرا أمنيا فقط، بل يطال مستقبل سورية الموحدة من جهة، وحفظ الإرث الوطني السوري لأبناء جبل العرب، وإرثهم العربي والإسلامي، الذي أسسوا له وحافظوا عليه على مر تاريخهم من جهه اخرى.
ويتوزّع الدروز بين لبنان والأردن وإسرائيل والجولان المحتل وسورية، حيث تشكل محافظة السويداء المجاورة للقنيطرة، معقلهم الرئيسي.
0 تعليق