بعد ساعات من دخول قوات المعارضة للعاصمة السورية دمشق، تحدث أحمد الشرع قائد القوات المعارضة أو كما يعرف بـ "أبو محمد الجولاني"، عن نظرته المستقبلية لسوريا والتي حملت رسائل غامضة لإيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية وإسرائيل.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد اختار الشرع المسجد الأموي في العاصمة دمشق لإلقاء أول خطاب له من العاصمة السورية، ولم يلجأ للتفلزيون أو القصر الرئاسي، وكانت رسالته لأولئك الذين ساعدوه في الصعود للسلطة والذي يمكن أيضًا أن يسقطونه كما حدث مع سلفه الرئيس السوري بشار الأسد.
رسائل خفية لإيران والغرب
وتابعت الشبكة الأمريكية، أن المسجد الأموي له أهمية دينية كبرى في الشرق الأوسط حيث يبلغ من العمر 1300 عام، وهو أحد أقدم المساجد في العالم، وحاول خلال خطابه التحدث عن توحيد سوريا بعيدًا عن الطائفية التي ظلت تسيطر على شكل الحكم في سوريا لأكثر من 60 عامًا.
وأشارت إلى أن الشرع هو مسلم سني مثل الأغلبية في سوريا، لذلك فإن أول مهامه قد تنجح وهي تجاوز الطائفية، حيث كان الأسد علويًا والقوات الأمنية من الشعية والعلويين، فضلًا عن وجود مسيحيون وذروز وأكراد، حيث حاول الشرع كسر هذه الحدود.
وأضافت أن رسالته الأولى كانت لإيران التي اتهمها بتعزيز هذه الانقسامات الطائفية، وأن هذا النفوذ قد انتهى، وفي رسالته أيضًا التي كان يدرك أنها مسموعة في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل حيث يعتبر هو وجماعته محظورين وعلى قائمة الإرهاب، تحدث الشرع عن انفتاحه للتعاون مع الغرب.
وقال الشرع: "إن مصالحكم مفهومة في سوريا الجديدة"، وفهم من جانبه أن هذه القوى قادرة على إسقاطه.
وأفادت الشبكة الأمريكية، لقد بذل الجولاني قصارى جهده في سباقه إلى دمشق للتأكد من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وحتى الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعرفان نواياه، وليس من قبيل المصادفة أنه اختار شبكة تلفزيونية أمريكية "سي إن إن"، وليس عربية، لإجراء مقابلة مهمة في الأيام التي سبقت رحيل الأسد.
وفي حديثه بعد بضع ساعات، قال بايدن إنه سمع الجولاني "يقول الأشياء الصحيحة"، لكنه أصر على أن زعيم المعارضة يجب أن يُحكم عليه من خلال أفعاله.
كانت رسالة الجولاني موجهة أيضًا إلى القوى الإقليمية التي سيحتاج إلى إبقائها إلى جانبه.
وقال إن "سوريا في طور التطهير"، في إشارة إلى سمعة البلاد الإقليمية كدولة مخدرات، مضيفًا أن سوريا كانت المصدر الرئيسي في العالم للكبتاجون، وهو عقار من نوع الأمفيتامين، والجريمة في جميع أنحاء المنطقة.
0 تعليق