انفجار عنيف يهز حي الرمل الجنوبي
شهدت مدينة اللاذقية، غرب سوريا، انفجارًا مروعًا في أحد المباني السكنية بحي الرمل الجنوبي، ما أدى إلى مقتل 16 شخصًا وإصابة 18 آخرين. وأكدت مصادر رسمية أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، حيث تواصل فرق الدفاع المدني عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
سبب الانفجار: صاروخ من مخلفات الحرب
بعد تضارب الأنباء حول أسباب الانفجار، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحادث ناجم عن صاروخ من مخلفات الحرب، انفجر أثناء محاولة تفكيكه من قبل شخص يعمل في جمع الخردة داخل منزله. وأوضح الدفاع المدني السوري أن الانفجار تسبب في دمار واسع بالمبنى المكون من أربعة طوابق، ونتج عنه تصاعد كثيف للدخان والغبار، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
كارثة متجددة بسبب الذخائر غير المنفجرة
تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الانفجارات الناتجة عن مخلفات الحرب، التي لا تزال تهدد حياة المدنيين في مختلف أنحاء سوريا. ووفقًا لمنظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال)، فقد قُتل وأُصيب أكثر من 188 طفلًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب انفجارات مماثلة. كما أكد تقرير صادر عن منظمة "الإنسانية والإدماج" أن سوريا تُعد من أكثر الدول تضررًا من الذخائر غير المنفجرة، والتي تشكل خطرًا يوميًا على السكان العائدين إلى مناطقهم بعد سنوات من النزاع.
دعوات لتسريع إزالة مخلفات الحرب
مع تزايد أعداد الضحايا، دعت منظمات دولية ومحلية إلى تسريع عمليات إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة في المناطق السكنية لحماية المدنيين، خاصة في المناطق التي شهدت معارك عنيفة خلال السنوات الماضية. وناشدت الجهات الحقوقية السلطات السورية والمانحين الدوليين لتكثيف الجهود في إزالة هذه المخلفات القاتلة، التي لا تزال تحصد الأرواح حتى بعد انتهاء المعارك في العديد من المناطق.
مأساة مستمرة في سوريا
على مدار السنوات الماضية، شهدت سوريا حوادث متكررة بسبب مخلفات الحرب والألغام غير المنفجرة، التي زرعتها أطراف النزاع في مختلف المناطق. وفي الشهر الماضي فقط، قُتل أكثر من ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، جراء انفجار ذخائر غير منفجرة في شمال غرب سوريا. ويؤكد خبراء أن غياب برامج شاملة لإزالة هذه المخلفات يُبقي خطرها قائمًا لعقود قادمة، ما يستوجب تحركًا عاجلًا لحماية المدنيين، ومنع تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.
0 تعليق