شهدت الأوساط الثقافية والدينية حالة من الجدل الواسع بعد انتشار مشاهد من أحد المسلسلات الدرامية الجديدة، والتي اعتبرها العديد من المشاهدين والمختصين مسيئة للقيم الدينية والسلم المجتمعي وعلى إثر ذلك، تقدم عدد من المواطنين ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة، مطالبين بفتح تحقيق عاجل مع صناع عمل مسلسل “سيد الناس” واتخاذ إجراءات قانونية بحقهم، بالإضافة إلى وقف عرض المسلسل وحذف أي مقاطع منه من على وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الاتهامات الموجهة للمسلسل
بحسب البلاغ المقدم، فإن المسلسل يتناول قضايا اجتماعية حساسة بأسلوب اعتُبر مسيئًا، حيث يُثير الشكوك داخل الأسر المصرية، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الأبناء بزوجة الأب، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأسري ونشر مفاهيم مغلوطة تؤثر على المجتمع.
كما تضمن المسلسل، وفقًا للبلاغ، عبارات ومشاهد تم تفسيرها على أنها تمس الذات الإلهية، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة بين المشاهدين والمتابعين.
وأشار مقدمو البلاغ إلى أن العمل يخالف نصوصًا قانونية واضحة، حيث يشكل انتهاكًا للمادة 98 (و) من قانون العقوبات، التي تجرم ازدراء الأديان أو استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة.
قانون العقوبات
كما يخالف المادتين 160 و161 من قانون العقوبات، اللتين تجرّمان تدنيس الأماكن والرموز الدينية أو استخدامها بشكل يمس حرمة الدين ولم تقتصر الاتهامات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، حيث تم الترويج لهذا المحتوى المسيء عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
مطالبات بوقف العرض والتحقيق العاجل
في ضوء هذه الوقائع، طالب مقدمو البلاغ الجهات المعنية بالتدخل الفوري لوقف عرض المسلسل على جميع القنوات والمنصات الرقمية، إلى جانب حذف أي مشاهد مسيئة منه تم تداولها عبر الإنترنت، حفاظًا على السلم المجتمعي والقيم الدينية والوطنية.
كما طالبوا بفتح تحقيق موسع مع صناع العمل، لمعرفة الدوافع وراء تضمين هذه المشاهد، وتحديد المسؤولية القانونية لمن يقف وراء إنتاجها وعرضها.
تفاعل واسع وانتظار قرار الجهات المختصة
أثار هذا الجدل ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن استيائهم مما ورد في المسلسل، معتبرين أن الأعمال الدرامية يجب أن تراعي القيم المجتمعية والدينية، فيما رأى آخرون أن حرية الإبداع لا يجب أن تكون مقيّدة، وأن التفسيرات قد تكون مبالغًا فيها.
حتى اللحظة، لم تصدر الجهات الرسمية أي بيان حول موقفها من البلاغ المقدم، لكن من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات مهمة في هذه القضية، خاصة مع تصاعد الضغط الإعلامي والجماهيري لمحاسبة المسؤولين عن العمل واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل.
0 تعليق