فتحت أبواب السجون الأكثر قساوة ليخرج منها أطفال ونساء اعتقلهم النظام السوري السابق، وعلى وقع التهليل ورفع شارات النصر خرج مئات المعتقلين من سجون صيدنايا وحلب وحمص وحماة مع بدء دخول الفصائل المسلحة إلى المدن السورية وسقوط نظام بشار الأسد وفراره.
أصغر معتقل في التاريخ
ومنذ سقوط بشار الأسد ، وقبل ذلك أيضا لم تتوقف فيديوهات خروج المعتقلين والمعتقلات عن الانتشار على مواقع السوشيال ميديا ، وآخرها كان انتشار فيديو من سجن صيدنايا في سوريا يظهر مجموعة من النساء يهربن من زنازينهن، كما ظهر في الفيديو نفسه "طفل"، مما أثار صدمة ، و وصف المغردون هذا الطفل بأنه "أصغر معتقل في التاريخ، وهذا لا يحدث إلا في سجن صيدنايا التابع لنظام الطاغية بشار الأسد"، بحسب تعبيرهم، في حين أشار آخرون إلى أن نظام الأسد كان قد اعتقل العديد من الأطفال.
وبالرغم من خروج العديد من المعتقلين والمعتقلات من سجن صيدنايا إلا أن لم يخرج جميعهم من السجون حتى هذه اللحظة ، إذ أعلن الدفاع المدني السوري قبل بضع ساعات أن هناك خمسة فرق مختصة تعمل منذ ساعات في البحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في سجن صيدنايا.
وتابع الدفاع المدني: " برغم تضارب المعلومات، فتحنا مناطق عدة داخل السجن، منها المطبخ والفرن، لكن لم نعثر على شئ حتى اللحظة"، مؤكدا أن الفرق تعمل بكل طاقتها للوصل إلى أم جديد ، ويجب أن نكون مستعدين للأسوأ، ومع ذلك نحن مستمرون في العمل والبحث في كل مكان داخل السجن، ويرافقنا دليلانيعرفان تفاصيل السجن كلها"، متعهدا بالاعلان عن أي جديد.
ويأتي هذا البيان عقب انتشاؤر فيديو مصور لكاميرات المراقبة في سجن صيدنايا ، يظهر وجود أعداد كبيرة من السجناء الذين يتجولون في زنازينهم وكأنهم لا يعرفون أن نظام الأسد قد سقط ولا يدرون شيئأ قط عن محاولات إنقاذهم ، حيث أنهم يجلسون ويتحركون في زنازينهم بشكل إعتيادي.
يوصف سجن صيدنايا الذي يقع بالقرب من دمشق وتم انشاءه عام 1987 ، بأنه مسلخ بشري والسجن الذ تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء، إذ وثقت منظمات حقوقية عدة جرائم داخل سجن صيدنايا ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية شملت التعذيب و الإعدامات .
وسائل التعذيب الجسدي
في عام 2019، نشرت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" ، تقريرا كشفت فيه بعض وسائل التعذيب الجسدي داخل السجن، حيث بين التقرير أن "الأكثر شيوعا هو الضرب بالعصا أو الهراوة ، و قد تعرض الجميع لهذه الطريقة بنسبة 100%، تليها الضرب بالسوط أو الكرباج بنسبة قريب 95.2%، ثم التعذيب باستخدام الدولاب حوالي 80.8% كما أشار التقرير إلى أن أغلب المعتقلين تعرضوا للحرمان من الطعام وسكب الماء البارد، وأكثر من نصفهم تعرضوا للدوس بالأقدام ، في حين تعرض أكثر من 40% منهم للصعق الكهربائي أو للشبح أو للتعذيب بواسطة بساط الريح.
وسائل التعذيب النفسي
وفيما يتعلق بالتعذيب النفسي، حدد التقرير 24 وسيلة من بينها:
تغطية الأعين ، وإهانة المقدسات الدينية، والإيحاء بالإعدام أو القتل، والإهانة اللفظية وشتم الأعراض، والحبس الانفرادي، والتهديد باعتقال الأهل، والتعرية، والحرمان من النوم ، والإجبار على مشاهدة شخص آخر يتم تعذيبه.
التعذيب الجنسي
ذكر ناجون 8 وسائل ، من بينها الضرب على الأعضاء الجنسية بنسبة 81.4 %ن كما تعرض حوالي ثلث المعتقلين لإيذاء الأعضاء الجنسية أو المناطق الحساسة من الجسم بطرق متنوعة.
غرف الملح
كما وثقت الرابطة نفسها وجود "غرف الملح" داخل سجن صيدنايا لحفظ الجثث داخل السجن لعدم وجود برادات لحفظ جثث المعتقلين داخل السجون جراء التعذيب أو ظروف الاعتقال السيئة.
سجن صيدنايا كان يتبع لوزارة الدفاع السورية ولم تكن لوزارة العدل أو جهات القضاء المدني أي سلطة أو ولاية عليه، وكانت الحراسة عليه 3 مستويات مكونة من الجيش والشرطة العسكرية وشعبة الاستخبارات العسكرية، وفق تحقيق رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.
ولعل شدة التحصين حول السجن والعزل التام لمن بداخله عن العالم الخارجي، عبر عنه أحد السجناء الذين خرجوا من السجن وهو يهرول في شوارع دمشق بجسد ضعيف أنهكته سنوات السجن وصنوف التعذيب، ويسأل أحد الأشخاص الذين كانوا يصورون ما المشهد: "شو اللي صار"، فجاءه إليه الرد "سقط بشار"، فيستمر السجين في هرولته مهللا "الله وأكبر".
0 تعليق