ساينس آلرت
تزايدت في الآونة الأخيرة المخاوف من التلوث البيئي الناتج عن العلكة الاصطناعية، والتي تحتوي على مواد بلاستيكية لا تتحلل بسهولة، ما يجعلها تشكل تهديداً مستمراً للبيئة، إذ تصنع معظم أنواع العلكة المنتشرة تجارياً من مواد مثل الستايرين-بوتادين، والبولي إيثيلين، والبولي فينيل، وهي المواد ذاتها المستخدمة في صناعة إطارات السيارات والأكياس البلاستيكية، فهذه المواد تجعل العلكة نوعاً من التلوث البلاستيكي الذي لا يتفكك في البيئة بل يظل موجوداً لعقود طويلة، ما يؤدي إلى تراكمها في الشوارع والحدائق.
المشكلة تزداد تعقيداً عندما ترمى قطع العلكة على الأرصفة، أو في الأماكن العامة، حيث تبقى لسنوات، تتصلب وتتشقق، وبمرور الوقت تتحول إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة تتسلل إلى البيئة، وتضاف إلى ذلك تكاليف التنظيف المرتفعة، التي تصل إلى 7 ملايين دولار سنوياً في بريطانيا فقط، ما يشير إلى حجم المشكلة المالية والبيئية التي يسببها تلوث العلكة.
ورغم هذه التحديات، بدأت بعض المبادرات في التصدي لهذه المشكلة، تمثلت في تركيب حاويات مخصصة لجمع العلكة في بعض المناطق العامة، كما بدأت بعض المجالس المحلية في نشر لافتات توعوية تشجع الناس على التخلص من العلكة بشكل مسؤول، وظهرت أيضاً بدائل نباتية للعلكة، تسعى الشركات إلى تطويرها بهدف تقليل الأثر البيئي الناتج عن العلكة التقليدية.
إلا أن الحلول الجزئية مثل التنظيف لا تعالج جذور المشكلة، فإن التصدي لتلوث العلكة يستدعي معالجة كافة جوانب الأزمة من خلال تقليل الاستهلاك، وتوعية المستهلكين بتأثير العلكة على البيئة، وتقديم حلول بديلة أكثر استدامة، ويمكن للحكومات أن تلعب دوراً مهماً في ذلك من خلال فرض ضرائب على العلكة البلاستيكية، ما يوفر تمويلاً لعمليات التنظيف ويحفز الشركات على الاستثمار في بدائل صديقة للبيئة.
في النهاية، إن حل مشكلة تلوث العلكة لا يمكن أن يكون مجرد تنظيف للقطع المرمية، بل يتطلب تغييراً في سلوكيات الاستهلاك وإيجاد حلول مبتكرة وصديقة للبيئة،
0 تعليق