نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "تاريخ الخدمات الطبية في مملكة البحرين"، قدمها الدكتور عيسى أمين، وأدار الحوار الدكتور رضا علي.استعرض الدكتور أمين في بداية المحاضرة تطور الخدمات الطبية في البحرين، مشيرًا إلى أن الرعاية الصحية في المملكة جزء من تاريخ إنساني تشكل بجهود متعددة، تميزت بروح التطوع والتضحية. وأوضح أن منطقة الخليج العربي في أواخر القرن التاسع عشر كانت تفتقر إلى خدمات طبية محلية، مما دفع المرضى إلى البحث عن العلاج في مدن بعيدة مثل جدة، عدن، بوشهر، أو البصرة.وتناول الدكتور أمين الدور الذي لعبته المؤسسات الإنسانية في تقديم الرعاية الطبية للمنطقة، مشيرًا إلى جهود البروفسور لانسلنغ ورفاقه، الذين سعوا إلى إرسال بعثات طبية إلى الجزيرة العربية. وبعد حصولهم على الدعم المالي، انطلقت هذه البعثة عام 1889 من الولايات المتحدة إلى الشام، حيث بدأ أفرادها تعلم اللغة العربية استعدادًا لمهمتهم.كما استعرض الدكتور أمين مسار الرحلة التي قادت البعثة من بيروت إلى القاهرة، ثم عدن، فبومباي، وصولًا إلى مسقط وبندر عباس، قبل أن تحط رحالها في البحرين، التي كانت تعاني آنذاك من انتشار الأمراض. وفي يناير 1893، استأجر الدكتور صامويل زويمر عيادة صغيرة في المنامة، لتصبح أول مركز طبي في البحرين، تلاه تأسيس أول مكتبة لبيع الكتب الدينية بالقرب من سوق الحدادة في نفس العام.كما شهدت البحرين افتتاح أول مركز طبي على يد بيتر زويمر، فيما أسست زوجته إيمي زويمر مركزًا لرعاية الأم والطفل، إلى جانب افتتاح أول مدرسة نظامية في البحرين عام 1898.واختتم الدكتور أمين المحاضرة بعرض مجموعة من الصور التوثيقية التي تسلط الضوء على المراحل الأولى لتأسيس الخدمات الطبية في المملكة، وأبرز الشخصيات التي ساهمت في تطورها. وقد تم فتح المجال لمداخلات الجمهور في نهاية الأمسية وتم تكريم المشاركين من قبل مجلس إدارة المركز.