برزت الكتابة بوصفها وسيلة فعّالة للتعبير عن المشاعر
أمسيات أدبية سلطت الضوء على قضايا الصحة النفسية والتعبير الإبداعي
ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، برزت الكتابة بوصفها وسيلة فعّالة للتعبير عن المشاعر ومعالجة التحديات النفسية، سواء من خلال ورش العمل المتخصصة أو الأمسيات الأدبية التي سلطت الضوء على قضايا الصحة النفسية والتعبير الإبداعي.
الكتابة العلاجية أداة مبتكرة للتعبير عن المشاعر لتخفيف الضغوط النفسية
في هذا السياق، عُقدت ورشة عمل بعنوان "الكتابة وسيلة علاجية"، قدمتها د. ميسم الشمري، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في جودة التعليم، والتي ركزت فيها على أهمية الكتابة العلاجية كأداة مبتكرة للتعبير عن المشاعر لتخفيف الضغوط النفسية، وتعزيز الوعي الذاتي، موضحة أن الكتابة الإبداعية تساهم في استعادة التوازن النفسي وتحسين الصحة العقلية والجسدية، وإمكانية دمجها في خطط إدارة التوتر أو البرامج العلاجية الشاملة.
وتناولت الورشة مجموعة من الممارسات التطبيقية مثل: كتابة اليوميات كوسيلة لتنظيم الأفكار والمشاعر، والشعر والقصص لتفريغ العواطف بأسلوب إبداعي، وكتابة رسائل غير مُرسلة للتعامل مع الصراعات الداخلية، كما ناقشت الأثر المتبادل للكتابة على الكاتب والقارئ، مؤكدةً أن التعبير الحر من خلال الكتابة يساعد على فهم الذات وتنظيم المشاعر؛ مما يعزز الصحة النفسية ويمنح الأفراد مساحة للتداوي.
وعلى المسرح الرئيسي للمعرض، شهدت الأمسية الأدبية للروائي الكويتي مشعل حمد تسليط الضوء على قضية نفسية هامة وهي "الرهاب الاجتماعي"، والتي شكلت الثيمة المحورية في روايته "لربما خيرة"، وعلى الرغم من توقع الجمهور نقاشًا حول الرواية، اختار مشعل توجيه الأضواء نحو هذا الاضطراب وتأثيره العميق على الأفراد.
"الرهاب الاجتماعي" اضطراب يسبب رهبة شديدة في المواقف الاجتماعية
واستعرض مشعل حمد تعريفًا للرهاب الاجتماعي باعتباره اضطرابًا يسبب رهبة شديدة في المواقف الاجتماعية، تؤدي إلى عزلة المصاب وصعوبة في العمل أو بناء العلاقات، إلى جانب أعراض جسدية مثل خفقان القلب، الغثيان، ونوبات الهلع، وأكد على ضرورة الاعتراف بالمشكلة والسعي للعلاج بعيدًا عن مخاوف نظرة المجتمع.
وخلال الأمسية، قدم مشعل لمحات من روايته التي تحكي قصة حب جمعت بين شاب وفتاة في فرنسا، مشيرًا إلى أن عنوان الرواية "لربما خيرة" يعكس فلسفة القبول بأن الأزمات قد تحمل في طياتها الخير، كما كشف عن التحدي الشخصي الذي واجهه في التغلب على الرهاب الاجتماعي لحضور الفعالية.
0 تعليق