كيف ستواجه برشلونة السياحة المفرطة بإسبانيا في صيف عام 2025؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في صيف عام 2024، وبعد سنوات من تحمل ضغوط السياحة المفرطة، زادت حدّة الاحتجاجات في مدينة برشلونة بإسبانيا، وتجمّع الآلاف من السكان ليهتفوا معًا عبارة: "أيّها السياح، عودوا إلى دياركم".

لكن، تصدرّت مجموعة صغيرة مسلحة بمسدسات مائية عناوين الصحف لرشّها الماء على الزوار الذين يجلسون في المقاهي الخارجية.

انتشرت صور الحادثة عالميًا، وشهدت برشلونة تصاعدًا في التوترات المستمرة بسبب تحول المدينة إلى وجهة سياحية جاذبة، ما أدّى إلى انفجار العداء العلني.

برشلونة قلقة من امتناع السياح عن المجيء في وجه العداء ضد السياح بـ2024
رشَّ المحتجون السياح بمسدسات الماء في برشلونة العام الماضي.Credit: Lorena Sopena/Europa Press/Abaca/Sipa USA

تواجه برشلونة، كغيرها من المدن مشكلة، إذ رغم أنّ السياحة الجماعية تُثقِل كاهل المدينة، إلا أنّها حيوية أيضًا، حيث توفر فرص العمل والدخل. 

صرّح ماتيو هيرنانديز، وهو مدير اتحاد برشلونة للسياحة (Barcelona Tourism Consortium)، بأنّ السياحة تُمثل الآن 14% من اقتصاد المدينة، وتوفر 150 ألف وظيفة.

بينما تستعد برشلونة لاستقبال حشود الزوار هذا الصيف، يدرك مسؤولو السياحة في المدينة أنّ الأمر يتعلق بتحقيق التوازن.

 رُغم اتخاذ تدابير تهدف إلى حماية السكان المحليين، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من احتمال عدم شعور العديد من السياح بالترحيب.

عند الحديث مع مجموعة من المراسلين الأجانب بمدريد في يناير/كانون الثاني، أشار هيرنانديز إلى وجود "تصور سائد بأنّ برشلونة لا ترغب في استقبال السياح"، مضيفًا: "نحن نشعر بالقلق بشأن صورة برشلونة فيما يتعلق بالسياحة المفرطة".

تعمل السلطات على تغيير هذه التصورات قبل حلول هذا الصيف. 

في هذه الأثناء، سيستمر الزوار بزيارة المدينة، حيث توجد محطة رحلات بحرية افتُتحت حديثًا لديها القدرة على جذب الآلاف من السياح الإضافيين، لكن هل سيمتنع البعض عن الزيارة؟

قبل الحشود

برشلونة قلقة من امتناع السياح عن المجيء في وجه العداء ضد السياح بـ2024
شكّلت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1992 نقطة تحول لمدينة برشلونة.Credit: George Tiedemann/Sports Illustrated/Getty Images

لم تشكل السياحة مشكلة في برشلونة دائمًا، حتى استضافت المدينة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 1992.

وسلَّطت الألعاب الضوء على أسلوب وثقافة المدينة التاريخية المطلة على البحر.

بحلول عام 2004، استقبلت برشلونة، ويبلغ عدد سكانها 1.5 نسمة، 4.5 مليون سائح قضوا ليلتهم في المدينة.

سُرعان ما أضاف المطار مُدَرَّجًا ثالثًا، ومحطة جديدة، وبُنيت المزيد من محطات السفن السياحية.

برشلونة قلقة من امتناع السياح عن المجيء في وجه العداء ضد السياح بـ2024
خرج آلاف الأشخاص إلى شوارع برشلونة في يوليو/تموز الماضي للاحتجاج على الاكتظاظ الناجم عن السياحة.Credit: Paco Freire/SOPA Images/Shutterstock

بحلول عام 2019، أي قبل جائحة فيروس كورونا، بلغ عدد السياح الذين قاموا بزيارة المدينة 16.1 مليون سائح، وفقًا للأرقام الرسمية.

ليس من الواضح ما إذا كانت احتجاجات العام الماضي لديها أثر مباشر، لكن أظهرت الأرقام الرسمية أنّ 15.5 مليون سائح قاموا بزيارة برشلونة في عام 2024، وذلك بمعدل أقل من العدد المسجل في عام 2023 بـ100 ألف شخص.

تُعزى حالة الغضب بين سكان برشلونة جزئيًا إلى الحشود الناجمة عن أعداد السياح في أماكن مثل شارع "لا رامبلا"، والحي القوطي المجاور، الذي يُعد من أقدم الأحياء فيها.

"هناك حدود"

أفاد نائب عمدة برشلونة، جوردي فالس، والذي تشمل مسؤولياته الجانب السياحي في المدينة، أنّ إحدى نقاط الازدحام الرئيسية تتمثل بالحي المحيط بكنيسة "ساغرادا فاميليا" الشهيرة.

وقال فالس لـ CNN: "الجميع مرحب بهم. ولكن هناك حدود".

كشفت حكومة كتالونيا الإقليمية في فبراير/شباط عن خطة لمضاعفة ضريبة السياحة لما يصل إلى أكثر من 16 دولارًا لكل سائح عن كل ليلة في برشلونة. 

في حال الموافقة عليها، ستُخصص نسبة 25% على الأقل من الإيرادات للمساعدة في تخفيف أزمة السكن، وهي من بين الشكاوى الرئيسية للسكان.

"فخ سياحي ضخم"

ظهرت في المواقع الأكثر زيارةً في برشلونة، علامات على تغيُّر طريقة استقبال المدينة للسياح. 

في شارع "لا رامبلا"، تم تركيب أجهزة استشعار العام الماضي لقياس حركة المشاة من خلال الهواتف المحمولة، بحسب ما ذكره تشافي ماسيب، وهو مدير جمعية "Friends of La Rambla"، المعنية بحماية الشارع وترويجه.

وأفاد مدير الاتصالات العالمية في شركة "Get Your Guide" في العاصمة الألمانية برلين، التي تُقدم تجارب سفر لمختلف الوجهات من حول العالم، ويل جلوكين، لـCNN أنّ "المتاجر السياحية رديئة الجودة" وكثرة مطاعم الوجبات السريعة هناك جعلت "لا رامبلا بمثابة فخٍ سياحي ضخم بدلًا من أن تكون مكانًا يستحق الزيارة".

هكذا تحول أشهر موقعين في برشلونة، اللذان يتطلبان رسومًا للدخول، وكانا قد صممهما المعماري أنطوني غاودي، يبيعان التذاكر مسبقًا عبر الإنترنت فقط.

بهدف إفساح المجال أمام المزيد من الزوار في الشارع، أعلنت المدينة أنّها أزالت المقاعد والحدائق الصغيرة المحيطة بكنيسة "ساغرادا فاميليا".

ونُقلت مواقف الحافلات السياحية وسيارات الأجرة بعيدًا عن المدخل لتقليل كثافة الحشود في حديقة " Guëll"، 

أخبار ذات صلة

0 تعليق