تجهيزات عيد الفطر.. تزيين الشوارع والبيوت تعكس بهجة المجتمع

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- أيام معدودات باتت تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، ومشاهد فرحة العيد بدأت تملأ الشوارع وأزقتها، واستعدادات العائلات ولهفة الأطفال لمجيئه وانتظارهم حلوله من خلال أحاديثهم مع ذويهم لخطط سيقومون بها في أيام عطلة العيد.اضافة اعلان
العيد فرحة ينتظرها الكبار والصغار، ليصنعوا بها لحظات لا تنسى تضاف الى دفتر ذكرياتهم، تفاصيل صغيرة تتكرر في كل عيد ولكن قيمتها تكبر في كل مرة، من ملابس العيد وألعاب الأطفال وزينة الشوارع واجتماع العائلة والأحبة وتبادل الزيارات، طقوس وعادات في العيد تضفي عليه بهجته وتعزز القيم الاجتماعية والدينية.
في العيد يتجمع الأهل والأحبة وترسم البسمة على وجوه الصغار والكبار، وتزين فرحة العيد المجتمعات العربية والإسلامية وتتشارك الدول بنشر الفرح في أيامه عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتعم البهجة والسرور في قلوب المسلمين.
وإن كانت هذه السنة الفرحة منقوصة بسبب الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول المجاورة، ولكن لنشر الفرح والبهجة أهمية كبرى لأحياء شعائر العيد.
استعدادات عديدة ترافق العائلات لاستقبال عيد الفطر السعيد، ومنها تحضيرات عائلة أم محمد قبيل حلول عيد الفطر السعيد، والتي تتشابه مع العديد من العائلات الأردنية والعربية، فالعيد لديهم يكون بصنع كعك العيد أو كما يسميه البعض "كعك الأساور" والذي يقدم في ضيافة العيد.
وتبين أم محمد، أن نساء العائلة تجتمع في هذه الأيام بعد صلاة التراويح، إذ تأتي بناتها المتزوجات وشقيقتها وبناتها يلتفون حول الطاولة، ويبدأون توزيع المهام فيما بينهم.
فنرى مجموعة تعجن العجين قبيل ساعات من إعدادها، وأخرى تجهز حشوة العجوة، والباقي يصنعون كعك العيد بمهارة عالية تعلموها من أم محمد، وأكبر بناتها هي من تشرف على عملية الخبز.
وفرحة قدوم العيد تزين هذه السهرة الرمضانية التي يتخللها عادة تبادل الأحاديث والضحكات واستعادة الذكريات، وتزينها رائحة الكعك الشهية التي تملأ المكان.
وفي مشهد آخر لاستعدادات العيد، تتجه راما (28 عاما) وأخواتها بعد أداء صلاة التراويح، إلى السوق، ليعيشن أجواء العيد بشراء حاجاتهم للعيد من الملابس الجديدة والإكسسوارات الجميلة.
وتبين راما أن السير في الشوارع في الأيام التي تسبق العيد لها بهجة مختلفة عن باقيّ الأيام، فيتبادلون المعايدات مع العائلات، إذ تجمعهم فرحة العيد. وتذكر راما أن رؤيتها للأطفال وهم يبحثون عن الألعاب التي يحبونها لشرائها، تذكرها بنفسها عندما كانت صغيرة، معترفة أن أجواء العيد تعيد لديها شعور الطفلة الصغيرة التي تجهز ملابسها وألعابها في ليلة العيد بلهفة.
إسعاد اطفاله بالعيد، هو ما يسعى له أبو يوسف الذي يجمع أبنائه الثلاث، ويتجه بهم إلى الأسواق لاختيار ما يرغبون من ملابس العيد والألعاب المفضلة لديهم.
ويشير أبو يوسف أن لمعة عيون أطفاله وابتسامتهم مع اقتراب العيد تختلف عن أي سعادة أخرى، مؤكدا بذلك أن فرحة العيد تكون برؤية فرحة الأطفال وشوقهم لاستقبال صباح العيد. 
وبدوره يؤكد دكتور علم الاجتماع محمد جريبيع أن عيد الفطر يأتي حاملاً مشاعر الفرح معه، موضحا أن لعيد الفطر أهمية دينية ومجتمعية في المجتمع الأردني والمجتمعات العربية والإسلامية ككل.
ويشير جريبيع إلى أن الفرح والبهجة بهذه الأيام هو عادة مجتمعية متجذرة في مجتمعاتنا العربية ومشاعر دينية حث عليها ديننا الإسلامي، مبينا أننا كمسلمين نسعد في عيد الفطر، لأنه يأتي بعد شهر رمضان وبعده الديني وأداء فريضة الصيام، فالفرد قد قام بجميع العبادات وواجباته الدينية في شهر رمضان المبارك، ويأتي عيد الفطر ليكن كخاتمة لهذا الشهر المبارك.
ويؤكد أن العيد تتجلى قيمته ومعناه في فرحة الأطفال، مشيراً الى أن الفرح ثقافة تعلمناها كمسلمين، والفرح هو مشاعر جميلة نعيشها ونراها في عيون أطفالنا، وفي الأردن ومجتمعاتنا الإسلامية، ويقول "دائما العيد له بهجته ولمته ورمزيته التي تزيد من أهميته" .
فرحة العيد نراها في وجوه الأطفال وفي شوارعنا وزينتها ولمة العائلة يقول جريبيع، مبينا أن فرحة الناس تكتمل في العيد برؤية بعضهم البعض، وتتجلى خلال أيامه بصلة الرحم، فهذه جزء من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فالعيد دائما له رمزيته الدينية والاجتماعية. ويشير إلى أن الفرح والسعادة والتواصل وصلة الرحم هذه جميعها سمات نحن نراها بأيام عيد الفطر السعيد، ونسعد بها ونكون جزءا منها وهنا تكمن رمزيته الاجتماعية.
ويذكر جريبيع أننا عندما نتمشى في الشوارع ونرى أي شخص نعرفه أو لا نعرفه نعايد عليه، ونقول "كل عام وأنتم بخير" هذا يعني العيد، فهي ثقافة مشتركة والفرح ثقافة مشتركة بيننا، والعيد يوحدنا وحتى مفرداتنا بهذا اليوم تتوحد، فجميع مفردات المجتمع الأردني تصبح ذات الجملة "كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك" وهذه المفردات هي نوع من التماسك الاجتماعي والتواصل الاجتماعي والأهم الفرح الاجتماعي.
من جهة أخرى يبين جريبيع أن العيد هذا العام قد يكون فرحته منقوصة بسبب الحروب والأحداث في غزة والبلدان المجاورة التي تمر بظروف صعبة، فهذا جميعه يؤثر على العيد، لكن لا يمنع أن نفرح بالعيد وننشر ثقافة الفرح والبهجة والسرور بيننا كأفراد وبين أسرنا وبين محبينا وأطفالنا.
ويختم جريبيع حديثه، مبينا أن للمسلمين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى، والمطلوب أن نفرح ونسعد بهذه المناسبات الجميلة وندعو بأن تهدأ الأمور وأن يعم السلام على جميع إخواننا المسلمين في كل مكان.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق