الحجامة في رمضان

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: الدكتورة زهرة خليفة

الحجامة عبارة عن خدوش سطحية على سطح الجلد من الجسد كالظهر، لإخراج الشوائب والأخلاط الرديئة من الجسم باستخدام الكاسات ومص الدم منه بآلة الشفط على سبيل التداوي.

والتداوي بالحجامة مستحب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وما أحب أن أكتوي". وفي حديث آخر، "وأنهي أمتي عن الكي". متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: "خير ما تداويتم به الحجامة" رواه أحمد والبخاري.

وقد اختلف أهل العلم في الحجامة: هل تفطر الصائم أم لا؟ إلا أن أغلب العلماء رجحوا أن الحجامة لا تُفطر، ما يفطر الصوم هو مما دخل الجوف وليس مما خرج. وأن الأولى لمن تضعفه الحجامة أن يؤخر الحجامة إلى الليل، لأنه قد يضطر إلى الفطر بسببها.

عند البعض قد تكثر الحاجة إلى الحجامة في نهار رمضان خاصة في الأيام الأولى بسبب بعض السلوكيات الخاطئة والتغييرات في نمط الحياة مع بداية صوم الشهر مثل المدخنين والمفرطين في شرب القهوة والشاي أثناء النهار والعمل بالإضافة إلى من هو متعود على تناول الشوكولاتة والسكريات خاصة. ومن أكثر المشكلات التي قد يعاني منها البعض هي الصداع والخمول، والتوتر والأرق، والاكتئاب وغيرها من الأعراض الانسحابية من الإدمان. وهنا ينصح لمن يرغب في إجرائها أن تكون مع بداية الصيام أي الفترة الصباحية (بعد السحور بـ4-6 ساعات) وليس قبل نهاية اليوم أو قبل فترة الإفطار تجنباً لحدوث مضاعفات مثل هبوط في نسبة السكر أو ضغط الدم.

أما غير ذلك يفضّل تأجيل عمل الحجامة في الفترة المسائية فهو جيد، وينصح إبقاء المعدة فارغة مدة 2-3 ساعات بعد الإفطار، وطبعاً يفضّل تقييم الحالة عن طريق المعالج لمعرفة موانع الحجامة لمنع تفاقم الحالة أثناء فترة الصيام؛ مثل ارتفاع في درجة الحرارة، وهبوط شديد في ضغط الدم والسكر بالإضافة إلى الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والكبدي وهبوط كفاءة القلب والدورة الدموية وأمراض سيولة الدم ومن يخضع لعلاج السرطان. كما ينصح بإجراء الحجامة في الأماكن المصرح لها مع اتباع كافة الإجراءات الوقائية أثناء إجراء الحجامة للمحافظة على سلامة المرضى. وقد يجد البعض بأن إجراء الحجامة في شهر رمضان يعزّز من صحة الجسم وتقوية للجهاز المناعي. إضافة إلى ذلك أن الحجامة في شهر رمضان فرصة لتنقية الجسم من السموم والمواد الضارة مثل التدخين بالإضافة إلى الفائدة المكتسبة في تهدئة وضبط النفس والمساهمة في تقليل مقاومة الإنسولين، وبالتالي يساعد في تخيف الوزن، وتنظيم السكر وضغط الدم وارتفاع الدهون الضارة والتخلص من الأملاح الضارة في الجسم.

* استشارية طب العائلة وممارس للحجامة العلاجية - عضو جمعية أصدقاء الصحة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق